53
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

يا قَتادَةُ! ذلِكَ مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ بِزادٍ وراحِلَةٍ وكِراءٍ حَلالٍ يَرومُ هذَا البَيتَ عارِفاً بِحَقِّنا يَهوانا قَلبُهُ ، كَما قالَ اللّهُ عز و جل : «فَاجْعَلْ أَفْئدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِى إِلَيْهِمْ»۱ ولَم يَعنِ البيت فَيقولُ : إلَيهِ ؛ فَنَحنُ وَاللّهِ دَعوَةُ إبراهيمَ عليه السلام الَّتي مَن هَوانا قَلبُهُ قُبِلَت حَجَّتُهُ ، وإلّا فَلا. يا قَتادَةُ ، فَإِذا كانَ كَذلِكَ كانَ آمِناً مِن عَذابِ جَهَنَّمَ يَومَ القِيامَةِ.
قالَ قَتادَةُ : لا جَرَمَ ۲ ، وَاللّهِ ، لا فَسَّرتُها إِلّا هكَذا.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : وَيحَكَ يا قَتادَةُ! إنَّما يَعرِفُ القُرآنَ مَن خوطِبَ بِهِ. ۳

3 . عدم ظهور ألفاظ القرآن

إنّ وجود عوامل من قبيل التقييد والتخصيص والتجوّز في أكثر ظواهر القرآن أدّى إلى انعدام ظهورها ، ومن ثَمَّ فإنّ ما يبدو ظاهراً من معاني القرآن ما هو إلّا تعبير عن ظهورٍ بَدَوي ، لا يلبث أن يزول بعد التأمّل . وفي الحصيلة ستغدو العودة إلى أهل البيت عليهم السلام ضرورية لفهم المعاني القرآنية .

ثانياً : نقدها

1 . نقد الدليل الأوّل

الدليل الأوّل الذي يتمسّك به الأخباريّون يتمثّل بحرمة التفسير بالرأي في الإسلام ، ولا ريب في أنّ التفسير بالرأي لا يجوز ؛ وفاقاً للروايات التي تمّ الإشارة إليها فيما سلف . ولكنَّ حرمة التفسير بالرأي لا تثبت مدّعى القوم ، لما يلي :
أوّلاً : إنّ حمل اللفظ على معناه الواضح لا يعدّ تفسيراً ؛ لأنّ معنى التفسير هو بيان المعنى غير الواضح والكشف عنه ۴ ، وبتعبير المحقّق الأنصاري : التفسير هو عبارة عن

1.إبراهيم : ۳۷.

2.لا جَرَمَ : هي كلمة كانت في الأصل بمنزلة «لابدّ» و «لامحالة» ، فجرت على ذلك وكثُرت حتّى تحوّلت إلى معنى القَسَم وصارت بمنزلة «حقّا» (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۸۶ «جرم») .

3.الكافي : ج ۸ ص ۳۱۱ ح ۴۸۵ ، بحار الأنوار : ج ۲۴ ص ۲۳۷ ح ۶ .

4.الفَسْر : الإبانة ، وكشف المغَطّى ، كالتفسير ، والفِعلُ كضَرَب ونَصَر (القاموس المحيط : ج ۲ = ص ۱۱۰ «فسر») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
52

قالَ : فَما بالُ الحائِضِ تَقضي صَومَها ولا تَقضي صَلاتَها؟ فَسَكَتَ. ۱
ج ـ جاء في رواية عن زيد الشحّام :
دَخَلَ قَتادَةُ بنُ دِعامَةَ عَلى أبي جَعفَرٍ عليه السلام ، فَقالَ : يا قَتادَةُ ، أنتَ فَقيهُ أهلِ البَصرَةِ؟
قالَ : هكَذا يَزعُمونَ.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : بَلَغَني أَنَّكَ تُفَسِّرُ القُرآنَ؟
فَقالَ لَهُ قَتادَةُ : نَعَم.
فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : بِعِلمٍ تُفَسِّرُهُ أم بِجَهلٍ؟
قالَ : لا ، بِعِلمٍ.
فَقالَ لَهُ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : فَإِن كُنتَ تُفَسِّرُهُ بِعِلمٍ فَأَنتَ أنتَ ، وأَنَا أسأَلُكُ.
قالَ قَتادَةُ : سَل.
قالَ : أخبِرني عَن قَولِ اللّهِ عز و جل في سَبَاً?: «وَ قَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُواْ فِيهَا لَيَالِىَ وَ أَيَّامًا ءَامِنِينَ » . ۲
فَقالَ قَتادَةُ : ذلِكَ مَن خَرَجَ مِن بَيتِهِ بِزادٍ حَلالٍ وراحِلَةٍ وكِراءٍ حَلالٍ يُريدُ هذَا البَيتَ كانَ آمِناً ، حَتّى يَرجِعَ إلى أهلِهِ.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : نَشَدتُكَ اللّهَ يا قَتادَةُ ، هَل تَعلَمُ أنَّهُ قَد يَخرُجُ الرَّجُلُ مِن بَيتِهِ بِزادٍ حَلالٍ وراحِلَةٍ وكِراءٍ حَلالٍ يُريدُ هذَا البَيتَ ، فَيُقطَعُ عَلَيهِ الطَّريقُ فَتَذهَبُ نَفَقَتُهُ ، ويُضرَبُ مَعَ ذلِكَ ضَربَةً فيهَا اجتِياحُهُ ؟ ۳
قالَ قَتادَةُ : اللّهُمَّ ، نَعَم.
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : وَيحَكَ يا قَتادَةُ ! إن كُنتَ إنَّما فَسَّرتَ القُرآنَ مِن تِلقاءِ نَفسِكَ فَقَد هَلَكتَ وأَهلَكتَ ، وإن كُنتَ قَد أخَذتَهُ مِن الرِّجالِ فَقَد هَلَكتَ وأهلَكتَ. وَيحَكَ

1.علل الشرائع : ص ۸۹ ح ۵ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۲۹۳ ح ۱۳ .

2.سبأ : ۱۸ .

3.الجَوحُ : الإهلاك والاستئصال ، كالإجاحة والاجتياح (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۱۹ «جوح») .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 292414
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي