133
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

وفي سنة 467 ه . ش (الموافقة لسنة 1088 ميلاديّة) كان يوم النيروز مطابقا للثاني عشر من اسفند ، وفي هذا العام أمر ملكشاه السلجوقي المنجّمين أن يعملوا حسابا دقيقا للسنة الشمسيّة ويعيّنوا اليوم الأوّل من فروردين ، وعلى أساس حساب الخواجة عبدالرحمن الخازني ـ مُنجِّم مرو ـ تقدّم اليوم الأوّل من أيام النيروز ثمانية عشر يوما ، وأصبح في بداية الاعتدال الربيعي ، أي أخذ فروردين الواقعي مكانه الحقيقي . وفي الحساب الجديد أصبحت السنة 365 يوما (كلّ شهر 30 يوما مع إضافة خمسة أيّام إلى الاشهر الخمسة الأخيرة وهي شهر آبان حتّى شهر إسفند) ويبقى يوم واحد يُضاف إلى السنة الرابعة في كلّ أربعِ سنين مع احتساب السّاعات الخمس وكسورها ، فتكون 366 يوما ، وبهذا الترتيب يصبح اليوم الأوّل من السنة الشمسيّة (الأوّل من فروردين) ثابتا .
من هنا كانت سنة 467 ه . ش (أو 471 ه . ش) هي السنة الاُولى التي يطابق فيها اليوم الأوَّل من فروردين بداية الاعتدال الرَّبيعي ۱ .
وفي سنة 1304 ه . ش (1343 ه . ق / 1925 م) اتّخذ التقويم الشمسي تقويما رسميّا في إيران ، وتمّ العمل بالحساب السابق لدقّته ، والتغيير الوحيد الذي حدث

1.مجموع ما ذُكر استندنا فيه إلى مقالات تقي زاده، گاه شماري در إيران (بالفارسيّة) : ج ۱۰ ص ۳ ـ ۶ ، طهران ۱۳۵۷ ش ، ومقالته تحت عنوان «نوروز» في مجلة يادگار ، العدد ۷ ، ومادّة «نوروز» في لغتنامة دهخدا . وحول الاختلاف في بداية النوروز السلطاني أكان سنة ۴۶۷ أو ۴۷۱ ه . ش راجع : المقالات ـ أيضا ـ : ج ۱ ص ۱۶۸ الهامش . ولمحيط الطباطبائي توضيحات هامّة بشأن المراحل الّتي مرّ بها التقويم في إيران ، فقد وجّه الاختلاف بخصوص السنتين المذكورتين ، وكذلك إضافة الأيّام الخمسة إلى نهاية آبان وإسفند (راجع : تاريخ تحوّلات تقويمي در إيران از نظر نجومي ، مجلّة ميراث جاويدان «بالفارسيّة» ، العدد ۱۵ ـ ۱۶ ، ص۱۰۱ ـ ۱۰۸) .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
132

مبدأ التقويم الهجريّ الشمسيّ

بهذا الشكل الّذي أشرنا إليه قد اُقرّ التّاريخ الهجريّ القمريّ في المجتمعات الإسلاميّة ، وكُتب التّاريخ ، وكان إلى جانبه التّاريخ الهجريّ الشمسيّ الذي يَتّخذ من السَّنة الشمسيّة أساسا في تقويمه ؛ لثباتها في تعيين الفصول ، وهو أمر هامّ في شؤون الزِّراعة والخراج ، والعمل على تطابق هذين التّاريخين في الثقافات المختلفة ممّا اهتمّ به الباحثون وقدّموا في ذلك اقتراحاتهم .
إنّ حساب السنة الشمسيّة قبل ظهور التّاريخ الجلالي في سنة 467 ه أو 471 ه ، كان على أساس تقسيم السّنة إلى اثني عشر شهرا ، لكلّ شهر ثلاثون يوما ، فيصبح المجموع 360 يوما ، أمّا الأيّام الخمسة الباقية فكانت تضاف إلى نهاية شهر آبان (ثامنُ الأشهرِ الشمسيّة) أو إسفند (آخرُ الأشهرِ الشمسيّة) فيصبح المجموع 365 يوما ، ويبقى من زمان دورة الشّمس حول الأرض 5 ساعات و 48 دقيقة و 51 / 45 ثانية ، وهذه المدَّة تصبح كلّ أربع سنوات يوما واحدا ، ولم يكن هذا اليوم يُحتسب ، لذلك كان اليوم الأوّل من شهر فروردين (أوّلُ الأشهرِ الشمسيّة) يتغيّر في فصول السَّنة ، وكانت الأشهر الشمسيّة آنئذٍ ـ مثل الأشهر القمريّة ـ تتغيّر في فصول السَّنة ، وهذا يعني أنَّ النيروز (أوّل أيَّام السنة الشمسيّة) لم يكن يصادف بداية شهر فروردين الواقعي (أي بداية نقطة الاعتدال الربيعي) .
وحين تولّى يزدجرد الثالث (آخر الملوك السّاسانيّين) الحكم سنة 632 ميلاديّة ، كان اليوم الأوّل من السنة (أي الأوّل من فروردين في ذلك التّاريخ) في 16 حزيران ، أي السابع من خرداد (ثالث الأشهرِ الشمسيّة) ؛ ذلك لأنَّ اليوم الأوّل من فروردين كان يتأخَّر كلَّ أربع سنوات يوما واحدا .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 179227
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي