كما روي أنّ الإمام عليّاً عليه السلام خاطب كميل بن زياد قائلاً :
يا كُمَيلُ ، مُر أهلَكَ أن يَروحوا في كَسبِ المَكارِمِ ، ويُدلِجوا في حاجَةِ مَن هُوَ نائِمٌ . ^۱

2 . تأمين الحاجات العلمية والثقافية

على ربّ الأُسرة أن لا يخطّط لتربية أعضاء أُسرته من الناحية الدينية فحسب ، بل يجب عليه أن يقوم بالإجراءات اللازمة لتأمين حاجاتهم العلمية والثقافية . وقد روي عن الإمام علي عليه السلام في هذا المجال :
مُروا أولادَكُم بِطَلَبِ العِلمِ . ^۲
كما يقول النبيّ صلى الله عليه و آله في حديثٍ له :
أكرِموا أولادَكُم ، وأحسِنوا أدَبَهُم ؛ يُغفَر لَكُم . ^۳
وروي عن الإمام الصادق عليه السلام :
لا يَزالُ العَبدُ المُؤمِنُ يورِثُ أهلَ بَيتِهِ العِلمَ وَالأدَبَ الصّالِحَ حَتّى يُدخِلَهُمُ الجَنَّةَ جَميعا . ^۴

3 . تأمين النفقة الاقتصادية

من الواجبات الرئيسة الخاصّة بالرجل ، تأمين النفقة الاقتصادية للأُسرة . وتقرّر الروايات أنّ السعي من أجل القيام بهذه المسؤولية ، يعدّ فضيلة كالجهاد في سبيل اللّه :
مَن سَعى في نَفَقَةِ عِيالِهِ ووالِدَيهِ فَهُوَ كَالمُجاهِدِ في سَبيلِ اللّهِ . ^۵

الشعور بانعدام الأمن وأنواع المشاكل الناجمة عنه ، قبل أن يبتلوا بعذاب جهنّم في الآخرة .
وتتمثّل المسؤولية الاُولى الملقاة على عاتق الرجل من أجل إحياء القيم الدينية في أُسرته ، حثّهم على الصلاة ؛ ذلك لأنّ الصلاة تحول دون الاضطرابات الأخلاقية والسلوكية . ^۱ يقول اللّه ـ تعالى ـ مخاطباً رسوله صلى الله عليه و آله :
«وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَيْهَا» . ^۲
والتوجّه إلى اللّه ، لا يعدّ مؤثّراً في تأمين الحاجات المعنوية والطمأنينة النفسية للأُسرة فحسب ، بل إنّ له دوراً في الخلاص من أزمات الحياة المادّية أيضاً ، ولذلك فإنّ أهل البيت عليهم السلام كانوا يطلبون من أُسرهم عند الابتلاءات أن يستعينوا بالصلاة والدعاء . ^۳
ومن البديهي أنّ التأكيد على الصلاة في التربية الدينية ، لا يعني عدم الاهتمام بالقيم الأُخرى ، بل إنّ التخطيط لتنمية جميع القيم الإسلامية والإنسانية ضروري في الأُسرة ، كما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال :
أدِّبوا أولادَكُم عَلى ثَلاثِ خِصالٍ : حُبِّ نَبِيِّكُم ، وحُبِّ أهلِ بَيتِهِ ، وعَلى قِراءَةِ القُرآنِ . ^۴