43
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

إنَّ العِلمَ الَّذي نَزَلَ مَعَ آدَمَ عليه السلام لَم يُرفَع ، وَالعِلمُ يُتَوارَثُ ، وكانَ عَلِيٌّ عليه السلام عالِمَ هذِهِ الاُمَّةِ ، وإنَّهُ لَم يَهلِك مِنّا عالِمٌ قَطُّ إلّا خَلَفَهُ مِن أهلِهِ مَن عَلِمَ مِثلَ عِلمِهِ ، أو ما شاءَ اللّهُ. ۱
ج ـ جاء في رواية أبي بصير عن الإمام الباقر عليه السلام :
دَخَلتُ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام ، فَقُلتُ لَهُ : أنتُم وَرَثَةُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ؟ قالَ : نَعَم. قُلتُ : رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وارِثُ الأَنبِياءِ عَلِمَ كُلَّ ما عَلِموا؟ قالَ لي : نَعَم. ۲

3 . حديثُ أهل البيت عليهم السلام حديثُ النبيّ صلى الله عليه و آله

إنّ الدليل الثالث الذي يجيز تعميم معنى السنّة ليشمل أحاديث أهل البيت عليهم السلام أيضاً ، يتمثّل بالنصوص الروائية التي تذكر صراحة بأنّ كلّ حديث يصدر عنهم إنّما هو حديث النبيّ صلى الله عليه و آله . وفيما يلي بعض هذه الأحاديث :
أ ـ عن جابر :
قُلتُ لِأَبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الباقِرِ عليه السلام : إذا حَدَّثتَني بِحَديثٍ فَأَسنِدهُ لي . فَقالَ : حَدَّثَني أبي ، عَن جَدّي ، عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، عَن جَبرَئيلَ عليه السلام ، عَنِ اللّهِ عز و جل ، وكُلُّ ما اُحَدِّثُكَ بِهذَا الإِسنادِ. ۳
ب ـ عن هشام بن سالم وحمّاد بن عثمان وآخرين ، قالوا :
سَمِعنا أبا عَبدِ اللّهِ عليه السلام يَقولُ : حَديثي حَديثُ أبي ، وحَديثُ أبي حَديثُ جَدّي ، وحَديثُ جَدّي حَديثُ الحُسَينِ ، وحَديثُ الحُسَينِ حَديثُ الحَسَنِ ، وحَديثُ

1.الكافي : ج ۱ ص ۲۲۲ ح ۲ ، المحاسن : ج ۱ ص ۳۶۶ ح ۷۹۶ عن الفضيل بن يسار ، بحار الأنوار : ج ۲۶ ص ۱۶۷ ح ۲۳ .

2.الكافي : ج ۱ ص ۴۷۰ ح ۳ ، دلائل الإمامة : ص ۲۲۶ ح ۱۵۳ ، بحار الأنوار : ج ۸۱ ص ۲۰۱ ح ۵۹ .

3.الأمالي للمفيد : ص ۴۲ ح ۱۰ ، الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۸۹۳ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲ ص۱۷۸ ح ۲۷.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
42

إنّ الدلالة الاُولى التي تبرز واضحة في هذا الحديث ، وبقية الأحاديث الّتي تصطفّ إلى جواره فيما تذهب إليه من وجوب التمسّك بأهل البيت عليهم السلام ۱ ، تتمثّل بإثبات المرجعية العلمية والدينية لأهل البيت ، وأنّ حجّية ما يصدر عنهم من أحكام وتعاليم هو في مصافّ حجّية القرآن وما يصدر عن النبيّ صلى الله عليه و آله نفسه .

2 . علمُ أهل البيت عليهم السلام علمُ النبيّ صلى الله عليه و آله

إنّ الدليل الثاني الناصع على المرجعية العلمية والدينية التي يحظى بها أهل البيت عليهم السلام هو النصوص الروائية الدالّة على أنّهم عليهم السلام ورثة علم النبيّ صلى الله عليه و آله ، بل ورثة علوم جميع الأنبياء . ۲ والملاحظ في هذه الروايات أنّها فوق حدّ الاستفاضة ، وربّما استطاع المتتبّع إثبات تواترها المعنوي ، وبذلك فإنّ صدور مضمونها عن النبيّ صلى الله عليه و آله يعدّ قطعياً .
نستعرض فيما يلي أمثلة لهذه النصوص :
أ ـ روى مسعدة بن صدقة عن الإمام عليّ عليه السلام :
إنَّ العِلمَ الَّذي هَبَطَ بِهِ آدَمُ وجَميعَ ما فُضِّلَت بِهِ النَّبِيّونَ إلى خاتَمِ النَّبِيِّينَ في عِترَةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فَأَينَ يُتاهُ بِكُم؟! بَل أينَ تَذهَبونَ؟! ۳
ب ـ روى زرارة وفضيل عن الإمام الباقر عليه السلام :

1.راجع : هذه الموسوعة: ج ۶ ص ۳۸۸ (الفصل الثامن / عناوين حقوقهم / التمسّك) .

2.راجع : هذه الموسوعة : ج ۶ ص ۲۲۱ (الفصل الرابع / خصائصهم في العلم / ورثة علم الأنبياء عليهم السلام ) و موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ : ج ۶ ص ۳۰ (القسم الحادي عشر / المنزلة العلميّة / وارث علم النبيّ صلى الله عليه و آله ) و ص ۳۲ (وارث علم النبيّين عليهم السلام ) .

3.الإرشاد : ج ۱ ص ۲۳۲ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۶۲۴ ح ۱۴۴ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۱۰۰ ح ۵۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 294735
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي