493
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2

كما أنّ فداحة المهر تؤدّي إلى الأحقاد والعداوات في الأُسرة :
تَياسَروا فِى الصَّداقِ ، إنَّ الرَّجُلَ يُعطِي المَرأَةَ حَتّى يَبقى ذلِكَ في نَفسِهِ عَلَيها حَسيكَةً . ۱
وجاء في موضعٍ آخر :
لا تُغالوا بِمُهورِ النِّساءِ ، فَتَكونَ عَداوَةً . ۲

3 . الزواج بدوافع معارضة للقيم

سبقت الإشارة إلى أنّ أوّل أدب من آداب تشكيل الأُسرة هو صحّة دوافعها ، ولذلك فقد ذمّ الزواج بهدف دعم العشيرة ، التظاهر ، طلب الشهرة ، واستغلال الثروة أو المركز العائلي للزوج ، واعتبر عملاً مذموماً يتعارض مع القيم . ۳
والموضوع الملفت للنظر هنا أنّ عدم الالتزام بهذا الأدب ، يعتبر آفة لكيان الأُسرة والممهّد لانهيارها ، وقد روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال :
لا تُزَوِّجُوا النِّساءَ عَلى قَراباتِهِنَّ ، فَإنَّهُ يَكونُ مِن ذلِكَ القَطيعَةُ . ۴
كما روي عنه صلى الله عليه و آله أنّه قال :
مَن تَزَوَّجَ امرَأَةً لِعِزِّها لَم يَزِدهُ اللّهُ إلّا ذُلّاً ، ومَن تَزَوَّجَها لِمالِها لَم يَزِدهُ اللّهُ إلّا فَقرا ، ومَن تَزَوَّجَها لِحَسَبِها لَم يَزِدهُ اللّهُ إلّا دَناءَةً . ومَن تَزَوَّجَ امرَأَةً لَم يَتَزَوَّجها إلّا لِيَغُضَّ بَصَرَهُ ، أو لِيُحصِنَ فَرجَهُ ، أو يَصِلَ رَحِمَهُ ، بارَكَ اللّهُ لَهُ فيها وبارَكَ لَها فيهِ . ۵
وجاء في روايةٍ عن الإمام الصادق عليه السلام :

1.راجع : ص ۴۷۲ ح ۲۲۲۱ .

2.راجع : ص ۴۷۲ ح ۲۲۲۲.

3.راجع : ص ۲۸۸ (الفصل الأوّل / آداب تأسيس الأُسرة) .

4.راجع : ص ۴۷۳ ح ۲۲۲۴.

5.راجع : ص ۲۸۹ ح ۱۷۰۰.


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
492

فقد وردت الإشارة في هذه الآية القصيرة إلى ثلاث ملاحظات أساسية :
أوّلاً : ذكر المهر باسم «الصدُقة» من مادّة «الصِدق» كدلالة على صدق الرجل وإخلاصه .
ثانياً : إلحاق ضمير «هُنَّ» إشارة إلى أنّ المهر يعود إلى المرأة نفسها ، لا إلى والديها .
ثالثاً : تدلّ كلمة «النِحلة» بوضوح على أنّ المهر ما هو في الحقيقة إلّا هدية من الرجل إلى المرأة .
ولكنّ الملاحظة المهمّة الّتي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار في معرفة آفات الأُسرة ، هي أن لا يتعارض مقدار المهر مع الحكمة منه ؛ لأنه يصبح في هذه الحالة آفة تهدّد دعائم الأُسرة . ۱
وينبغي أن يستدعي المهر مفهوم الهدية إلى الذهن ، لا التعامل والارتهان ، ولذلك فإنّ المبالغة في المهر تدلّ على تعاسة المرأة ، ۲ فيما تدلّ قلّته على بركة المرأة ، ۳ كما صرّحت بذلك الرواية التالية عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله :
خَيرُ الصَّداقِ أيسَرُهُ . ۴
وجاء في حديثٍ آخر :
لا تُغالوا بِمُهورِ النِّساءِ ، فَإِنَّما هِيَ سُقيَا اللّهِ سُبحانَهُ . ۵

1.جدير ذكره أنّ الإيضاحات المقدّمة حول هذه الحكمة تمّ اقتباسها من كتاب «نظام حقوق زن در إسلام» للأُستاذ الشهيد مرتضى المطهّري .

2.راجع : ص ۳۰۵ (التجنّب من غلاء المهر) .

3.المصدر السابق .

4.راجع : ص ۳۰۶ ح ۱۷۷۱.

5.راجع : ص ۳۰۵ ح ۱۷۶۵.

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 179267
الصفحه من 563
طباعه  ارسل الي