53
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

الفِتنَةِ عِندَ طُلوعِ جَنينِها ، وظُهورِ كَمينِها ، وَانتِصابِ قُطبِها ، ومَدارِ رَحاها . تَبدَأُ في مَدارِجَ خَفِيَّةٍ ، وتَؤولُ إلى فَظاعَةٍ جَلِيَّةٍ . شِبابُها كَشِبابِ الغُلامِ ، وآثارُها كَآثارِ السِّلامِ ۱ . يَتَوارَثُهَا الظَّلَمَةُ بِالعُهودِ ، أوَّلُهُم قائِدٌ لِاخِرِهِم ، وآخِرُهُم مُقتَدٍ بِأَوَّلِهِم ، يَتَنافَسونَ في دُنيا دَنِيَّةٍ ، ويَتَكالَبونَ عَلى جيفَةٍ مُريحَةٍ ۲ ، وعَن قَليلٍ يَتَبَرَّأُ التّابِعُ مِنَ المَتبوعِ ، وَالقائِدُ مِنَ المَقودِ ، فَيَتَزايَلونَ ۳ بِالبَغضاءِ ، ويَتَلاعَنونَ عِندَ اللِّقاءِ . ۴

3 / 6

المُفسِدونَ

«وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لأَِخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِى فِى قَوْمِى وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ». ۵

3 / 7

المُجرِمونَ

الكتاب

«وَ مَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِمُونَ». ۶

1.السِّلام: الحجارة (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۵۰ «سلم») .

2.يقال : أراحَ اللحمُ : أي أنتَنَ (لسان العرب : ج ۲ ص ۴۵۸ «روح») .

3.المُزايَلَة : المفارَقَة . والتزايُل : التبايُن (الصحاح : ج ۴ ص ۱۷۲۰ «زيل») .

4.نهج البلاغة: الخطبة ۱۵۱.

5.الأعراف: ۱۴۲.

6.الشعراء: ۹۹ . قال العلّامة الطباطبائي في الميزان في تفسير القرآن (ج ۱۵ ص ۲۹۱) : قوله : «وَ مَا أَضَلَّنَا إِلَا الْمُجْرِمُونَ»الظاهر أنّ كلّاً من القائلين يريد بالمجرمين غيره من إمام ضلال اقتدى به في الدنيا ، وداعٍ دعاه إلى الشرك فاتّبعه ، وآباء مشركين قلّدهم فيه ، وخليل تشبّه به . والمجرمون على ما يستفاد من آيات القيامة هم الذين ثبت فيهم الإجرام وقضي عليهم بدخول النار ، قال تعالى : «وَ امْتَـزُواْ الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ »(يس: ۵۹) . وقال الطبرسي في مجمع البيان (ج ۷ ص ۳۰۵) نقلاً عن الكلبي : أي إلّا أوّلونا الذين اقتدينا بهم . وكذا السيوطي في الدرّ المنثور (ج ۶ ص ۳۱۰) نقلاً عن السدّي .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
52

قالَ : اِتِّباعُ السُّلطانِ ، فَإِذا فَعَلوا ذلِكَ فَاحذَروهُم عَلى دينِكُم . ۱

۲۳۶۴.الإمام عليّ عليه السلام :تَقَرَّبوا إلَى اللّهِ بِتَوحيدِهِ ، وطاعَةِ مَن أمَرَكُم أن تُطيعوهُ ، ولا تُمسِكوا بِعِصَمِ الكَوافِرِ ، ولا يَجنَح بِكُمُ الغَيُّ فَتَضِلّوا عَن سَبيلِ الرَّشادِ بِاتِّباعِ اُولئِكَ الَّذينَ ضَلّوا وأضَلّوا ، قالَ اللّهُ عَزَّ مِن قائِلٍ في طائِفَةٍ ذَكَرَهُم بِالذَّمِّ في كِتابِهِ : «إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَ كُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا * رَبَّنَا ءَاتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَ الْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا» ، وقالَ تَعالى : «وَ إِذْ يَتَحَاجُّونَ فِى النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاؤُاْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا»۲ ، «فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَىْ ءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ»۳ .
أ فَتَدرونَ الاِستِكبارُ ما هُوَ؟ هُوَ تَركُ الطّاعَةِ لِمَن اُمِروا بِطاعَتِهِ ، وَالتَّرفُّعُ عَلى مَن نُدِبوا إلى مُتابَعَتِهِ ، وَالقُرآنُ يَنطِقُ مِن هذا عَن كَثيرٍ ، إن تَدَبَّرَهُ مُتَدَبِّرٌ زَجَرَهُ ووَعَظَهُ . ۴

۲۳۶۵.عنه عليه السلامـ فِي التَّحذيرِ مِنَ الفِتَنِ ـ :إنَّكُم مَعشَرَ العَرَبِ أغراضُ ۵ بَلايا قَدِ اقتَرَبَت ، فَاتَّقوا سَكَراتِ النِّعمَةِ ، وَاحذَروا بَوائِقَ ۶ النِّقمَةِ ، وتَثَبَّتوا في قَتامِ ۷ العِشوَةِ ۸ وَاعوِجاجِ

1.الكافي : ج ۱ ص ۴۶ ح ۵ عن السكوني ، منية المريد : ص ۱۳۸ ، النوادر للراوندي : ص ۱۵۶ ح ۲۲۶ ، جامع الأحاديث للقمّي : ص ۱۰۴ كلاهما عن الإمام الكاظم عن آبائه عليهم السلام عنه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۳۶ ح ۳۸ ؛ الفردوس : ج ۳ ص ۷۵ ح ۴۴۱۹ نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۰ ص ۱۸۳ ح ۲۸۹۵۳ .

2.وتمام الآية : «وَ إِذْ يَتَحَاجُّونَ فِى النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاؤُاْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا نَصِيبًا مِّنَ النَّارِ»(غافر : ۴۷) .

3.وتمام الآية : «وَ بَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَـؤُاْ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَىْ ءٍ قَالُواْ لَوْ هَدَلـنَا اللَّهُ لَهَدَيْنَـكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ»(إبراهيم: ۲۱) . ويحتمل أن يكون وقع خلطٌ من النسّاخ هنا ؛ لتشابه الآيتين، واللّه العالم .

4.مصباح المتهجّد : ص ۷۵۶ ح ۸۴۳ ، مصباح الزائر : ص ۱۵۸ كلاهما عن الفيّاض بن محمّد بن عمر الطرسوسي عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۹۷ ص ۱۱۶ ح ۸ .

5.الغَرَض : الهَدَف (النهاية : ج ۳ ص ۳۶۰ «غرض») .

6.البوائق: واحدها بائقة ؛ وهي الداهية (النهاية : ج ۱ ص ۱۶۲ «بوق») .

7.القَتام: الغُبار الأسود (المصباح المنير : ص ۴۹۰ «قتم») .

8.العشْوَة ـ بالضمّ والفتح والكسر ـ : الأمر الملتبس ؛ مأخوذ من عَشوَة الليل (النهاية : ج ۳ ص ۲۴۲ «عشا») .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 215238
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي