13
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

الإنساني ، يزيل التصوّر الذهني التجريدي حول تعاليم الإسلام الأخلاقيّة والسياسيّة والاجتماعيّة ، ويدفع طلّاب الكمال إلى السير على طريقهم ، ولذلك اهتمّ الإسلام بتقديم الاُسوة الصالحة وحثّ على فهم السيرة العلميّة والعمليّة للعظماء .
إنّ النصوص الإسلاميّة قدّمت الأنبياء ، وخاصّة سيّدنا إبراهيم عليه السلام وأتباعه ، وخاتم الأنبياء صلى الله عليه و آله ، وأهل بيته الكرام وخاصّة أمير المؤمنين عليّا عليه السلام ، والملائكة ، والعلماء ، وأهل الإيمان ، وأهل الخير ؛ باعتبارهم الاُسوة الحسنة للناس ۱ . وهذا محور تربويّ هامّ يجب أن يأخذه المهتمّون بأمر تربية المجتمع بنظر الاعتبار .

3 . اُسلوب الدعوة إلى التأسّي بالصالحين

نذكر في هذا المجال بعض الأساليب :
أ ـ التأكيد على التأسِّي برسول اللّه صلى الله عليه و آله باعتباره إمام الصالحين . يقول اللّه سبحانه :
«لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُواْ اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْاخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا» .۲
ويقول الإمام عليّ عليه السلام :
ولَقَد كانَ في رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله كافٍ لَكَ فِي الاُسوَةِ . ۳
ب ـ التأسّي بمطلق الصالحين ، كما ورد في كلام أمير المؤمنين عليه السلام :
اِتَّقُوا اللّهَ تَقِيَّةَ مَن سَمِعَ فَخَشَعَ ، وَاقتَرَفَ ۴ فَاعتَرَفَ ، ووَجِلَ ۵ فَعَمِلَ ، وحاذَرَ فَبادَرَ ،

1.راجع : ص ۱۷ (الاُسى الحسَنة) .

2.الأحزاب : ۲۱ .

3.راجع : ص ۳۹ ح ۲۳۴۷ ، وأيضا ص ۱۹ (الاُسى الحسنة / رسول اللّه صلى الله عليه و آله ) .

4.قَرَفَ الذنبَ واقترَفَه : إذا عمله (النهاية : ج ۴ ص ۴۵ «قرف») .

5.الوَجَل : الخوف (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۴۰ «وجل») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
12

بما يحيطه من أفكار وآراء وعقائد ، وسلوك الوالدين والأصدقاء ، ورموز الثقافة والسياسة . ومن هنا كان التأسّي من المكوّنات الأساسيّة في شخصيّة الإنسان ، ومن المؤثّرات الهامّة في سعادته أو شقائه ، لذلك اهتمّ القرآن والحديث بهذا الجانب وبتقديم التوجيهات اللّازمة فيه ، ومنها باختصار :

1 . الدِّقَّة في انتخاب الاُسوة

إنّ المسألة الهامّة في هذا الباب هي : من الذي ينبغي اتّخاذه اُسوة في الحياة؟ وكلَّما كان دور الاُسوة أكبر في الحياة الفرديّة والاجتماعيّة كانت الدقّة في انتخابه أهمّ ، فالقادة الدينيّون لهم الدور الأكبر في تقديم الاُسوة وفي تكوين شخصيّة الأفراد ، وفي الحديث النبويّ :
وإنَّ أئِمَّتَكُم قادَتُكُم إلَى اللّهِ عز و جل ، فَانظُروا بِمَن تَقتَدونَ في دينِكُم وصَلاتِكُم . ۱
وكذلك القادة السياسيّون ، يكون لهم دور كبير في صياغة شخصيّة أبناء المجتمع ، وهو ما أشار إليه الإمام عليٌّ عليه السلام بقوله :
النّاسُ بِاُمَرائِهِم أشبَهُ مِنهُم بِآبائِهِم . ۲
لذلك كانت الدقَّة في انتخاب القادة الدينيّين والسياسيّين على درجة كبيرة من الأهميّة والحسّاسيّة .

2 . تعريف الاُسوة الحسنة

إنّ إحدى السبل الهامّة المجرَّبة في تنمية الشخصيّة وازدهار المواهب الإنسانيّة ، هي التعرّف على الرموز البشريّة . إذ إنّ التعرّف على العظماء الطليعيّين في الكمال

1.كمال الدين : ص ۲۲۱ ح ۷ عن أبي الحسن الليثي عن الإمام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۸۸ ص ۹۹ ح ۷۰ .

2.تحف العقول : ص ۲۰۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 205315
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي