191
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

مصادر الحديث الشيعيّة ۱ والسنيّة ۲ ، تصرّح بوضوح بأنّ الأرض تستند إلى قرن ثور أو إلى حوت ، وحينما نخضع تلك الروايات لميزان النقد العلمي ، يتّضح لنا أنّها لا حظّ لها من الصحّة والاعتبار . وفيما يلي بعض النقاط المهمّة من خلال التقويم الإجمالي لتلك الروايات :
1 . سند هذه الروايات غير مقبول باستثناء روايتين ، ۳ بل إنّ عددا منها مجرّد أقوال خالية من الإسناد .
2 . نصوص هذه الروايات مضطربة ومختلفة ، فقد جاء في بعضها :
الأَرضُ عَلَى الحوتِ ، وَالحوتُ عَلَى الماءِ ، وَالماءُ عَلَى الصَّخرَةِ ، وَالصَّخرَةُ عَلى قَرنِ ثَورٍ أملَس ، وَالثَّورُ عَلَى الثَّرى . ۴
وجاء في رواية اُخرى :
الأَرضُ عَلَى الحوتِ ، وَالحوتُ عَلَى الماءِ ، وَالماءُ عَلَى الثَّرى . ۵
وفي رواية :
وَضَعَ الأَرضَ عَلَى الحوتِ ، وَالحوتُ فِي الماءِ ، وَالماءُ في صَخرَةٍ مُجَوَّفَةٍ ، وَالصَّخرَةُ عَلى عاتِقِ مَلَكٍ ، وَالمَلَكُ عَلَى الثَّرى ، وَالثَّرى عَلَى الرّيحِ العَقيمِ ، وَالرّيحُ عَلَى الهَواءِ ، وَالهَواءُ تُمسِكُهُ القُدرَةُ . ۶
وفي رواية اُخرى :
وَالسَّبعُ [ أيِ الأَرَضونَ السَّبعُ] ومَن فيهِنَّ ومَن عَلَيهِنَّ عَلى ظَهرِ الدّيكِ كَحَلقَةٍ في

1.راجع : بحارالأنوار : ج ۶۰ ص ۷۸ ح ۱ و ۲ وص ۷۹ ح ۳ و ص ۸۳ ح ۱۰ و ص ۹۴ ح ۳۰ .

2.راجع : الدرّ المنثور : ج ۸ ص ۲۱۰ ـ ۲۱۲ .

3.الكافي : ج ۸ ص ۸۹ ح ۵۵ و ص ۱۵۳ ح ۱۴۳ .

4.راجع : تفسير القمّي : ج ۲ ص ۵۹ .

5.راجع : تفسير القمّي : ج ۲ ص ۵۸ .

6.الاحتجاج : ج ۲ ص ۲۴۹ ح ۲۲۳ عن الإمام الصادق عليه السلام .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
190

إنّ النقطة المهمّة والمثيرة للانتباه ، هي كيفيّة إجراء الأمر الإلهي في ثبات الأجرام السماويّة والأرض في الفضاء ضمن مداراتها الخاصّة ، الأمر الذي يشير إليه القرآن الكريم في قوله تعالى :
«اللَّهُ الَّذِى رَفَعَ السَّمَـوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا» . ۱
وقوله تعالى :
«خَلَقَ السَّمَـوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا» . ۲
هاتان الآيتان توضّحان (الأمر) و (الإمساك) الإلهيّين الواردين في الآيتين الآنفتين ، وتبيّنان أنّ المنع من سقوط السماوات والأرض إنّما هو بأمر اللّه تعالى ، وبواسطة عَمَدٍ غير مرئيّة ، والَّتي يقال لها في العلم المعاصر قوّة الجاذبيّة .
وفي هذا الاتّجاه نرى أنّ أحد أصحاب الإمام الرضا عليه السلام وهو الحسين بن خالد ، حينما سأله عن قوله تعالى : «وَ السَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ»۳ فقال الإمام عليه السلام : هِيَ مَحبوكَةٌ إلَى الأَرضِ ـ وشَبَّكَ بَينَ أصابِعِهِ ـ . ثُمَّ يَقولُ الحُسَينُ بنُ خالِدٍ : كَيفَ مَحبوكَةٌ إلَى الأَرضِ ، وَاللّهُ يَقولُ : «رَفَعَ السَّمَـوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا» ؟ فَقالَ الإِمامُ عليه السلام : سُبحانَ اللّهِ ! ألَيسَ اللّهُ يَقولُ : «بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا» ؟ ! فَقالَ الحُسَينُ : بَلى . فَقالَ الإِمامُ عليه السلام : ثَمَّ عَمَدٌ ولكِن لا تَرَونَها . ۴

تقويم الروايات الَّتي تعتبر الأرض مستقرّة على قرن ثور أو على عاتق حوت

إلى جانب الروايات الَّتي أشرنا إليها آنفا ، يجد الباحث روايات معارضة اُخرى في

1.الرعد : ۲ .

2.لقمان : ۱۰ .

3.الذاريات : ۷ .

4.راجع : ص ۲۳۰ ح ۱۵۸۲.

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 177379
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي