47
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

فهي لا تعني بالتأكيد أنّ كلّ معارف القرآن واضحة لكلّ الناس على النحو الذي لا نحتاج فيه إلى البيان والتفسير ، بل تعني أنّ لمعارف القرآن مراتب وأنّ لكلّ إنسان حظّه منها على قدر قابليّته الفكرية واستعداده النفسي والوجودي ، بحيث ينهل من بيّنات هذا الكتاب الإلهي ويستمدّ من أنواره وفق تلك القابليّات ، كما ستأتي الإشارة إلى ذلك . ۱

2 . الاجتهاد في مقابل النصّ النبويّ

لقد انطلقت مبادرة النبيّ صلى الله عليه و آله وتصميمه على تدوين شيء يعصم الاُمّة ويحفظها من الضلال بعده ، لتفيد ـ دون التباس ـ أنّ القرآن وحدَه لا يمنع من الضلال ، والتجربة التاريخية لمسار الإسلام تؤيّد هذه الحقيقة .
على أنّه يكفي لبطلان هذه النظرية ـ أي حسبنا كتاب اللّه ـ أنّها تعبير عن اجتهاد بإزاء كلام النبيّ صلى الله عليه و آله الذي يقول فيه القرآن صراحة :
«وَ مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَى » . ۲
كما ينصّ أيضاً بأنّ طاعته صلى الله عليه و آله هي طاعة اللّه سبحانه ۳ ، وأنّ الناس مكلّفون بإطاعة جميع أوامره وتنفيذ كلّ ما يصدر عنه . ۴

3 . إجماع الاُمّة الإسلامية على الحاجة إلى السنّة

يأتي إجماع المسلمين في العمل بالسنّة والتعاطي معها بوصفها المصدر الثاني للمعرفة الدينية إلى جوار القرآن ؛ ليكون دليلاً آخر على رفض هذه النظرية

1.راجع : ص ۳۹ (تعدّد المعاني والبطون) .

2.النجم : ۳ و ۴ .

3.«مَّن يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ » (النساء : ۸۰) .

4.«مَا ءَاتَـلـكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَـلـكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا» (الحشر : ۷).


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
46

ثانياً : نقدها

لا يحتاج إثبات بطلان هذه النظرية إلى عب ءٍ برهاني كبير ، فمع قليل من التأمّل في محتواها وأطرافها يتّضح أنّها كانت تستند إلى تسويغات سياسية ، أكثر ممّا ترتكز إلى قواعد علمية ومقوّمات دينية . لكن مع ذلك كلّه ، فإنّ الأدلّة التالية تكشف بطلان هذه النظرية وسقمها :

1 . الاجتهاد في مقابل النصّ القرآني

إنّ الرؤية التي تذهب إلى عدم الحاجة في معرفة القرآن إلى السنّة ، تتنافى مع الآيات التي تتحدّث عن النبيّ بوصفه مبيّناً للوحي ومفسّراً له ، كما تتعارض أيضاً مع تلك الآيات التي تنصّ على أنّ طاعة النبيّ واجبة كطاعة اللّه سبحانه . ۱
أمّا الآيات التي تؤكّد أنّ القرآن مبيّن في نفسه وكونه تبياناً لكلّ شيء ، مثل قوله :
«لَقَدْ أَنزَلْنَا ءَايَاتٍ مُّبَيِّنَاتٍ» . ۲
وقوله :
«هَذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ» . ۳
وقوله :
«نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَىْ ءٍ» . ۴

1.. كالآية ۴۴ من سورة النحل ، والآية ۹۲ من سورة المائدة و ...

2.النور : ۴۶.

3.آل عمران : ۱۳۸.

4.النحل : ۸۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 292380
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي