213
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

غير ما كان في عهد النبيّ صلى الله عليه و آله ، كما ترى .
وأمّا ثانيا : فلأنّ اليوم من الاُسبوع ـ وهو نهار مع ليلته ـ يتوقّف في كينونته على حركة الأرض الوضعيّة دورة واحدة قبال الشمس ، فما معنى خلق الأرض في يومين ولم يخلق السماء والسماويّات بعدُ، ولا تمّت الأرض كرة متحرّكة؟ ونظير الإشكال جارٍ في خلق السماء والسماويّات ـ ومنها الشمس ـ ولا يوم؛ حيث لا شمس بعدُ!
وأمّا ثالثا : فلأنّه عُدّ فيها يوم لخلق الجبال ، وقد جزم الفحص العلميّ بأنّها تخلق تدريجا ، ونظير الإشكال جارٍ في خلق المدائن والأنهار والأقوات . ۱
أقول : هناك روايات اُخرى غير تلك الَّتي أشرنا إليها ، يتفاوت مدلولها في مورد يوم خلق الأرض و خصوصيّاته مع ما ذكرناه ، لكنّ مفهومها الظاهريّ يتعارض مع العقل ومُسلّمات العلم ، فضلاً عن ضعف إسنادها باستثناء رواية واحدة ۲ منها ، ممّا يقوّي احتمال وضعها أو تحريفها ، ولو سلّمنا بصدور بعضها عن أهل البيت عليهم السلام فممّا لا ريب فيه أنّ المراد منها شيء غير المفهوم الظاهري .

1.الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۷ ص ۳۷۲ .

2.راجع : ص ۲۰۷ ح ۱۵۴۸ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
212

رمضان ، على اختلاف الروايات في أوّل شهور السنة ، وثانيها بصفر أو شوّال ، وهكذا إلى ذي الحَجّة أو شعبان ، وعلى كلّ تقدير كان المجموع سنة كاملة موافقة لثلاثمئة وستّين يوما ، ثمّ جعل أيّام أسابيعنا وشهورنا موافقة لأيّام تلك الأسابيع والشهور في المبدأ والعدّة والتسمية ، وقد يساعد عليه ما في سورة التوبة من قوله تعالى : «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِى كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَْرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ»۱ ، فتستقيم بذلك أمثال ما روي أنّه تعالى خلق الأرض والسماء في يوم الأحد ، أو خلق الملائكة في يوم الجمعة ، فلا يتوجّه إشكال وجوب تأخّر أصل اليوم ـ فضلاً عن خصوص الأحد ـ عن خلق السماوات والأرض . ۲
غير أنّ العلّامة الطباطبائي يقول في تفسير الآية في معرض إشارته إلى روايةٍ مشابهة للرواية المتقدّمة برقم (1546) :
أقول : وروي ما يقرب منه عن ابن عبّاس وعبداللّه بن سلّام ، وعن عكرمة وغيره ، وقد ورد في بعض أخبار الشيعة ، وقوله : (قالوا : صدقتَ إنْ تممتَ) أي تممت كلامك في الخلق بأن تقول : إنّه تعالى فرغ من الخلق يوم السبت واستراح فيه .
والروايات لا تخلو من شيء :
أمّا أوّلاً : فمن جهة اشتمالها على تصديق اليهود ما ذكر فيها من ترتيب الخلق ، وهو مخالف لما ورد في أوّل سفر التكوين من التوراة مخالفة صريحة ، ففيها أنّه خلق النور والظلمة ـ النهار واللّيل ـ يوم الأحد ، وخلق السماء يوم الإثنين ، وخلق الأرض والبحار والنبات يوم الثلاثاء ، وخلق الشمس والقمر والنجوم يوم الأربعاء ، وخلق دوابّ البحر والطير يوم الخميس ، وخلق حيوان البرّ والإنسان يوم الجمعة ، وفرغ من الخلق يوم السبت واستراح فيه ، والقول بأنّ التوراة الحاضرة

1.التوبة : ۳۶ .

2.بحارالأنوار : ج ۵۷ ص ۲۱۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 177354
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي