211
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

ويقول الفيض الكاشاني رحمه الله حول خلق الأرض في مقطعين زمنيّين :
وفي هذا سرّ لا يدركه إلّا من له صفاء ذهن ونقاء سريرة . ۱
ولا ريب في أنّ جميع هذه الأقوال هي مجرّد احتمالات وافتراضات يعوزها الدليل القطعي من القرآن الكريم ، أو حديث أهل البيت ، أو البرهان العلميّ الحاسم .

3 . خَلْق الأرض في يوم الأحد والاثنين

تقدّم أنّ كلمة «يوم» في الآية التاسعة في سورة فُصِّلت «خَلَقَ الْأَرْضَ فِى يَوْمَيْنِ» لا يراد منها المعنى العرفيّ المتداول لهذه الكلمة ، لأنّ هذا المعنى متأخّر عن خلق الأرض ؛ وعلى ضوء ذلك كيف يمكن توجيه الروايات الَّتي تفيد أنّ خلق الأرض كان في يومين هما : الأحد والإثنين ۲ ؟
قال العلّامة المجلسي موجّها مثل تلك الروايات :
لا بعد في أنّ الحكمة الإلهيّة كانت اقتضت أن يقدّر للزمان المتقدّم على زمان الدنيا ، بل للزمان المتأخّر عن زمانها أيضا بأمثال ما قدّره لزمانها من السنين إلى الساعات ، لكن مع رعاية نوع مناسبة لهذه الأجزاء إلى المقدّر بها ، فكما أنّ المناسب لزمان الدنيا أن يكون كلّ يوم منه بقدر دورة للشمس ، يجوز أن يكون المناسب للزمان المتقدّم أن يكون كلّ يوم منه بقدر ألف سنة من زمان الدنيا ، وللزمان المتأخّر أن يكون مساويا لخمسين ألف سنة منه ، فيكون ما أخبرنا به في الآيتين الأُوليين حال الزمان المتقدّم ، وفي الثالثة حال الزمان المتأخّر . فلا بُعد فيما يلوح من بعض الإشارات المأثورة من أنّه تعالى كان قدّر للزمان المتقدّم أسابيع ؛ وسمّى الأوّل من أيّامها بالأحدوالثاني بالإثنين وهكذا إلى السبت ، وكذلك قدّر له شهورا تامّة كلّ منها ثلاثون يوما ؛ سمّى أوّلها بالمُحرَّم ، أو

1.تفسير الصافي : ج ۲ ص ۱۱۱۰ .

2.راجع : المستدرك على الصحيحين : ج ۲ ص ۴۸۹ ح ۳۶۸۳ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
210

لا يراد منه المعنى العرفي لليوم الذي يحصل من دورة الأرض حول نفسها في أربعٍ وعشرين ساعة ، ذلك لأنّ المعنى العرفي جاء بعد خلق السماوات والأرض ، وبعد حركة الأرض حول نفسها .
ومن هنا فإنّ المقصود من «اليوم» ۱ في بعض الآيات المتقدّمة هو الوقت ۲ ، وفي بعضٍ آخر بمعنى مقدار اليوم ۳ ، وفي بعضها بمعنى اليوم الرُّبوبي ۴ ، واعتبره البعض بمعنى جزء من الزمان ، أو مرحلة زمنيّة معيَّنة ۵ ، ويبدو أنّ المعنى الأخير أكثر انسجاما مع الآيات الشريفة من غيره .

2 . تحوُّلات الأرض في مرحلتين

هناك عدّة فرضيّات حول التحوُّلات الَّتي مرّت بها الأرض خلال مرحلتين من مراحل نشوئها ؛ فبعضهم قال : في المرحلة الاُولى تجلّى أصل الأرض ، وفي المرحلة الثانية تبدّلت إلى سبع أرضين ۶ .
وبعض آخر قال : كانت الأرض في المرحلة الاُولى عبارة عن رُكام من الغازات ، وفي المرحلة الثانية جمدت تلك الغازات ۷
.
وآخرون قالوا : خلق الأرض في نوبتين ؛ نوبة جعلها جامدة بعد أن كانت كرةً غازيّةً ، ونوبةً جعل نظام طبقاتها . ۸

1.طبقا لبعض الدراسات فإنّ لفظ «اليوم» جاء في الآيات القرآنية ۴۹۹ مرّة ، ولا يراد المعنى المتداول لهذا اللّفظ إلّا في عشرين موردا منها .

2.راجع : تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۶۲ .

3.راجع : مجمع البيان : ج ۹ ص ۸ .

4.راجع : بحارالأنوار : ج ۵۷ ص ۲۱۸ .

5.راجع : الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۷ ص ۳۷۲ و التفسير الأمثل : ج ۲۰ ص ۲۲۵ .

6.راجع : زمين و آسمان و ستارگان از نظر قرآن (بالفارسيّة) : ص ۱۰۱ .

7.راجع : معارف قرآن (خداشناسى ، كيهان شناسى ، انسان شناسى) (بالفارسيّة) : ج ۲ ص ۲۴۳ .

8.راجع : الجواهر للطنطاوي : ج ۱۰ ص ۸۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 179262
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي