67
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

وينأى بها عن التيه :
إنّي تارِكٌ فيكُمُ الثَّقَلَينِ : كِتابَ اللّهِ عز و جلوعِترَتي ، كِتابُ اللّهِ حَبلٌ مَمدودٌ مِنَ السَّماءِ إلَى الأَرضِ ، وعِترَتي أهلُ بَيت ي ، وإِنَّ اللَّطيفَ الخَبيرَ أخبَرَني أنَّهُما لَن يَفتَرِقا حَتّى يَرِدا عَلَيَّ الحَوضَ ، فَانظُروني بِمَ تَخلُفُونِّي فيهِما. ۱
إنّ هذا النصّ يوضّح بجلاء أنّ تعانق القرآن الصامت مع القرآن الناطق وتآصرهما معاً هو ما بمقدوره أن يوفّر للاُمّة منهاج هدايتها حتّى القيامة ، بحيث لو وقع الانفصال بين ينبوعَي النور والهداية هذين ؛ فإنّ ذلك سوف لا يُؤدّي إلى عدم منع ضلالة الاُمّة وعدم عصمتها من التيه فحسب ، بل يفضي أيضاً إلى أن يفرغ كلاهما من مفهومه الواقعي ويفقد معناه الحقيقي .
ولهذا روي أنه لمّا دعا جيش الشام في حرب صفّين الإمام عليّاً عليه السلام إلى تحكيم القرآن ورفع شعار «لا حُكمَ إلّا للّهِ» ، التفت الإمام أمير المؤمنين إلى أصحابه منبّهاً ومحذّراً :
هذِهِ كَلِمَةُ حَقٍّ يُرادُ بِها باطِلٌ ، وهذا كِتابُ اللّهِ الصّامِتُ وأَنَا المُعَبِّرُ عَنهُ ؛ فَخُذوا بِكِتابِ اللّهِ النّاطِقِ وذَرُوا الحُكمَ بِكِتابِ اللّهِ الصّامِتِ ، إذ لا مُعَبِّرَ عَنهُ غَيري. ۲
وفي رواية اُخرى أنه عليه السلام قال في هذا الصدد :
ذلِكَ القُرآنُ فَاستَنطِقوهُ ولَن يَنطِقَ لَكُم ، اُخبِرُكُم عَنهُ : إنَّ فيهِ عِلمَ ما مَضى وعِلمَ ما يَأتي إلى يَومِ القِيامَةِ ، وحُكمَ ما بَينَكُم وبَيانَ ما أصبَحتُم فيهِ تَختَلِفونَ ؛ فَلَو

1.مسند ابن حنبل : ج ۴ ص ۳۷ ح ۱۱۱۳۱ عن أبي سعيد الخدري ، المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۱۱۸ ح ۴۵۷۶ عن زيد بن أرقم ، المعجم الكبير : ج ۵ ص ۱۵۴ ح ۴۹۲۳ عن زيد بن ثابت ، كنزالعمّال : ج ۱ ص ۱۷۲ ح ۸۷۲ ؛ الإرشاد : ج ۱ ص ۲۳۳ عن الإمام عليّ عليه السلام عنه صلى الله عليه و آله ، التبيان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۳ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۱۰۶ ح ۷ وراجع : هذه الموسوعة: ج ۶ ص ۱۴۵ (دراسة حول حديث الثقلين ودلالته على استمرار إمامة أهل البيت عليهم السلام ).

2.العمدة : ص ۳۳۰ ح ۵۵۰ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
66

1 . عن جابر عن الإمام الباقر عليه السلام ، أنّه قال :
ما يَستَطيعُ أحَدٌ أن يَدَّعِيَ أنَّ عِندَهُ جَميعَ القُرآنِ كُلِّهِ ظاهِرِهِ وباطِنِهِ، غَيرُ الأَوصِياءِ. ۱
2 . روي عن أبي حمزة الثمالي عن الإمام الباقر عليه السلام ، قوله :
ما أجِدُ مِن هذِهِ الاُمَّةِ مَن جَمَعَ القُرآنَ إِلَا الأَوصِياءَ. ۲
3 . عن مرازم وموسى بن بكير عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال :
إنّا أهلَ البَيتِ لَم يَزَلِ اللّهُ يَبعَثُ مِنّا مَن يَعلَمُ كِتابَهُ مِن أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ. ۳
4 . عن عبد الأعلى مولى آل سام ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول :
وَاللّهِ ، إنّي لَأَعلَمُ كِتابَ اللّهِ مِن أوَّلِهِ إلى آخِرِهِ ، كَأَنَّهُ في كَفّي ، فيهِ خَبَرُ السَّماءِ وخَبَرُ الأَرضِ ، وخَبَرُ ما كانَ وخَبَرُ ما هُوَ كائِنٌ ، قالَ اللّهُ عز و جل : فيهِ تِبيانُ كُلِّ شَيءٍ ۴ . ۵

التآصر الوثيق بين القرآن والعترة

إنّ علمَ أهل البيت عليهم السلام بحقائق القرآن وتجلّيه التامّ في وجودهم جعلهم في الحقيقة «القرآن الناطق» ، ۶ وهو الموقع نفسه الذي تحدّث عنه النبيّ صلى الله عليه و آله حين جعلهم عِدْل «القرآن الصامت» وصِنْوه في حديث «الثقلين» المتواتر ، ومن ثَمَّ جعل التمسّك بهما معاً شرط ديمومة الرسالة ، والمانع الذي يعصم الاُمّة عن الانحدار إلى هوّة الضلال

1.الكافي : ج ۱ ص ۲۲۸ ح ۲ ، بصائر الدرجات : ص ۱۹۳ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۸۸ ح ۲۶ .

2.بصائر الدرجات : ص ۱۹۴ ح ۵ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۸۹ ح ۳۰ .

3.مختصر بصائر الدرجات : ص ۵۹ ، بصائر الدرجات : ص ۱۹۴ ح ۶ ، تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۱۶ ح ۸ عن مرازم وفيهما «فينا» بدل «منّا» ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۱۷۸ ح ۲۳ .

4.إشارة إلى الآية ۸۹ من سورة النحل : «وَ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَـبَ تِبْيَـنًا لِّكُلِّ شَىْ ءٍ» .

5.الكافي : ج ۱ ص ۲۲۹ ح ۴ ، بصائر الدرجات : ص ۱۹۴ ح ۷ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۸۹ ح ۳۲ .

6.كما نقل عن الإمام عليّ عليه السلام أنّه قال : «أنا القرآن الناطق» . راجع : موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب والسنّة والتاريخ : ج ۴ ص ۵۳۳ (القسم التاسع / عليّ عليه السلام عن لسان عليّ عليه السلام / القرآن الناطق) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 292517
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي