سَأَلتُموني عَنهُ لَعَلَّمتُكُم. ۱
أجل ، إنّ أهل البيت وحدهم القادرون على النطق بالقرآن وهم ـ صلوات اللّه وسلامه عليهم ـ تراجمة وحي اللّه المعبّرون عن كتابه دون سواهم ۲ ، لما لهم من إحاطة بكتاب اللّه وسنّة نبيّه صلى الله عليه و آله ، وهم من يستطيع أن يستنبط من الكتاب والسنّة مرتكزات الإسلام ومبادئه العقيدية ومناهجه الأخلاقية والعملية على نحو يقينيّ كامل ، ومن ثَمَّ لا مناص للاُمّة الإسلامية من العودة إليهم لبلوغ حقائق دينها ، ولا خيار لها سوى الإذعان لمرجعيتهم في زمن حضورهم .
أمّا في عصر غيبتهم فإنّ مرجعية معرفة الدين والتفقّه فيه تعود إلى العلماء الذين تعلّموا من أهل البيت اُسلوبهم في تفسير القرآن واستنباط معارفه وأحكامه من الكتاب والسنّة ، فعلى عاتق هؤلاء تقع مسؤولية بيان الدين إلى الاُمّة على قدر وسعهم وطاقتهم . وهؤلاء العلماء هم في الحقيقة نوّاب الإمام والوليّ المطلق في هداية الاُمّة وقيادتها في عصر غيبة الإمام المهديّ عليه السلام .
المجالات الوظيفية الرئيسة للسُّنّة في المعرفة الدّينية
بناءً على ما مضى ، بمقدورنا أن نحدّد أبرز الأدوار الوظيفية الرئيسة التي تنهض بها السنّة في خدمة القرآن والمعارف الإسلامية الفذّة ، من خلال المجالات التالية :
1 . تعليم منهجية «تفسير القرآن بالقرآن» .
1.الكافي : ج ۱ ص ۶۱ ح ۷ عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۸ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۳ ح ۲۴ .
2.عرّف أهل البيت عليهم السلام أنفسهم في روايات كثيرة ب «تراجمة الوحي» ؛ فعن الإمام زين العابدين عليه السلام : «نحن تراجمة وحيه» (معاني الأخبار : ص ۳۵ ح ۵) ، وعن الإمام الباقر عليه السلام : «نحن تراجمة وحي اللّه » (الكافي : ج ۱ ص ۱۹۲ ح ۳) ، وورد وصف أهل البيت في الزيارة الجامعة الكبيرة المرويّة عن الإمام الهادي عليه السلام : «وتراجمةً لوحيه» (كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۲ ص ۶۱۱ ح ۳۲۱۳) .