11
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

وفِي المَرَّةِ الثّانِيَةِ : «حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ» أي قوموا إلى مُناجاةِ اللّهِ رَبِّكُم ، وعَرضِ حاجاتِكُم ۱ عَلى رَبِّكُم ، وتَوَسَّلوا إلَيهِ بِكَلامِهِ وتَشَفَّعوا بِهِ ، وأكثِرُوا الذِّكرَ وَالقُنوتَ وَالرُّكوعَ وَالسُّجودَ وَالخُضوعَ وَالخُشوعَ ، وَارفَعوا إلَيهِ حَوائِجَكُم ، فَقَد أذِنَ لَنا في ذلِكَ .
وأمّا قَولُهُ : «حَيَّ عَلَى الفَلاحِ» فَإِنَّهُ يَقولُ : أقبِلوا إلى بَقاءٍ لا فَناءَ مَعَهُ ، ونَجاةٍ لا هَلاكَ مَعَها ، وتَعالَوا إلى حَياةٍ لا مَوتَ مَعَها ، وإلى نَعيمٍ لا نَفادَ لَهُ ، وإلى مُلكٍ لا زَوالَ عَنهُ ، وإلى سُرورٍ لا حُزنَ مَعَهُ ، وإلى اُنسٍ لا وَحشَةَ مَعَهُ ، وإلى نورٍ لا ظُلمَةَ مَعَهُ ، وإلى سَعَةٍ لا ضيقَ مَعَها ، وإلى بَهجَةٍ لَا انقِطاعَ لَها ، وإلى غِنىً لا فاقَةَ مَعَهُ ، وإلى صِحَّةٍ لا سُقمَ مَعَها ، وإلى عِزٍّ لا ذُلَّ مَعَهُ ، وإلى قُوَّةٍ لا ضَعفَ مَعَها ، وإلى كَرامةٍ يا لَها مِن كَرامَةٍ ، وَاعجَلوا إلى سُرورِ الدُّنيا وَالعُقبى ، ونَجاةِ الآخِرَةِ وَالاُولى .
وفِي المَرَّةِ الثّانِيَةِ : «حَيَّ عَلَى الفَلاحِ» فَإِنَّهُ يَقولُ : سابِقوا إلى ما دَعَوتُكُم إلَيهِ ، وإلى جَزيلِ الكَرامَةِ وعَظيمِ المِنَّةِ وسَنِيِّ ۲ النِّعمَةِ وَالفَوزِ العَظيمِ ، ونَعيمِ الأَبَدِ في جِوارِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله في مَقعَدِ صِدقٍ عِندَ مَليكٍ مُقتَدِرٍ .
وأمّا قَولُهُ : «اللّهُ أكبَرُ» فَإِنَّهُ يَقولُ : اللّهُ أعلى وأجَلُّ مِن أن يَعلَمَ أحَدٌ مِن خَلقِهِ ما عِندَهُ مِنَ الكَرامَةِ لِعَبدٍ أجابَهُ وأطاعَهُ ، وأطاعَ أمرَهُ وعَبَدَهُ ، وعَرَفَ وَعيدَهُ وَاشتَغَلَ بِهِ وبِذِكرِهِ ، وأحَبَّهُ وآمَنَ بِهِ ، وَاطمَأَنَّ إلَيهِ ووَثِقَ بِهِ ، وخافَهُ ورَجاهُ ، وَاشتاقَ إلَيهِ ووافَقَهُ في حُكمِهِ وقَضائِهِ ورَضِيَ بِهِ .

1.في بعض نسخ المصدر : «حاجتكم» .

2.السنيّ : الرفيع (الصحاح : ج ۶ ص ۲۳۸۴ «سنا») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
10

السَّماواتِ وسُكّانَ الأَرَضينَ وما فيهِنَّ مِنَ المَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ ، وما فيهِنَّ مِنَ الجِبالِ وَالأَشجارِ وَالدَّوابِّ وَالوُحوشِ وكُلِّ رَطبٍ ويابِسٍ ، بِأَنّي أشهَدُ أن لا خالِقَ إلَا اللّهُ ، ولا رازِقَ ولا مَعبودَ ولا ضارَّ ولا نافِعَ ولا قابِضَ ولا باسِطَ ولا مُعطِيَ ولا مانِعَ ولا ناصِحَ ولا كافِيَ ولا شافِيَ ولا مُقَدِّمَ ولا مُؤَخِّرَ إلَا اللّهُ ، لَهُ الخَلقُ وَالأَمرُ ، وبِيَدِهِ الخَيرُ كُلُّهُ ، تَبارَكَ اللّهُ رَبُّ العالَمينَ .
وأمّا قَولُهُ : «أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ» يَقولُ : اُشهِدُ اللّهَ أنَّهُ لا إلهَ إلّا هُوَ ، وأنَّ مُحَمَّدا عَبدُهُ ورَسولُهُ ونَبِيُّهُ وصَفِيُّهُ ونَجِيُّهُ ، أرسَلَهُ إلى كافَّةِ النّاسِ أجمَعينَ بِالهُدى ودينِ الحَقِّ لِيُظهِرَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ ولَو كَرِهَ المُشرِكونَ ، واُشهِدُ مَن فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالمُرسَلينَ وَالمَلائِكَةِ وَالنّاسِ أجمَعينَ أنَّ مُحَمَّدا سَيِّدُ الأَوَّلينَ وَالآخِرينَ .
وفِي المَرَّةِ الثّانِيَةِ : «أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ» يَقولُ : أشهَدُ أن لا حاجَةَ لِأَحَدٍ إلى أحَدٍ إلّا إلَى اللّهِ الواحِدِ القَهّارِ الغَنِيِّ عَن عِبادِهِ وَالخَلائِقِ وَالنّاسِ أجمَعينَ ، وأنَّهُ أرسَلَ مُحَمَّدا إلَى النّاسِ بَشيرا ونَذيرا وداعِيا إلَى اللّهِ بِإِذنِهِ وسِراجا مُنيرا ، فَمَن أنكَرَهُ وجَحَدَهُ ولَم يُؤمِن بِهِ أدخَلَهُ اللّهُ عز و جلنارَ جَهَنَّمَ خالِدا مُخَلَّدا لا يَنفَكُّ عَنها أبَدا .
وأمّا قَولُهُ : «حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ» أي هَلُمّوا إلى خَيرِ أعمالِكُم ودَعوَةِ رَبِّكُم ، وسارِعوا إلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم ، وإطفاءِ نارِكُمُ الَّتي أوقَدتُموها ، وفِكاكِ رِقابِكُمُ الَّتي رَهَنتُموها ، لِيُكَفِّرَ اللّهُ عَنكُم سَيِّئاتِكُم ، ويَغفِرَ لَكُم ذُنوبَكُم ، ويُبَدِّلَ سَيِّئاتِكُم حَسَناتٍ ، فَإِنَّهُ مَلَكٌ كَريمٌ ذُو الفَضلِ العَظيمِ ، وقَد أذِنَ لَنا مَعاشِرَ المُسلِمينَ بِالدُّخولِ في خِدمَتِهِ ، وَالتَّقَدُّمِ إلى بَينِ يَدَيهِ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 179386
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي