91
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3

د ـ من الممكن أن يكون الطعام محلّلاً وغير ضارّ للجسم ، لكنّ طريقة تناوله تتضمّن مفسدة للروح أو للمجتمع ، مثل تناول الطعام بآنية الذهب والفضّة ، أو الأكل من مائدة فيها الخمور . تناول الطعام بهذه الصور محرّم في الشريعة الإسلاميّة.

2 . تناول وجبتين في اليوم

توصي الروايات الإسلاميّة بتناول وجبتين في اليوم صباحا ومساءً؛ لحفظ سلامة الفرد وصحّته . وأهل الجنّة الخالدون في دار السلام يأكلون وجبتين :
«وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَ عَشِيًّا» .۱

3 . التوصية بقلَّة الطعام

إنّ أئمّة الدين إذ يؤكّدون على قلّة تناول الطعام ، يذكرون لذلك فوائد جمّة مثل : استمرار سلامة الجسم ، صفاء الفكر ، ضياء القلب ، التخلّص من حبائل الشيطان ، التمتّع بملكوت الوجود ، القرب من اللّه سبحانه ، والاستفادة الفضلى من عبادته .

4 . خطر البِطْنة

إنّ الإكثار من الطعام مذموم بشدّة في الأحاديث ؛ فهو يُضعف الصحَّة ، ويقوّي الشهوة ، ويُنتن البدن ، ويجعل الجسم والروح عرضة لأنواع الأمراض . فالبِطْنة تضرّ بجوهر النفس ، وبقوّة الورع والتقوى ، وتشكّل حجابا أمام الذكاء ، وتجعل القلب قاسيا مظلما . كما أنّ المِبطان يرى أضغاث الأحلام ، ويشعر بالكسل لدى العبادة ، ولذلك تقلّ عبادته ويبتعد عن القرب الإلهي ، وبالتالي فالشبع في الدنيا يؤدِّي إلى الجوع في الآخرة.

1.مريم : ۶۲ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
90

مَن غَرَسَ في نَفسِهِ مَحَبَّةَ أنواعِ الطَّعامِ اجتَنى ثِمارَ فُنونِ الأَسقامِ. ۱
إنّ تعاليم الإسلام في هذا المجال في غاية الأهمّية ، وتعتبر من المعاجز العلميّة لأئمّة الدين ، إذا أخذنا بنظر الاعتبار عصر صدورها . وهنا نؤكّد مسألتين :
1 . إنّ تعاليم الإسلام في الأكل لا تضمن سلامة الجسم فحسب ، بل تضمن صحّة الجسم والروح معا.
2 . لمّا كان العلم قاصرا عن الإحاطة بكلّ أسرار الوجود ، فقد تكون حكمة بعض تعاليم الإسلام مجهولة لدى العلم اليوم ، ولكنّ هذا لا يعني أبدا أنّ تلك التعاليم ليس وراءها دليل ، فحكمة بعض أحكام الإسلام كانت مجهولة من قبل واكتشف العلم أسرارها اليوم . ونحن هنا نشير باختصار إلى تلك التعاليم :

1 . حلّية الطعام

إنّ أهمّ تعاليم الإسلام في المأكولات أن تكون من «الحلال» . وبعبارة اُخرى :
أ ـ أن يكون المأكول قد حصل عليه الإنسان من طريق مشروع ، فالطعام المستحصل من طريق غير مشروع ومن التعدّي على حقوق الآخرين ، قد لا يضرّ بصحّة الجسم ، لكنّه دون شكٍّ مضرّ بسلامة النفس والروح.
ب ـ يجب إعداد طعام الإنسان من «الطيّبات» ، أي لا يجوز تناول الأطعمة الّتي ينفر منها طبع عامّة الناس ، أو الّتي حظر الإسلام تناولها ـ كلحم الميتة أو لحم غير مأكول اللحم ـ وإن لم يكن فيها عدوان على حقوق الآخرين.
ج ـ ألّا يكون الطعام مضرّا للمتناول ، فقد يكون الطعام محلّلاً لشخص ، لكنّه محرّم على شخص آخر مريض إذا كان يضرّه.

1.راجع : ص ۱۲۸ ح ۲۵۵۰ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج3
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 205317
الصفحه من 575
طباعه  ارسل الي