15
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

النبويّ :
إنَّ أبغَضَ النّاسِ إلَى اللّهِ تَعالى مَن يَقتَدي بِسَيِّئَةِ المُؤمِنِ ولا يَقتَدي بِحَسَنَتِهِ . ۱

4 . تعريف الاُسوة السيّئة

إلى جانب تقديم الاُسوة الحسنة ، يهتمّ الإسلام بتعريف الشيطان ، والبهائم ، والجاهلين ، والضالّين ، والمستكبرين ، والمفسدين ، والمجرمين باعتبارهم اُسوة سيّئة ، ويحذّر من الاقتداء بهم .
والملاحظ في النصوص الإسلاميّة ، أنّها تبيّن بالاسم والعنوان دلائل خطورة التأسّي بالاُسوة السيّئة ، كما تبيّن أيضا بالعناوين دلائل الاقتداء بالاُسوة الحسنة .

5 . مسؤوليّات الاُسوة الحسنة

وأخيرا ، إنّ أهمّ مسؤوليّات قادة التربية والتعليم ، ومن ينظر النّاس إليهم باعتبارهم قُدوة في الأخلاق والثقافة ، هي بناء أنفسهم قبل التصدّي لبناء الآخرين .
إنّ تأثير «الكلام» في التربية والتعليم قليل جدّا بالنسبة لتأثير «العمل» ، فقد يكون في الكلام تأثير سحريّ كما روي عن النبيّ صلى الله عليه و آله :
إنَّ مِنَ البَيان لَسِحرا . ۲
لكنّ دور العمل في التربية والتعليم إعجازيّ ، وله الدّور الأكبر في نشر القيم الإسلاميّة ، ومن هنا يؤكّد قادة الدّين الدعوة بالعمل قبل الدعوة بالكلام . يقول

1.الجعفريّات : ص ۱۹۷ ، النوادر للراوندي: ص ۱۰۰ ح ۵۹ كلاهما عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۷۲ ص ۲۰۸ ح ۱۰ .

2.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۳۷۹ ح ۵۸۰۵ ، تحف العقول : ص ۵۷ ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۲۱۸ ح۳۹ ؛ صحيح البخاري : ج ۵ ص ۲۱۷۶ ح ۵۴۳۴ ، سنن أبي داود : ج ۴ ص ۳۰۳ ح ۵۰۱۱ عن ابن عبّاس ، كنز العمّال : ج ۳ ص ۵۷۹ ح ۷۹۸۶ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
14

وأيقَنَ فَأَحسَنَ ، وعُبِّرَ فَاعتَبَرَ ، وحُذِّرَ فَحَذِرَ ، وزُجِرَ فَازدَجَرَ ، وأجابَ فَأَنابَ ، وراجَعَ فَتابَ ، وَاقتَدى فَاحتَذى ۱ ، واُرِيَ فَرَأى ، فَأَسرَعَ طالِبا ونَجا هارِبا ، فَأَفادَ ذَخيرَةً وأطابَ سَريرَةً ، وعَمَّرَ مَعادا ، وَاستَظهَرَ زادا لِيَومِ رَحيلِهِ ووَجهِ سَبيلِهِ وحالِ حاجَتِهِ ومَوطِنِ فاقَتِهِ ، وقَدَّمَ أمامَهُ لِدارِ مُقامِهِ . ۲
ج ـ ذم الّذين لا يحتذون بسيرة الأنبياء وأوصيائهم ، من الّذين يركبون رؤوسهم ويضيّعون كفاءاتهم وقدراتهم . يقول أمير المؤمنين عليه السلام في هذا الصدد :
فيا عَجَبا ـ وما لي لا أعجَبُ ـ مِن خَطَأِ هذِهِ الفِرَقِ عَلَى اختِلافِ حُجَجِها في دينِها ، لا يَقتَصّون ۳ أثَرَ نَبِيٍّ ، ولا يَقتَدونَ بِعَمَلِ وَصِيٍّ ، ولا يُؤمِنونَ بِغَيبٍ ، ولا يَعفونَ عَن عَيبٍ ، المَعروفُ فيهِم ما عَرَفوا ، وَالمُنكَرُ عِندَهُم ما أنكَروا ، وكُلُّ امرِىً?مِنهُم إمامُ نَفسِهِ ، آخِذٌ مِنها فيما يَرى بِعُرىً وَثيقاتٍ ، وأسبابٍ مُحكَماتٍ . ۴
د ـ ذمّ الّذين يدّعون الاقتداء بالاُسوة الحسنة ، لكنّهم لا يلتزمون بذلك في العمل ، يقول الإمام زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السلام :
ألا وإنَّ أبغَضَ النّاسِ إلَى اللّهِ مَن يَقتَدي بِسُنَّةِ إمامٍ ولا يَقتَدي بِأَعمالِهِ . ۵
ه ـ ذمّ الانتقائيّين الّذين يتأسّون ببعض المظاهر السلبيّة في سلوك أهل الإيمان ، لكنّهم لا يتأسّون بالجانب الإيجابيّ الصالح من سلوكهم ، كما جاء في الحديث

1.حَذا حَذْوه : فعل فعله . يقال : فلان يحتذي على مثال فلان : إذا اقتدى به في أمره (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۱۷۰ «حذا») .

2.نهج البلاغة: الخطبة ۸۳ ، تحف العقول: ص ۲۱۰ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۴۸ ح ۶۷ .

3.القَصّ : تَتَبُّع الأثر ، يقال : قَصَّ الأثرَ واقتصّه؛ إذا تَتَبّعَه (النهاية : ج ۴ ص ۷۲ «قصص») .

4.الكافي: ج ۸ ص ۶۴ ح ۲۲ ، الإرشاد : ج ۱ ص ۲۹۲ كلاهما عن مسعدة بن صدقة عن الإمام الصادق عليه السلام ، نهج البلاغة: الخطبة ۸۸ كلاهما نحوه ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۲۲ ح ۲۴ .

5.الكافي: ج ۸ ص ۲۳۴ ح ۳۱۲ ، الخصال : ص ۱۸ ح ۶۲ كلاهما عن أبي حمزة الثمالي ، تحف العقول : ص ۲۸۰ ، بحار الأنوار : ج ۱ ص ۲۰۷ ح ۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 208822
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي