499
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

2 / 6

المرتبة السادسة : التّوحيد في العبادة

العبادة في اللغة هي : اللين والذلّ ۱ ، وعبادة اللّه : التذلّل والخضوع أمامه، ويُستعمَل التّوحيد في العبادة قرآنيّا وروائيّا بمعنيين هما:
1 . إطاعة اللّه وحده وترك عبادة غيره ، كما جاء في قوله تعالى:
«وَ لَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ وَ اجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ» .۲
وقوله سبحانه:
«وَ الَّذِينَ اجْتَنَبُواْ الطَّاغُوتَ أَن يَعْبُدُوهَا وَ أَنَابُواْ إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى» .۳
وهذا المعنى للتّوحيد في العبادة هو نفس التّوحيد في الطّاعة الّذي تقدّم توضيحه من قبل .
2 . خلوص النيّة في عبادة اللّه وحدَه .
إنّ التّوحيد في الطّاعة لازمه التّوحيد في العبادة أيضا ؛ لأَنّ طاعة الأوامر الإلهيّة بنحو مطلق يستلزم إخلاص النيّة ، ولكن ارتأينا لتوحيد العبادة عنوانا مستقلّاً ؛ للتنبّه على أنّ الرياء في الطّاعة والعبادة شرك.

أَعلى مراتب التَّوحيد

إنّ أعلى مراتب الإخلاص أو التّوحيد في العبادة ، هي أنّ الإنسان في عبادته وطاعته للّه تعالى لا يطلب أجرا ، بل إنّ عشق اللّه سبحانه وحبّه يدفعانه إلى طاعته ،

1.قال ابن فارس : العين والباء والدال أصلان صحيحان كأنّهما متضادّان و[ الأوّل] من ذينك الأصلين يدلّ على لين وذلّ ، والآخر على شدّة وغلظ (معجم مقاييس اللغة : ج ۴ ص ۲۰۵ «عبد») .

2.النحل : ۳۶ .

3.الزمر : ۱۷ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
498

۳۴۶۵.عنه عليه السلام :مَرَّ عيسَى بنُ مَريَمَ عليه السلام عَلى قَريَةٍ قَد ماتَ أَهلُها ... فَقالَ: يا أَهلَ هذِهِ القَريَةِ ، فَأَجابَهُ مِنهُم مُجيبٌ: لَبَّيكَ يا روحَ اللّهِ وكَلِمَتَهُ .
فَقالَ: وَيحَكُم ، ما كانَت أَعمالُكُم؟
قالَ: عِبادَةُ الطّاغوتِ وحُبُّ الدُّنيا ، مَعَ خَوفٍ قَليلٍ ، وأَمَلٍ بَعيدٍ ، وغَفلَةٍ في لَهوٍ ولَعِبٍ .
فَقالَ: كَيفَ كانَ حُبُّكُم لِلدُّنيا؟
قالَ: كَحُبِّ الصَّبِيِّ لِاُمِّهِ ؛ إِذا أَقبَلَت عَلَينا فَرِحنا وسُرِرنا ، وإِذا أَدبَرَت عَنّا بَكَينا وحَزَنّا .
قالَ: كَيفَ كانَت عِبادَتُكُم لِلطّاغوتِ؟
قالَ: الطّاعَةُ لِأَهلِ المَعاصي . ۱

۳۴۶۶.عنه عليه السلام :مَعنى صِفَةِ الإِيمانِ الإِقرارُ وَالخُضوعُ للّهِِ بِذُلِّ الإِقرارِ ، وَالتَّقَرُّبُ إِلَيهِ بِهِ ، وَالأَداءُ لَهُ بِعِلمِ كُلِّ مَفروضٍ مِن صَغيرٍ أَو كَبيرٍ مِن حَدِّ التَّوحيدِ فَما دونَهُ إِلى آخِرِ بابٍ مِن أَبوابِ الطّاعَةِ أَوَّلاً فَأَوّلاً ، مَقرونٌ ذلِكَ كُلُّهُ بَعضُهُ إِلى بَعضٍ ، مَوصولٌ بَعضُهُ بِبَعضٍ ، فَإِذا أَدَّى العَبدُ ما فَرَضَ عَلَيهِ مِمّا وَصَلَ إِلَيهِ عَلى صِفَةِ ما وَصَفناهُ فَهُوَ مُؤمِنٌ مُستَحِقٌّ لِصِفَةِ الإِيمانِ ... .
ومَعنَى الشِّركِ: كُلُّ مَعصِيَةٍ عُصِيَ اللّهُ بِها بِالتَّدَيُّنِ فَهُوَ مُشرِكٌ ، صَغيرَةً كانَت المَعصِيَةُ أَو كَبيرَةً ، فَفاعِلُها مُشرِكٌ . ۲

1.الكافي : ج ۲ ص ۳۱۸ ح ۱۱ ، مشكاة الأنوار : ص ۴۶۱ ح ۱۵۳۸ كلاهما عن مهاجر الأسدي ، معاني الأخبار : ص ۳۴۱ ح ۱ ، ثواب الأعمال : ص ۳۰۳ ح ۱ ، علل الشرائع : ص ۴۶۶ ح ۲۱ والثلاثة الأخيرة عن سهل الحلواني نحوه ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۱۰ ح ۳ .

2.تحف العقول : ص ۳۲۹ ، بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۲۷۸ ح ۳۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 212687
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي