209
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4

عيسى بن عبد اللّه :
تَقولُ : اللّهمّ إنّي أتَوَلّى مَن بَقِيَ مِن حُجَجِكَ مِن وُلدِ الإِمامِ الماضي . ۱

3 . العمل بالكتاب والسنّة

الواجب على كلّ مسلم لا يتمكن من لقاء الإمام هو العمل بالكتاب وسنّة النبيّ صلى الله عليه و آله ۲ ، كما ورد الحثّ على ذلك في أغلب الأحاديث الواردة في هذا الباب :
يَتَمَسَّكونَ بِالأَمرِ الَّذي هُم عَلَيهِ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُم . ۳
بناءً على هذا ، فإنّ من الواجب على كلّ مسلم في عصر غيبة الإمام ـ صاحب الأمر عجّل اللّه فرجه الشريف ـ يتعذّر عليه الوصول إليه وامتثال أوامره أن يسعى ـ طبقا لماورد من الروايات في وجوب معرفة الإمام ـ لتحصيل المعرفة به والاعتقاد بإمامته أوّلاً ، والعمل بواجباته الفرديّة والاجتماعيّة وفق ما ورد في الكتاب والسنّة ووصايا الأئمّة الماضين ۴ إما اجتهادا أو تقليدا أو احتياطا ، كما نصّت عليه أحاديث هذا الباب ثانيا .
على هذا الأساس فإنّ المقصود بالروايات الدالّة على أنّ الحجّة لا تقومُ للّه عز و جلعلى خلقه إلّا بإمامٍ حتّى يُعرَف ۵ ، هو أنّ شرط الحجّية التنجيزيّة لأوامر الإمام ووجوب طاعته منوط بمعرفته ، فلو لم يقصّر الإنسان في معرفة الإمام واستنفد قدراته لمعرفته ، كان معذورا . وهذا لا يعني بالطبع نفي الحجّية عن أوامر

1.راجع : ص ۲۰۷ ح ۴۰۶۲ .

2.من الواضح إنّ تعاليم أهل البيت عليهم السلام ليست هي إلّا تفسيرا وتبيانا لكتاب اللّه وسنّة رسوله صلى الله عليه و آله .

3.راجع : ص ۲۰۵ ح ۴۰۵۶ .

4.راجع : ص ۲۰۵ ح ۴۰۵۷ .

5.راجع : الكافي : ج ۱ ص ۱۷۷ ح ۱ وبحار الأنوار : ج ۴۹ ص ۲۶۷ ح ۸ وراجع أيضا : الاختصاص : ص ۲۶۸ وبحار الأنوار : ج ۲۳ ص ۲ ح ۱ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
208

دراسة حول حكم من تعذّرت أو تعذّسرت عليه معرفة الإمام

موضوع المسألة التي تناولتها الأحاديث السابقة هو بيان تكليف من يؤمن بإمامة أهل البيت عليهم السلام وولايتهم ، ولكن بعد وفاة الإمام تتعسَّر أو تتعذّر عليه معرفة الإمام اللاحق والامتثال لأوامره .
في ضوء الأحاديث الواردة في هذا الباب فإنّ الواجب يتعيّن على أتباع أهل البيت عليهم السلام في مثل هذا الظرف اُمور ثلاثة :

1 . السعي للتعرّف على الإمام اللاحق

هذا الواجب إنّما هو فيما لو كان الإمام اللاحق حاضرا ، ولكنّه مجهول بسبب ظروف سياسيّة أو غيرها . فيجب هنا بذل الجهد لمعرفة الإمام اللاحق ، كما فعل ذلك زرارة عندما بعث ابنه للتعرّف على الإمام بعد الإمام الصادق عليه السلام ۱ .

2 . الاعتقاد الإجمالي بإمامة الإمام

إنّ المعرفة الإجمالية بالإمام اللاحق تكفي في حال تعذّر المعرفة التفصيليّة به لأيّ سبب كان ، سواء كان الإمام حاضرا وتطلّبت معرفته وقتا من أجل تحصيلها ، أو كان غائبا ولم يمكن الوصول إليه ، وقد وردت الإشارة إلى هذا المعنى في رواية

1.راجع : ص ۲۰۶ ح ۴۰۶۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 134568
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي