387
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

وبلغ إيتاء الزكاة من التأثير في الإفادة من معطيات الصلاة مبلغا أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال فيه :
لاصَلاةَ لِمَن لا زَكاةَ لَهُ . ۱
الجدير بالذكر أنّ الزكاة في مفهومها العام تشمل مطلق الحقوق الماليّة الواجبة والمستحبّة ، لذلك حينما سُئل الإمام الصادق عليه السلام : في كم تجب الزكاة من المال؟ قال :
الزَّكاةَ الظّاهِرَةَ أمِ الباطِنَةَ تُريدُ؟ قالَ : اُريدُهُما جَميعا ، فَقالَ : أمَّا الظّاهِرَةُ فَفي كُلِّ ألفٍ خَمسَةٌ وعشرونَ دِرهما ، وأمَّا الباطِنَةُ فَلا تَستَأثِر عَلى أَخيكَ بِما هُوَ أَحوَجُ إِلَيهِ ۲ مِنكَ . ۳
من هنا ، يتسنّى لنا أن نقول : إنّ مطلق الإحسان إلى النّاس ، وحلّ معضلاتهم لوجه اللّه تعالى شرط الانتفاع التام ببركات مطلق الذكر وعلى رأسها الصلاة .

ثانيا : رعاية آداب الطعام

لقد أشرنا إلى أنّ ذكر اللّه عز و جل هو غذاء الروح ، وكلّما ازدادت منه زِيدَ في قوّتها ، وعظم صفاء القلب ونورانيّته ، وعلى العكس من ذلك الأغذية المادّيّة ؛ فكلّما أكثر الإنسان منها تضاعف ضررها على جسمه وروحه ، والاكتفاء بالمقدار الضروريّ من الزاد يضمن صحّة الإنسان جسما وروحا .
ويمكن أن نقسّم الأحاديث المأثورة عن تأثير الأكل على السير والسلوك والمعرفة إلى أربعة أقسام :

1.مشكاة الأنوار : ص ۹۶ ح ۲۱۲ .

2.في المصدر : «إليك» ، وهو تصحيف .

3.معاني الأخبار : ص ۱۵۳ ح ۱ عن المفضّل بن عمر .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
386

وحبّ اللّه ، كمّا عدّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم «نور المعرفة» ۱ من بركات الصلاة ، وشبّهها الإمام عليّ عليه السلام بمعراج الروح للوصول إلى اللّه ۲ وزيارته .

3 . حقيقة الذِّكر

النقطة الاُخرى هي أنّ حقيقة الذِّكر ، هو الشعور بالحضور في رحاب اللّه جلّ جلاله ، من هنا فإنّ الذكر اللفظيّ بلا توجّه قلبيّ لا يؤثّر في تنوير القلب تأثيرا يُذكَر . وآية التوجّه القلبيّ إلى خالق الكون هو الشعور بالمسؤوليّة في جميع المجالات ، والذِّكر بهذا المعنى ـ وخصوصا بخاصّة استمراره وديمومته ـ صعب مستصعب ، كما قال الإمام الصادق عليه السلام لأَحد أصحابه :
ألا أُخبِرُكَ بِأَشَدِّ ما فَرَضَ اللّهُ عز و جل عَلى خَلقِهِ [ ثلاث ]؟ قُلتُ : بَلى . قالَ : إنصافُ النّاسِ مِن نَفسِكَ ، ومُؤاساتُكَ أخاكَ ، وذِكرُ اللّهِ في كُلِّ مَوطِنٍ . أما إنّي لا أقولُ : سُبحانَ اللّهِ ، وَالحَمدُ للّهِِ ، ولا إلهَ إلَا اللّهُ ، واللّهُ أكبَرُ ، وإن كانَ هذا مِن ذاكَ ، ولكِن ذِكرُ اللّهِ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ في كُلِّ مَوطِنٍ إذا هَجَمتَ عَلى طاعَةٍ أو عَلى مَعصِيَةٍ . ۳

ف 4 . شرط الانتفاع بالذكر

إنّ من الشروط المهمّة لقبول الصلاة والاستمتاع ببركاتها الّتي أَكّدتها النصوص الإسلاميّة هي الزكاة ، من هنا يدعو القرآن الكريم النّاس إلى إيتاء الزكاة مع إقامة الصلاة ، لقد قال الإمام الرضا عليه السلام في هذا الشأن :
إنَّ اللّهَ عز و جل أمَرَ بِثَلاثَةٍ مَقرونٍ بِها ثَلاثَةٌ أُخرى : أمَرَ بِالصَّلاةِ وَالزَّكاةِ ، فَمَن صَلّى ولم يُزَكِّ لَم تُقبَل مِنهُ صَلاتُهُ . . . . ۴

1.راجع : ص ۳۷۲ ح ۳۲۰۵ و ۳۲۰۶.

2.راجع : ص ۳۷۳ ح ۳۲۰۷.

3.الكافي : ج ۲ ص ۱۴۵ ح ۸ عن الحسن البزاز .

4.بحارالأنوار : ج ۹۶ ص ۱۲ ح ۱۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 208828
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي