الحَسَنِ حَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وحَديثُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام حَديثُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وحَديثُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله قَولُ اللّهِ عز و جل. ۱
بناءً على هذا الفهم : إنّ السنّة ـ برأي أتباع أهل البيت عليهم السلام ـ هي بمعنى قول النبيّ وأهل بيته وفعلهم وتقريرهم ، ومن ثَمَّ فقد نهض أئمّة أهل البيت ببيان سنّة النبيّ وعرضها إلى الاُمّة الإسلامية ، حتّى لحظة غيبة آخر إمام منهم في سنة 260 ه ق . وبذا فإنّ التمسّك بأهل البيت عليهم السلام في حقيقته أكمل صيغة للتمسّك بسنّة خاتم النبيّين وسيرته .
ثانياً : العلاقة المتبادلة بين القرآن والسنة
ثَمّ عدد من الرؤى والنظريّات بشأن موقع سنّة النبي صلى الله عليه و آله وأهل بيته إلى جانب القرآن ودورهما في بيان مفاهيم القرآن ومقاصده ، نعرض لها فيما يلي :
النظرية الاُولى : عدم الحاجة إلى السنّة في المعرفة الدينية مطلقاً
أوّلاً : نشأتها وأدلّتها
أوّل من عرض هذه النظرية على مسرح التداول هو الخليفة الثاني ، فعندما كان النبيّ صلى الله عليه و آله على مشارف الرحيل ، وأراد أن يكتب للاُمّة ما يعصمها عن الضلال ويترك لها من السنّة المكتوبة ما يحصنها عن الضياع ، مانَع الخليفة الثانيذلك وحال عملياً دون تحقّق المبادرة النبويّة ، مرتكزاً في ممانعته إلى هذه النظرية .
يروي البخاري هذه القصّة عن ابن عبّاس على النحو التالي :
لَمّا حُضِرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله وفِي البَيتِ رِجالٌ فيهِم عُمَرُ بنُ الخَطّابِ ، قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : هَلُمَّ أكتُب لَكُم كِتاباً لا تَضِلّوا بَعدَهُ ، فَقالَ عُمَرُ : إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قد غَلَبَ عَلَيهِ الوَجَعُ! وعِندَكُم القُرآنُ ، حَسبُنا كِتابُ اللّهِ. ۲