251
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

الفصل الأوّل : قيمة الائتلاف

1 / 1

الاُلفَةُ مِن أهدافِ النُّبُوَّةِ

الكتاب

«وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ». ۱

«هُوَ الَّذِى أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِى الأَْرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ». ۲

الحديث

۳۰۰۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ كانَ إذا بَعَثَ بَعثا قالَ ـ :تَأَلَّفُوا النّاسَ ۳ وتَأَنَّوا بِهِم ، ولا تُغيروا عَلَيهِم حَتّى تَدعوهُم ؛ فَما عَلَى الأَرضِ مِن أهلِ بَيتِ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلّا وأن تَأتوني بِهِم

1.آل عمران : ۱۰۳ .

2.الأنفال : ۶۲ ـ ۶۳ .

3.التألُّف : المداراة والإيناس ليثبتوا على الإسلام (النهاية : ج ۱ ص ۶۰ «ألف») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
250

ففي الخطبة القاصعة للإمام عليّ عليه السلام يفصّل الحديث عن هذه البركة ، وبنظرة تاريخيّة تحليليّة هامّة يرى أنّ ما حقَّقه دعاة الحقّ من انتصار وعزّة وسيادة إنَّما يعود إلى ما بينهم من اُلفة ووحدة كلمة ، وما اُصيبوا به من هزائم وذلّة وضعف إنّما كان بسبب ما حلّ بهم من فرقة واختلاف . ثمّ يشير إلى ما حقّقه الإسلام من انتصار بقيادة النبيّ الأعظم صلى الله عليه و آله ، فيقول :
فَانظُروا إلى مَواقِعِ نِعَمِ اللّهِ عَلَيهِم حينَ بَعَثَ إلَيهِم رَسولاً ، فَعَقَدَ بِمِلَّتِهِ طاعَتَهُم ، وجَمَعَ عَلى دَعوَتِهِ اُلفَتَهُم ، كَيفَ نَشَرَتِ النِّعمَةُ عَلَيهِم جَناحَ كَرامَتِها ، وأسالَت لَهُم جَداوِلَ نَعيمِها ، وَالتَفَّتِ المِلَّةُ بِهِم في عَوائِدِ بَرَكَتِها ، فَأَصبَحوا في نِعمَتِها غَرِقينَ ، وفي خُضرَةِ عَيشِها فَكِهينَ . ۱
من هنا كانت أهمّ مسؤوليّات قادة الثقافة ورجال السياسة في المجتمعات الإسلاميّة ، التخطيط لتقارب القلوب وتآلفها أكثر فأكثر .
لقد كان رسول اللّه صلى الله عليه و آله نفسه يعير أهمّية فائقة لهذا الأمر ، حتّى جاء في الرواية :
كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُـقبِلُ بِوَجهِهِ وحَديثِهِ عَلى أشَرِّ القَومِ ؛ يَتَأَلَّفُهُم بِذلِكَ . ۲
ومتى ما أنفذ رجلاً إلى قوم ، كانت إحدى توصياته الأكيدة أن يسعى لتأليف القلوب . وقد واصل الإمام عليّ عليه السلام هذا الطريق حتّى قال :
ولَيسَ رَجُلٌ ـ فَاعلَم ـ أحرَصَ عَلى جَماعَةِ اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله واُلفَتِها مِنّي . ۳
وإليكم النصوص الّتي استقينا منها هذه الخلاصة .

1.راجع : ص ۲۵۳ ح ۳۰۰۷ .

2.الشمائل المحمّدية : ص ۱۸۶ ح ۳۳۹ عن عمرو بن العاص .

3.راجع : ص ۲۵۶ ح ۳۰۰۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 234895
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي