493
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

إنّ الدليل على أنّ تشريع القوانين وتنفيذها للّه وحده هو أنّ مَن يعرف الإنسان وحاجاته ، ويعلم مبادئ تكامله أكثر من غيره ، ومن كان متحرّرا من الهوى والخوف في تنفيذ القانون ، هو أفضل المشرّعين ، وما من أحد يتّصف بهذه الخصائص بشكل كامل إلّا اللّه سبحانه ، ولمّا كان تعالى خالقا للإنسان ، عارفا بقابليّاته وحاجاته ، العالم المطلق الّذي يخبُر مبادئ تكامله ، والغنيّ المطلق ، فلا مانع يحول دون حكمه أو حكومته .
على هذا الأساس يصف القرآن الكريم اللّهَ سبحانه بأنّه « خَيْرُ الْحَاكِمِينَ » و «أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ » و « خَيْرُ الْفَـصِلِينَ » ، وأنّ التشريع له وحدَه « إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ » ، وأنّ الحكومة حقّ لخلفائه في الأرض ؛ قال جلّ شأنه :
«يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِى الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَ لَا تَتَّبِعِ الْهَوَى» .۱

الكتاب

«وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ» . ۲

«وَ أَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ» . ۳

«مَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِىٍّ وَ لَا يُشْرِكُ فِى حُكْمِهِ أَحَدًا» . ۴

«إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ» . ۵

«إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُواْ إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ» . ۶

«وَ مَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِن شَىْ ءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّى عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ» . ۷

1.ص : ۲۶ .

2.الأعراف : ۸۷ ، يونس : ۱۰۹ ، يوسف : ۸۰ .

3.هود : ۴۵ وراجع : التين : ۸ .

4.الكهف : ۲۶ .

5.الأنعام : ۵۷ وراجع : يوسف : ۶۷ .

6.يوسف : ۴۰ .

7.الشورى : ۱۰ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
492

ج ـ ما يُنافِي التَّوحيدَ فِي التَّدبيرِ

الكتاب

«وَ مَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُم مُّشْرِكُونَ» . ۱

الحديث

۳۴۵۴.الإمام الباقر عليه السلامـ في قَولِهِ تَعالى:«وَ مَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم ... » ـ:مِن ذلِكَ قَولُ الرَّجُلِ: لا ، وحَياتِكَ . ۲

۳۴۵۵.تفسير العياشي عن مالك بن عطيّة عن الإمام الصادق عليه السلامـ أَيضا ـ :هُوَ الرَّجُلُ يَقولُ: لَولا فُلانٌ لَهَلَكتُ ، ولَولا فُلانٌ لَأَصَبتُ كَذا وكَذا ، ولَولا فُلانٌ لَضاعَ عِيالي ، أَلا تَرى أَنَّهُ قَد جَعَلَ للّهِِ شَريكا في مُلكِهِ يَرزُقُهُ ويَدفَعُ عَنهُ؟!
قالَ : قُلتُ: فَيَقولُ: لَولا أَنَّ اللّهَ مَنَّ عَلَيَّ بِفُلانٍ لَهَلَكتُ؟
قالَ: نَعَم ، لا بَأسَ بِهذا . ۳

راجع : موسوعة العقائد الإسلاميّة (معرفة اللّه ) : ج 5 ص 85 (التعرّف على الصفات الثبوتيّة / المدبّر) .

2 / 4

المرتبة الرّابعة : التّوحيد في الحكم

التّوحيد في الحكم عبارة عن توحيده تعالى في تشريع الأحكام وتقنينها. ويرى القرآن الكريم أنّ للّه سبحانه وحده حقّ التشريع ووضع القوانين والأمر بتطبيقها ، ويَعدُّ اتّباع كلّ قانون لحياة الإنسان الفرديّة والاجتماعيّة ما عدا قانون اللّه شركا .

1.يوسف : ۱۰۶ .

2.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۱۹۹ ح ۹۰ عن زرارة ، بحار الأنوار : ج ۷۲ ص ۹۸ ح ۲۱ .

3.تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۲۰۰ ح ۹۶ ، عدّة الداعي : ص ۸۹ وزاد في آخره «ونحوه» ، بحار الأنوار : ج ۵ ص ۱۴۸ ح ۱۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 205340
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي