وفِي المَرَّةِ الثّانِيَةِ : «اللّهُ أكبَرُ» فَإِنَّهُ يَقولُ : اللّهُ أكبَرُ وأعلى وأجَلُّ مِن أن يَعلَمَ أحَدٌ مَبلَغَ كَرامَتِهِ لِأَولِيائِهِ ، وعُقوبَتِهِ لِأَعدائِهِ ، ومَبلَغِ عَفوِهِ وغُفرانِهِ ونِعمَتِهِ لِمَن أجابَهُ وأجابَ رَسولَهُ ، ومَبلَغَ عَذابِهِ ونَكالِهِ ۱ وهَوانِهِ لِمَن أنكَرَهُ وجَحَدَهُ .
وأمّا قَولُهُ : «لا إلهَ إلَا اللّهُ» مَعناهُ : للّهِِ الحُجَّةُ البالِغَةُ عَلَيهِم بِالرَّسولِ وَالرِّسالَةِ وَالبَيانِ وَالدَّعوَةِ ، وهُوَ أجَلُّ مِن أن يَكونَ لِأَحَدٍ مِنهُم عَلَيهِ حُجَّةٌ ، فَمَن أجابَهُ فَلَهُ النّورُ وَالكَرامَةُ ، ومَن أنكَرَهُ فَإِنَّ اللّهَ غَنِيٌّ عَنِ العالَمينَ ، وهُوَ أسرَعُ الحاسِبينَ .
ومَعنى «قَد قامَتِ الصَّلاةُ» فِي الإِقامَةِ ؛ أي حانَ وَقتُ الزِّيارَةِ وَالمُناجاةِ وقَضاءِ الحَوائِجِ ودَركِ المُنى وَالوُصولِ إلَى اللّهِ عز و جل وإلى كَرامَتِهِ وعَفوِهِ ورِضوانِهِ وغُفرانِهِ ۲ . ۳
۱۰۷۳.معاني الأخبار عن عطاء :كُنّا عِندَ ابنِ عَبّاسٍ بِالطّائِفِ ۴ أنَا وأبُو العالِيَةِ وسَعيدُ ابنُ جُبَيرٍ وعِكرَمَةُ ، فَجاءَ المُؤَذِّنُ فَقالَ : «اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ» ـ وَاسمُ المُؤَذِّنِ قُثَمُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ الثَّقَفِيُّ ـ فَقالَ ابنُ عَبّاسٍ : أتَدرونَ ما قالَ المُؤَذِّنُ ؟ فَسَأَلَهُ أبُو العالِيَةِ فَقالَ : أخبِرنا بِتَفسيرِهِ .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : إذا قالَ المُؤَذِّنُ : «اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ» يَقولُ : يا مَشاغيلَ الأَرضِ قَد وَجَبَتِ الصَّلاةُ فَتَفَرَّغوا لَها .
1.نَكَّلَ به تنكيلاً : صنع به صنيعا يُحذِّر غيره . والنَّكال : ما نكَّلْتَ به غيرك كائنا ما كان (القاموس المحيط : ج ۴ ص ۶۰ «نكل») .
2.قال الصدوق رحمه الله: إنّما ترك الراوي لهذا الحديث ذكر «حيّ على خير العمل» للتقيّة (معانيالأخبار: ص۴۱ ح ۱).
3.معاني الأخبار : ص ۳۸ ح ۱ ، التوحيد : ص ۲۳۸ ح ۱ كلاهما عن يزيد بن الحسن عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام ، فلاح السائل : ص ۲۶۲ ح ۱۵۶ عن زيد بن الحسن عن الإمام الكاظم عن آبائه عن الإمام عليّ عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۸۴ ص ۱۳۱ ح ۲۴ .
4.الطائف : بلاد ثقيف ، وهي بلدة كبيرة على ثلاث مراحل أو اثنتين من مكّة من جهة المشرق ، كثيرة الأعناب والفواكه (تاج العروس : ج ۱۲ ص ۳۶۰ «طوف») .