135
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4

عنوان «الإمامة» إنّما يراد به خصوص إمامة أئمّة الحقّ ۱ ، ولكن نشير قبل البحث إلى نكتتين مهمّتين :
1 . إنّه سيتمّ استعراض موضوع «الإمامة من منظور القرآن والحديث» كأصل من اُصول العقائد بشكل مستوعَب في «موسوعة العقائد الإسلاميّة» .
كما سنستعرض أيضا حياة الأئمّة عليهم السلام بالتفصيل في «موسوعة أهل البيت في القرآن والحديث» ، وعليه فإنّ ما سنتناوله هنا في «موسوعة معارف الكتاب والسنّة» ليس إلّا شطرا ممّا يتعلّق بهذا الموضوع ، كي لا تخلو هذه الموسوعة من إشارة للمطالب العقائديّة .
2 . إنّ ما سيأتي بحثه في الفصول الاثني عشر الآتية هو استعراض الرؤية القرآنية والروائية فيما يتعلّق بإمامة الأئمّة الاثني عشر ، المكلّفين من قبل اللّه سبحانه في كلّ عصر واحدا تلو الآخر بأمر الهداية الظاهريّة والباطنيّة للمجتمع ، والأخذ بيد النفوس المستعدّة وهدايتها ، باعتبارهم الواسطة في الفيوضات الإلهيّة . نعم ستكون بعض العناوين الواردة مثل «شؤون الإمامة» و«مسؤوليّات الإمام» شاملة للولاة المنصوبين من قبل الإمام عليه السلام .

1.وستأتي الإشارة إلى الآيات والروايات المتعلّقة بأئمّة الباطل تحت عنوان «الولاية» إن شاء اللّه تعالى .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
134

كانَ أو مُبطِلاً . ۱
وفي ضوء ما ذكره اللغويّون في تحديد الأصل في لفظ «الإمام» و«الإمامة» ، فإنّه يمكن استنتاج ما يلي :
أوّلاً : تقارب هذه الاُصول من حيث المعنى ، فهي تشير إلى حقيقة واحدة وهي أنّ إمامة الاُمّة تمثّل في حقيقتها الأصل والأساس للاُمّة ، حيث يتّبع الناس الإمام ويرجعون إليه في اُمورهم .
ثانيا : عدم اختصاص مصطلح «الإمام» و«الإمامة» بالإنسان فقط ، بل كلّ ما هو مبدأ لحركة شيء آخر ، سواء كان إنسانا أو غير إنسان ، حقّا كان أو باطلاً ، فهو إمام .

الإمامة في القرآن والحديث

لقد استُعملت كلمة «الإمام» في القرآن والحديث بشكل عامّ في معناها اللغوي ، وهو كلّ متبوعٍ ؛ سواء كان إنسانا أو غيره ۲ ، حقّا ۳ أو باطلاً ۴ ، إلّا أنّ الغالب مع ذلك هو استعمالها في أئمّة الدين ، الذين ارتقوا إلى ذُرى الإنسانيّة الرفيعة .
وأمّا استعمالها في معناها اللغوي فقليل ، كما أنّ ورودها في «أئمّة النار» ليس إلّا لإظهار غاية ما يمكن أن يسفّ إليه الإنسان من حضيض التسافل والانحطاط ، في قبال ما يمكن أن يرقى إليه من كمال ورفعة .
وعلى كلّ حال ، فإنّ لفظ «الإمامة» الوارد في الآيات والأحاديث الواردة تحت

1.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۸۷.

2.كقوله تعالى : «وَ مِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَ رَحْمَةً» هود : ۱۷ ، الأحقاف : ۱۲ .

3.كقوله تعالى : «وَ جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا» الأنبياء : ۷۳ .

4.كقوله تعالى : «وَ جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ» القصص : ۴۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 151327
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي