161
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4

ولنفترض أنّنا لم نقبل بهذا التبرير للرواية ، فإنّ انتسابها إلى الامام عليه السلام غير ثابت ، ـ وهو كتاب الاُصول الستّة عشر ـ ليس هناك دليل على رجوعه إلى مؤلفيه . إضافة لذلك ، فإنّ راويها وهو «زيد النرسي» ، لم يوثّق في الكتب الرجاليّة . بل حتّى لو افترضنا قبول سند الرواية ، يبقى نصّها معارضا للأحاديث الصحيحة المشهورة المقبولة .
2 . الرواية التي تنيط بقاء الأرض بوجود إمام ظاهر .
لقد جاء بصراحة في كثير من الروايات التي ذكرت ۱ أو ستذكر ۲ ، أن بقاء كيان الأرض منوط بوجود إمام ظاهر أو باطن ، وفي أحاديث معدودة لم ترد عبارة «أو باطن» . نصّ الحديث كما يلي : حدّثنا محمّد بن عيسى عن الحسن بن محبوب والحجّال عن العلا عن محمّد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام ، قال :
لا تَبقَى الأَرضُ بِغَيرِ إمامٍ ظاهرٍ . ۳
هل مدلول هذه الرواية مع ملاحظة صحّة سندها ، يتعارض مع باقي الروايات ؟
الجواب هو النفي ، وذلك للأسباب التالية :
أوّلاً ـ نقل هذا النصّ بنفس السند في كتاب الإمامة والتبصرة وعلل الشرائع ، وقد ورد في آخره «ظاهر أو باطن» ۴ . فيبدو أنّ كلمات قد سقطت من نصّ كتاب البصائر .
ثانيا ـ أورد مؤلّف كتاب البصائر هذا النصّ إلى جانب نصوص تشير إلى الإمام

1.راجع : ص ۱۵۰ ح ۳۹۳۰ و ۳۹۳۱ .

2.راجع : ص ۱۷۷ (الحكمة التكوينية) .

3.بصائر الدرجات : ص ۴۸۶ ح ۱۴ .

4.راجع : ص ۱۷۸ ح ۳۹۹۷ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
160

إذا لا يتنافي زمن «فترة الرسل» واستمرار الإمامة والهداية الباطنية الإلهية بواسطة الإمام الغائب أو الظاهر الذي لا يستطيع الناس الوصول إليه . كما أنّ بعض الروايات سمّت الفترة بين وفاة إمام وتثبيت إمامة الآخر بعهد الفترة . ۱
وقد سمّى الإمام الصادق عليه السلام زمن غيبة إمام العصر (عجّل اللّه فرجه) بزمن «فترة الأئمّة» :
... الَّذي يَملَؤُها عَدلاً كَما مُلِئَت ظُلماً وجَورا ، لَعَلى فَترَةٍ مِنَ الأَئِمَّةِ يَأتي كَما أنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله بَعَثَ عَلى فَترَةٍ مِنَ الرُّسُلِ . ۲
تنويه : قد وردت رواية عن الإمام الصادق عليه السلام ، ظاهرها ينفي وجود أيّ حجّة في زمن الفترة ، ونصّ هذه الرواية هو كما يلي :
زيد عن محمّد بن عليّ الحلبي عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : قُلتُ لَهُ : كانَتِ الدُّنيا قَطُّ مُنذُ كانَت ولَيسَ فِي الأَرضِ حُجَّةٌ؟ قالَ : قَد كانَتِ الأَرضُ ولَيسَ فيها رَسولٌ ولا نَبِيٌّ ولا حُجَّةٌ وذلِكَ بَينَ آدَمَ ونوحٍ فِي الفَترَةِ ، ولَو سَأَلتَ هؤُلاءِ عَن هذا لَقالوا : لَن تَخلُوَ الأَرضُ مِن الحُجَّةِ وكذبوا . إنَّما ذلِكَ شَيءٌ بَدا للّهِِ عَزَّ وجَلَّ فيهِ « فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ » وقَد كانَ بَينَ عيسى ومُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله فَترَةٌ مِنَ الزَّمانِ ولَم يَكُن فِي الأَرضِ نَبِيٌّ ولا رَسولٌ ولا عالِمٌ ، فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله بَشيرا ونَذيرا وداعِيا إلَيهِ (إلَى اللّهِ خ . ل) . ۳
وردّ العلّامة المجلسي على المدلول الظاهري لهذه الرواية ، وقال :
لعلّ المراد عدم الحجّة والعالم الظاهرين ، لتظافر الأخبار بعدم خلو الأرض من حجّة قطّ . ۴

1.الغيبة للنعماني : ص ۱۵۸ ح ۲ ، بحار الأنوار : ج ۵۲ ص ۱۳۲ ح ۳۷ .

2.الغيبة للنعماني : ص ۱۸۶ ح ۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۳۹ ح ۱۸ .

3.الاُصول الستّة عشر : ص ۱۹۷ ح ۱۶۹ ، بحار الأنوار : ج۴ ص۱۲۲ ح۶۸ .

4.بحار الانوار : ج ۴ ص ۱۲۲ ذيل ح ۶۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 154851
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي