423
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

كلام في بطلان القول بجواز رؤية اللّه بالبصر

يعتقد أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام بامتناع الرؤية الحسّيّة للّه تعالى على أساس تعاليم الكتاب والسنّة والحكم القطعيّ للعقل والبرهان ، ومِثلهم في هذه العقيدة أتباع مدرسة المعتزلة من أهل السنّة ، أمّا الأشاعرة وطائفة من أهل الحديث الذين يُدْعَون المشبّهة أو الحشويّة فإنّهم يقولون بإمكان الرؤية الحسّيّة ، إلّا أنّ الحشويّة يقولون بأنّ اللّه سبحانه وتعالى جسمٌ ، والأشاعرة ـ على ما نقل القاضي الإيجيّ ـ معتقدون أنّ اللّه ليس جسما ولا في جهةٍ ، ولذا يستحيل مواجهته وتقليب العين إليه وأمثال ذلك ، مع ذلك يصحّ أن ينكشف لعباده انكشاف القمر ليلة البدر ، كما ورد في الأحاديث . ۱
والفرق الآخر بين الأشاعرة والحشويّة ، أنّ الحشويّة يقولون : إنّ اللّه يُرى في الدنيا والآخرة ، ۲ أمّا الأشاعرة فيذهبون إلى أنّ اللّه لا يُرى بالعين إلّا في الآخرة ، ولكن رؤيته لا تستلزم كونه جسما ، ولا تشبيها للخالق بالمخلوق .

الدليل العقليّ للقائلين بجواز الرؤية

على الرغم من أنّ القائلين بإمكان رؤية اللّه بالعين يزعمون أنّ لهم دليلاً عقليّا وآخر

1.شرح المواقف : ج ۸ ص ۱۱۵ ، ۱۱۶ .

2.الملل والنحل للشهرستانيّ : ج ۱ ص ۱۵۰ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
422

لا يُرى فِي اليَقظَةِ ولا فِي المَنامِ ، ولا فِي الدُّنيا ولا فِي الآخِرَةِ . ۱

۳۳۰۲.الأمالي للصدوق عن إسماعيل بن الفضل :سَأَلتُ أَبا عَبدِاللّهِ جَعفَرَ بنَ مُحَمَّدٍ الصّادِقَ عليه السلام عَنِ اللّهِ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ هَل يُرى فِي المَعادِ ؟
فَقالَ : سُبحانَ اللّهِ وتَعالى عَن ذلِكَ عُلُوّا كَبيرا ! يَابنَ الفَضلِ ، إِنَّ الأَبصارَ لا تُدرِكَ إِلّا ما لَهُ لَونٌ وكَيفِيَّةٌ ، وَاللّهُ خالِقُ الأَلوانِ وَالكَيفِيَّةِ . ۲

۳۳۰۳.الإمام الرضا عليه السلام :إِنَّ أَوهامَ القُلوبِ أَكبَرُ مِن أَبصارِ العُيونِ ، فَهُوَ لا تُدرِكُهُ الأَوهامُ وهُوَ يُدرِكُ الأَوهامَ . ۳

۳۳۰۴.الكافي عن أحمد بن إسحاق :كَتَبتُ إِلى أَبِي الحَسَنِ الثّالِثِ عليه السلام أَسأَلُهُ عَنِ الرُّؤيَةِ ومَا اختَلَفَ فيهِ النّاسُ ، فَكَتَبَ : لا تَجوزُ الرُّؤيَةُ ما لَم يَكُن بَينَ الرّائي وَالمَرئِيِّ هَواءٌ يَنفُذُهُ البَصَرُ ، فَإِذَا انقَطَعَ الهَواءُ ۴ عَنِ الرّائي وَالمَرئِيِّ لَم تَصِحَّ الرُّؤيَةُ وكانَ في ذلِكَ الاِشتِباهُ ؛ لِأَنّ الرّائِيَ مَتى ساوَى المَرئِيَّ فِي السَّبَبِ المَوجِبِ بَينَهُما فِي الرُّؤيَةِ وَجَبَ الاِشتباهُ وكانَ ذلِكَ التَّشبيهُ ؛ لِأَنَّ الأَسبابَ لابُدَّ مِن اتِّصالِها بِالمُسَبَّباتِ . ۵

1.الأمالي للصدوق : ص ۷۰۸ ح ۹۷۴ ، روضة الواعظين : ص ۴۲ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۳۲ ح ۷ .

2.الأمالي للصدوق : ص ۴۹۵ ح ۶۷۴ ، روضة الواعظين : ص ۴۲ ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۳۱ ح ۵ .

3.الكافي : ج ۱ ص ۹۹ ح ۱۰ ، التوحيد : ص ۱۱۳ ح ۱۱ وفيه «أكثر» بدل «أكبر» وكلاهما عن أبي هاشم الجعفري ، بحار الأنوار : ج ۴ ص ۳۹ ح ۱۶ .

4.في التوحيد : «فاذا انقطع الهواء وعُدِمَ الضياءُ بين الرائي والمرئي لم تصح الرؤية».

5.الكافي : ج ۱ ص ۹۷ ح ۴ ، التوحيد : ص ۱۰۹ ح ۷ بزيادة «عُدِم الضياء» بعد «انقطع الهواء» وراجع : الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۸۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 205276
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي