71
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1

3

مُقَوِّماتُ مَعرِفَةِ الحَديثِ

يعدّ استناد القرآن إلى النبيّ وإلى الوحي الإلهي أمراً متواتراً قطعياً لا ريب لأحد فيه ، وهو إلى ذلك ممّا أجمعت عليه الاُمّة الإسلامية قاطبة ، ممّا يُغني عن الحاجة إلى البحث والدراسة في هذا المجال . لكنَّ للحديث شأناً آخر ، فليست كلّ الأحاديث التي نُسبت إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله وأهل بيته عليهم السلام ممّا يتمتّع بمثل هذه الصفة ، فما خلا عدد قليل من الأحاديث التي تعدّ متواترة ۱ قطعية ، فإنّ إثبات نسبة بقية الأحاديث إليهم أمر يحتاج إلى الدراسة ويتطلّب الخبرة والتخصّص .
وعلى هذا ينبغي للباحث قبل أن يلج مضمار فقه الحديث ويمارس عملية

1.الخبر المتواتر : هو الخبر الذي يكون عدد رواته في كلّ طبقة من طبقات السند عددا يحصل بسببه الاطمئنان بصدور الخبر ، وقد جعل ابن الصلاح مصداق الخبر المتواتر منحصرا في قوله : «من كذب عليّ متعمّدا فليتبوّأ مقعده من النار» (مقدّمة ابن الصلاح و محاسن الاصطلاح : ص ۴۵۴). وفي مقابل ذلك ذكر السيوطي في كتاب «الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة» ۱۱۳ خبرا ، مع أنّ بعضها لم يرو إلّا عن راوٍ واحد . وكذلك علماء الإماميّة فإنّهم يرون أنّ الأخبار المتواترة قليلة ضئيلة . والحاصل : أنّه يمكن أن يقال : إنّ الأخبار المتواترة لفظا بنحوٍ يورث العلم بالصدور لا تصل إلى عدد الأصابع ، ومن جملتها حديث الثقلين وحديث الولاية ـ «من كنت مولاه فعليّ مولاه» ـ الذي هو أكثرها رواةً . وأمّا المتواترات بالمعنى فهي وإن كانت أكثر عددا من هذه إلّا أنّها ليست بالمقدار المعتدّ به أيضا .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج1
70
عدد المشاهدين : 329500
الصفحه من 671
طباعه  ارسل الي