441
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

نفسه ، وبعبارة اُخرى : في بعض الأحيان قد يلتزم الإنسان بالأدب خجلاً من الآخرين ورعايةً لحرمة اللّه وحرمة الناس ، ولكن في أحيانٍ اُخرى قد يلتزم بالأدب بدافع من إنسانيّته ورعاية لحرمة القيم الإنسانيّة . وفيما يروى عن عليّ عليه السلام أنّه يعتبر هذا النوع من الأدب أسمى مراتب التأدّب ؛ حيث يقول :
غايَةُ الأَدَبِ أن يَستَحِيَ الإِنسانُ مِن نَفسِهِ. ۱
ولعلّ هذا اللّون من الأدب هو الذي يشير عليه السلام إليه في قوله :
لَو أنّا لا نَرجو جَنَّةً ، ولا نَخشى نارا ولا ثَوابا ولا عِقابا ، لَكانَ يَنبَغي لَنا أن نَطلُبَ مَكارِمَ الأَخلاقِ ، فَإِنَّها تَدُلُّ عَلى سُبُلِ النَّجاحِ. ۲

3 . دور الأدب في حياة الإنسان

إنّ الأدب في منظور الأحاديث الإسلاميّة ذو معطيات وبركات وافرة في حياة الإنسان ؛ فالأدب رصيد التفتُّح العقلي ، وزينة الروح واللِّسان ، وشرافة الحسب والنسب ، وعامل لارتقاء جميع الفضائل الأخلاقيّة في الإنسان ۳ .
إنّ من تزيّن بحُلْية الأدب لم يلحقه نقص في النسب ، ويندر أن يرتكب ما لا يليق به . وبعبارة موجزة : المتأدّب في الحياة سعيد ، وفاقد الأدب شقيّ . وعلى حدّ تعبير أمير البيان :
مَا الإِنسانُ لَولَا الأَدَبُ إلّا بَهيمَةٌ مُهمَلَةٌ. ۴
على هذا الأساس يحتاج الإنسان في الحياة أكثر ما يحتاج إلى الأدب ، يقول

1.راجع : ص ۴۵۵ ح ۸۱۴ .

2.تاريخ دمشق : ج ۶۹ ص ۲۰۲ ح ۱۳۷۵۰ عن كميل .

3.راجع : ص ۴۷۵ (آثار الأدب) .

4.راجع : ص ۴۵۹ ح ۸۳۱ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
440

إنّ أقلّ مراتب الأدب مع الناس ، اجتناب ما يكره الانسانُ صدورَه من غيره ؛ وكما قال الإمام عليّ عليه السلام في هذا الصدد :
كَفاكَ أدَبا لِنَفسِكَ اجتِنابُ ما تَكرَهُهُ مِن غَيرِكَ. ۱
ولا يخفى أنّ هذا هو الحدّ الأدنى من الأدب ، وكلّما ازداد الإنسان رعايةً للقيم العقليّة والشرعيّة في القول والفعل ازداد أدبا .

ب ـ الأدب مع الخالق

إنّ الأدب مع الخالق هو عبارة عن رعاية حرمة حضوره في كلِّ الحالات والحركات والسكنات ، بصورة تتناسب مع عظمة الباري وجلاله ، وهذا الأدب له أنواع ومراتب أيضا :
المرتبة الاُولى : ترك المحرّمات وأداء الواجبات .
المرتبة الثانية : ترك المكروهات وأداء المستحبّات .
المرتبة الثالثة : تطهير القلب ممّا سوى اللّه تعالى ، وإلى هذه المرتبة يشير الإمام عليّ عليه السلام إذ يقول :
كَفى بِالعَبدِ أدَبا ألّا يُشرِكَ في نِعَمِهِ وإربِهِ غَيرَ رَبِّهِ. ۲
وإلى هذا أيضا تشير الرواية عن الإمام الصّادق عليه السلام :
القَلبُ حَرَمُ اللّهِ ؛ فَلا تُسكِن حَرَمَ اللّهِ غَيرَ اللّهِ. ۳

ج ـ الأدب مع النّفس

إنّ الأدب مع النفس يعني : أن يلتزم الإنسان بالقيم في القول والعمل رعاية لحرمة

1.راجع : ص ۴۴۷ ح ۷۷۷ .

2.راجع : ص ۴۶۱ ح ۸۳۷ .

3.جامع الأخبار : ص ۵۱۸ ح ۱۴۶۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 294725
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي