301
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

غيره ، والّتي تعتبر في المنازل والمراحل التالية من تعيّناته أيضا ، وبعد الرفض المطلق ، يتمّ التجلّي بالاُلوهيّة، ومقام اللّه الّذي هو مقام أحديّة جمع ظهور الأسماء، وتظهر «إعرِفُوا اللّهَ بِاللّهِ» في مرتبتها الأوّليّة النازلة .
ولدى وصول العارف إلى هذا المقام والمنزلة، يفنى في هذا التجلّي، فإذا وسعته العناية الأزليّة، حصل للعارف الفاني في هذا التجلّي استيناس، وزالت عنه وحشة الطريق ونصب السفر، والتفت إلى نفسه فلم يقتنع بهذا المقام، ويستمرّ بخطوات الشوق والعشق، ويكون الحقّ تعالى في سفره هذا مبدأ السفر ، وأصل السفر ، ونهايته فيخطو في أنوار التجلّي، فيسمع «تَقَدَّم» ويستمرّ في التقدّم إلى أن تتجلّى في قلبه الأسماء والصفات في مقام الواحديّة، بصورة مرتّبة ومنظّمة حتّى يبلغ مقام الأحديّة الجامع، ومقام الاسم الأعظم الّذي هو اسم اللّه ، فيتحقّق في هذا المقام «اِعرِفُوا اللّهَ بِاللّهِ» في مرتبة عالية . ويوجد أيضا بعد هذا المقام، مقام آخر لا مجال لذكره فعلاً . ۱

1.الأربعون حديثا : ص ۶۹۵ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
300

لا يَشبَهُهُ صورَةٌ ، ولا يُحَسُّ بالحَواسِّ ، ولا يُقاسُ بِالنّاسِ . ۱

3 . معرفة اللّه عز و جل عن طريق الشهود القلبيّ

إنّ أتمّ تفسير لمعرفة اللّه باللّه هو معرفته بواسطة الشهود القلبيّ ، إذ إنّ «استطالة الشيء بنفسه تُغني عن وصفه» ، أو كما جاء في الأدب الفارسيّ ۲ ما تعريبه: «بزوغ الشّمس دليل على الشّمس» .
وأشار عدد من الأحاديث إلى هذا التفسير ، ۳ كالّذي ورد في صُحُف إدريس عليه السلام :
بِالحَقِّ عُرِفَ الحَقُّ ، وبِالنّورِ أُهتُدِيَ إِلَى النّورِ ، وبِالشَّمسِ اُبصِرَتِ الشَّمسُ . ۴
وقال صدر الدِّين الشيرازيّ قدس سره في شرح اُصول الكافي حول معرفة اللّه باللّه :
إِنّ معرفة اللّه باللّه له وجهان؛ أحدهما : إِدراك ذاته بطريق المشاهدة وصريح العرفان . والثاني : بطريق التنزيه والتقديس ... . ۵
وقال الإمام الخميني رحمه الله في شرح : «اِعرِفُوا اللّهَ بِاللّهِ» :
فبعد أن يغادر السالك إلى اللّه ـ بخطوات ترويض النفس والتقوى الكاملة ـ بيت النفس ، ولم يصطحب معه العُلقة الدنيويّة والتعيّنات ، ويتحقّق له السفر إلى اللّه سبحانه، فأول تجلٍّ يتجلّى فيه الحقّ المتعالي على قلبه المقدس هو التجلي بالاُلوهيّة ومقام ظهور الأسماء والصفات . ويكون هذا التجلّي أيضا مرتّبا ومنظّما، من الأسماء المحاطة حتّى الأسماء المحيطة حسب شدّة السير وضعفه ، وحسب قوّة قلب السالك وضعفه على التفصيل الّذي لا يستوعبه هذا الكتاب المختصر ، حتّى ينتهي إلى رفض كلّ تعيّنات عالم الوجود ، سواء كانت تعيّناته ، أو تعيّنات

1.راجع : ص ۲۹۴ ح ۳۰۹۷ .

2.آفتاب آمد دليل آفتاب .

3.راجع : ص ۳۲۶ (مبادئ معرفة اللّه عز و جل / القلب) .

4.راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة (معرفة اللّه ) : ج ۳ ص ۳۱ ح ۳۳۶۸ .

5.شرح اُصول الكافي : ج ۳ ص ۶۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 237146
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي