327
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

وَ مَا هُم بِسُكَارَى» 1 ، «يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَ يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ» 2 ، «يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيدًا» 3 ، «فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَ مَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» 4 ، لِيَومٍ تَبطُلُ فيهِ الأَنسابُ ، وتُقطَعُ الأَسبابُ ، ويَشتَدُّ فيهِ عَلى المُجرِمينَ الحِسابُ ، ويُدفَعونَ إلَى العَذابِ ، فَمَن زُحزِحَ عَنِ النّارِ واُدخِلَ الجَنَّةَ فَقَد فازَ ، ومَا الحَياةُ الدُّنيا إلّا مَتاعُ الغُرورِ 5 .
أيُّهَا النّاسُ! إنَّمَا الأَنبِياءُ حُجَجُ اللّهِ في أرضِهِ، النّاطِقونَ بِكِتابِهِ ، العامِلونَ بِوَحيِهِ، وإنَّ اللّهَ عز و جل أمَرَني أن اُزَوِّجَ كَريمَتي فاطِمَةَ بِأَخي وَابنِ عَمّي وأولَى النّاسِ بي : عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، وَاللّهُ عَزَّ شَأنُهُ قَد زَوَّجَهُ بِها فِي السَّماءِ ، بِشَهادَةِ المَلائِكَةِ ، وأمَرَني أن اُزَوِّجَهُ فِي الأَرضِ واُشهِدَكُم عَلى ذلِكَ .
ثُمَّ جَلَسَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قالَ : قُم يا عَلِيُّ ، فَاخطُب لِنَفسِكَ .
قالَ : يا رَسولَ اللّهِ ، أخطُبُ وأنتَ حاضِرٌ !
قالَ : اُخطُب ، فَهكَذا أمَرَني جَبرَئيلُ أن آمُرَكَ أن تَخطُبَ لِنَفسِكَ ، ولَولا أنَّ الخَطيبَ فِي الجِنان داود لَكُنتَ أنتَ يا عَلِيُّ .
ثُمَّ قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : أيُّهَا النّاسُ ! اِسمَعوا قَولَ نَبِيِّكُم ، إنَّ اللّهَ بَعَثَ أربَعَةَ آلافِ نَبِيٍّ ، لِكُلِّ نَبِيٍّ وصِيٌّ ، وأنا خَيرُ الأَنبِياءِ ، ووَصِيّي خَيرُ الأَوصِياءِ .

1.الحج : ۲ .

2.النور : ۲۵ .

3.آل عمران : ۳۰ .

4.الزلزلة : ۷ و ۸ .

5.الغُرورُ : أي الخِداعُ الذي لا حقيقة له وهو المتاع الرديء (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۱۳۱۱ «غرر») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
326

أبوبَكرٍ وعُمَرُ ، فَقالا : ما وَراءَك يا أبَا الحَسَنِ ؟ فَقُلتُ : يُزَوِّجُني رَسولُ اللّهِ فاطِمَةَ ، وأخبَرَني أنَّ اللّهَ قَد زَوَّجَنيها ، وهذا رَسولُ اللّهِ خارِجٌ في أثَري لِيَذكُرَ بِحَضرَةِ النّاس . فَفَرِحا وسُرّا ، ودَخَلا مَعِيَ المَسجِدَ .
قالَ عَلِيٌّ عليه السلام : فَوَاللّهِ ما تَوَسَّطناهُ حَتّى لَحِقَ بِنا رَسولُ اللّهِ ، وإنَّ وَجهَهُ لَيَتَهَلَّلُ فَرَحا وسُرورا . فَقالَ صلى الله عليه و آله أينُ بِلالٌ ؟ فَأَجابَ : لَبَّيكَ وسَعدَيكَ يا رَسولَ اللّهِ . ثُمَّ قالَ : أينَ المِقدادُ ؟ فَأَجابَ : لَبَّيكَ يا رَسولَ اللّهِ . ثُمَّ قالَ : أينَ سَلمانُ ؟ فَأَجابَ : لَبَّيكَ يا رَسولَ اللّهِ . ثُمَّ قالَ : أينَ أبوذَرٍّ ؟ فَأَجابَ : لَبَّيكَ يا رَسولَ اللّهِ ، فَلَمّا مَثَلوا بَينَ يَدَيهِ قالَ : اِنطَلِقوا بِأَجمَعِكُم ، فَقوموا في جَنَباتِ المَدينَةِ ، وَاجمَعُوا المُهاجِرينَ وَالأَنصارَ وَالمُسلِمينَ .
فَانطَلَقوا لِأَمرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وأقبَلَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَجَلَسَ عَلى أعلى دَرَجَةٍ مِن مِنبَرِهِ ، فَلمَّا حَشَدَ المَسجِدُ بِأَهلِهِ قامَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَحَمِدَ اللّهَ وأثنى عَلَيهِ وقالَ :
الحَمدُ للّهِِ الَّذي رَفَعَ السَّماءَ فَبَناها ، وبَسَطَ الأَرضَ فَدَحاها 1 ، وأثبَتَها بِالجِبالِ فَأَرساها ، وأخرَجَ مِنها ماءَها ومَرعاها ، الَّذي تَعاظَمَ عَن صِفاتِ الواصِفينَ ، وتَجَلَّلَ عَن تَحبيرِ لُغاتِ النّاطِقينَ ، وجَعَلَ الجَنَّةَ ثَوابَ المُتَّقينَ ، وَالنّارَ عِقابَ الظّالمينَ ، وجَعَلَني رَحمَةً لِلمُؤمِنينَ ، ونِقمَةً عَلَى الكافِرينَ .
عِبادَ اللّهِ ! إنَّكُم في دارِ أمَلٍ ، بَينَ حَياةٍ وأجَلٍ ، وصِحَّةٍ وعِلَلٍ ، دارِ زَوالٍ ، وتَقَلُّبِ أحوالٍ ، جُعِلَت سَبَبا لِلاِرتِحالِ ، فَرَحِمَ اللّهُ امَرأً قَصَّرَ مِن أمَلِهِ ، وجَدَّ في عَمَلِهِ ، وأنفَقَ الفَضلَ مِن مالِهِ ، وأمسَكَ الفَضلَ مِن قوتِهِ ، فَقَدَّمَهُ لِيَومِ فاقَتِهِ ، يَومٌ تُحشَرُ فيهِ الأَمواتُ ، وتَخشَعُ فيهِ الأَصواتُ ، وتُنكَرُ الأَولادُ والاُمَّهاتُ ، «وَ تَرَى النَّاسَ سُكَارَى

1.دَحاها : أي بَسَطها ، ودحو الأرض : أي بسطها من تحت الكعبة (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۵۸۰ «دحا») .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 202155
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي