509
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

أسماؤه . وقد جاء الفصل بين الأسماء والصفات في تقسيمات هذا الكتاب بناءً على ما اقتضاه نظم التأليف وليس من باب الفصل في المعنى.
بناءً على المعنى اللغوي للاسم والصفة ، وانطلاقا من وحدة مصداقهما بشأن اللّه تعالى وفي ضوء الأحاديث الواردة في هذا المجال ، نستنتج أنّ أسماء اللّه هي من نوع صفاته، وأنّه تعالى ليس له اسم إلّا ويحمل صفة من صفاته . ومن هنا فإنّ اللّه سبحانه و تعالى ليس له اسم عَلَم جامد غير مشتقّ جاء كعلامة له فقط من غير أن ينطوي على وصف من أوصافه ، وبعبارة اُخرى : إنّ اسم اللّه مقيّد ، وكون أسماء اللّه علامة هي من جهة كونها ذات دلالة على وصف خاصّ به.
و سنرى عند تفسير لفظ الجلالة «اللّه » أنّ لهذا الاسم جذر اشتقاقي أيضا ، وقد ذكرت الأحاديث الشريفة جذورا مختلفة له. ۱
قال العلّامة الطباطبائي قدس سره في بيان معنى الأسماء الحسنى :
نحن أَوّل ما نفتح أَعيننا ونشاهد من مناظر الوجود ما نشاهده يقع إِدراكنا على أَنفسنا وعلى أَقرب الاُمور منّا ، وهي روابطنا مع الكون الخارج من مستدعيات قوانا العاملة لإبقائنا ، فأَنفسنا وقوانا وأَعمالنا المتعلّقة بها هي أَوّل ما يدقّ باب إِدراكنا ، لكنّا لا نرى أَنفسنا إِلّا مرتبطة بغيرها ، ولا قوانا ولا أَفعالنا إِلّا كذلك ، فالحاجة من أَقدم ما يشاهده الإنسان ، يشاهدها من نفسه ومن كلّ ما يرتبط به من قواه وأَعماله والدنيا الخارجة ، وعند ذلك يقضي بذات ما يقوم بحاجته ويسدّ خلّته وإِليه ينتهي كلّ شيء ، وهو اللّه سبحانه ، ويصدّقنا في هذا النظر والقضاء قوله تعالى : «يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَ اللَّهُ هُوَ الْغَنِىُّ» .۲
وقد عجز التاريخ عن العثور على بدء ظهور القول بالربوبيّة بين الأَفراد البشريّة،

1.راجع : ص ۵۱۸ (أسماؤه تعبير / معنى اللّه عز و جل) .

2.فاطر : ۱۵ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
508

صفات . أمّا الأسماء الدالّة على الأوصاف فهي أسماء وصفات كالعالم والعلم . ۱
أمّا في علوم الأدب والعرفان والكلام فإنّ للاسم والصفة إطلاقات أُخرى أيضا؛ فطبقا لإحدى الإطلاقات في العلوم الأدبية تكون المصادر كالعلم والقدرة أسماء وليست صفات ، أما المشتقات كالعالم والقادر فهي صفات وليست أسماء . ويحمل الاسم والصفة في العرفان النظري مَعنىً معاكسا تماما للمعنى المذكور . ۲
وأمّا الأحاديث في بيان أسماء اللّه وصفاته فلم يؤخذ فيها بنظر الاعتبار التفاوت الموجود في الاصطلاحات المختلفة للاسم والصفة ؛ واُطلق الاسم والصفة كلاهما على الكمالات من قبيل «العلم» ، وعلى الصفات المتّصفة بالكمالات مثل «العالم» ، نذكر على سبيل المثال أنّ بعض الأحاديث في خصوص السميع والبصير استخدمت فيها لفظة «الصفة» ، ۳ وفي بعضها الآخر استخدمت لفظة «الاسم» . ۴ بل إنّ هذين المعنيين اُطلقا حتّى على كلمتي العلم والعالِم في الحديث الواحد . وقد صرّحت بعض الأحاديث بأنّ الاسم والصفة على مَعنى واحد ، فقد رُوي عَن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال:
إنَّ الأَسماءَ صِفاتٌ وَصَفَ بِها نَفسَهُ . ۵
و عندما سأل محمّد بن سنان الإمام الرضا عليه السلام : مَا الاِسمُ؟ قالَ :
صِفَةٌ لمَوصوفٍ . ۶
بناءً على ما سبق ذكرُه فإنّ جميع أسماء اللّه تعالى هي صفاتُه ، وكلّ صفاته

1.معجم الفروق اللغويّة : ص ۳۱۴ الرقم ۱۲۶۹.

2.راجع : شرح فصوص الحكم للقيصري : ج ۱ ص ۳۴ ، الفتوحات المكيّة : ج ۲ ص ۵۸ ، موسوعة كشّاف اصطلاحات الفنون : ج ۲ ص ۱۷۹۱ و ص ۱۰۷۸ وج ۱ ص ۱۸۱ وص ۱۸۴ ، جامع الدروس العربية : ج ۱ ص ۹۷ ، صرف ساده (بالفارسية) : ص ۲۲۴ .

3.التوحيد : ص ۱۴۶ ح ۱۴.

4.التوحيد : ص ۱۸۷ ح ۲.

5.راجع : ص ۵۱۱ ح ۳۴۸۱ .

6.عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۱۲۹ ح ۲۵.

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 236603
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي