541
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

بحث حول فصول الأذان

هل يتضمّن الأذان عدّة فصول؟ وهل فصل «الصّلاةُ خيرٌ مِنَ النَّوم» الذي يردّده أهل السنّة في أذان الصبح ، وكذلك «حَيَّ على خَيرِ العَمَل» ، والشهادة الثالثة التي يقولها أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام في الأذان والإقامة ، هل كان كلّ ذلك جزءا من الأذان ابتداءً ، أم أنّه اُضيف إليه بالتدريج وبمرور الزمان؟ للجواب عن هذه التساؤلات لابدّ من تقسيم البحث إلى عدّة محاور :

الأوّل : التّثويب في أذان الفجر

التثويب مشتقّ من الجذر «ثوب» ، وهو في اللغة يعني العود والرجوع ۱ . والتثويب في الأذان يعني معاودة الإعلام بعد الإعلام بجملة «الصّلاةُ خَيرٌ مِنَ النَّوم» ، والبحث يدور هنا حول : أكان هذا الفصل جزءا من أذان الصبح منذ عصر النبيّ الأكرم صلى الله عليه و آله ، أم أنّه زِيدَ عليه فيما بعد؟
إنّ الروايات الواردة في المصادر الحديثية لأهل السنّة في الإجابة على هذا التساؤل ، يمكن تقسيمها إلى ثلاث مجاميع :
الاُولى : الروايات التي تُسنِد التثويب إلى تعليم النبيّ صلى الله عليه و آله ، ومنها ما رواه الحارث ابن عبيد ، عن محمّد بن عبد الملك بن أبي محذورة ، عن أبيه ، عن جدّه ، قال :

1.. معجم مقاييس اللغة : ج ۱ ص ۳۹۳ «ثوب» .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
540

الفَلاحِ» قالَ : «حَيَّ عَلى خَيرِ العَمَلِ» ، و يَقولُ : هُوَ الأَذانُ الأَوَّلُ . ۱

۱۰۶۹.عنه عليه السلام :كانَ الأَذانُ بِ «حَيَّ عَلى خَيرِ العَمَلِ» عَلى عَهدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وبِهِ اُمِروا في أيّامِ أبي بَكرٍ وصَدرا مِن أيّامِ عُمَرَ ، ثُمَّ أمَرَ عُمَرُ بِقَطعِهِ وحَذفِهِ مِنَ الأَذانِ وَالإِقامَةِ ، فَقيلَ لَهُ في ذلِكَ ، فَقالَ : إذا سَمِعَ النّاسُ أنَّ الصَّلاةَ خَيرُ العَمَلِ ، تَهاوَنوا بِالجِهادِ وتَخَلَّفوا عَنهُ . ۲

۱۰۷۰.علل الشرائع عن عكرمة :قُلتُ لاِبنِ عَبّاسٍ : أخبِرني لِأَيِّ شَيءٍ حُذِفَ مِنَ الأَذانِ «حَيَّ عَلى خَيرِ العَمَلِ» ؟
قالَ : أرادَ عُمَرُ بِذلِكَ ألّا يَتَّكِلَ النّاسُ عَلَى الصَّلاةِ و يَدَعُوا الجِهادَ ، فَلِذلِكَ حَذَفَها مِنَ الأَذانِ . ۳

1.. السنن الكبرى : ج ۱ ص ۶۲۵ ح ۱۹۹۳ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۱ ص ۲۴۴ ح ۱ كلاهما عن حاتم بن إسماعيل عن الإمام الصادق عليه السلام ؛ مسند زيد : ص ۹۳ من دون إسنادٍ إلى الإمام الباقر عليه السلام نحوه وراجع : الصراط المستقيم : ج ۳ ص ۲۱ .

2.. دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۱۴۲ ، بحار الأنوار : ج ۸۴ ص ۱۵۶ ح ۵۴ .

3.. علل الشرائع : ص ۳۶۸ ح ۳ ، الإيضاح : ص ۲۰۱ عن أبي يوسف القاضي و أبي حنيفة نحوه ، بحار الأنوار : ج ۸۴ ص ۱۴۰ ح ۳۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 294825
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي