211
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4

أبي عليه السلام هَل يَجوزُ لَهُ أن يَرفَعَ التَّقِيَّةَ في إظهارِ أمرِهِ ونَصَّ أبيهِ عَلَيهِ ، وأنَّهُ لَمّا أبطَأَ عَنهُ ابنُهُ طولِبَ بِإِظهارِ قَولِهِ في أبي عليه السلام ، فَلَم يُحِبَّ أن يَقدَمَ عَلى ذلِكَ دونَ أمرِهِ ، فَرَفَعَ المُصحَفَ وقالَ : اللّهُمَّ إنَّ إمامي مَن أثبَتَ هذَا المُصحَفُ إمامَتَهُ مِن وُلدِ جَعفَرِ بنِ مُحمََّدٍ عليه السلام . ۱
3 . مع وجود الروايات الكثيرة ۲ المصرّحة بإمامة الإمام الكاظم عليه السلام ومع الالتفات إلى منزلة زرارة ووجاهته بين الأصحاب يمكن القول بأن زرارة كان له علم وافٍ بالإمام الذي يتلو الإمام الصادق عليه السلام قبل رحيل الإمام الصادق عليه السلام بسنين عديدة .
4 . دلّت بعض النصوص التاريخية على أن زرارة عاش ما يقرب من عامين بعد وفاة الإمام الصادق عليه السلام ، وذلك أن وفاته كانت سنة 150 هجرية ۳ ، وعلى هذا لا يمكن قبول دعوى أنّه لم يعرف الإمام التالي للصادق عليه السلام بعد هذه الفترة الطويلة نسبيا .
وعلى هذا الأساس ونظرا للمنزلة العلمية لزرارة وشهرة الأحاديث الدالّة على أنّ الأئمّة إثنا عشر إماما ، وبالأخصّ ما تقدّم من الرواية المروية عن الإمام الرضا عليه السلام في شأن فعل زرارة وبيان السرّ منه ، ينبغي القول إنّه ليس زرارة يعرف الإمام الكاظم عليه السلام فحسب بل هو من أصحابه كما صرح به الشيخ الطوسي حيث ذكره في رجاله في بابِ أصحاب موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام . ۴

1.كمال الدين : ص ۷۵ .

2.توجد في هذا المضمار أكثر من ثلاثين رواية ، راجع : الكافي : ج ۱ ص ۳۰۷ باب الإشارة والنص على أبي الحسن موسى عليه السلام ، الإرشاد : ج ۲ ص ۲۱۶ فصل في النص على إمامة موسى بن جعفر عليه السلام بالإمامة من أبيه ، الإمامة والتبصرة : ص ۶۶ باب إمامة موسى بن جعفر عليه السلام وص ۷۱ باب إبطال إمامة إسماعيل بن جعفر وص ۷۲ باب إبطال إمامة عبداللّه بن جعفر .

3.رجال النجاشي : ص ۱۷۵ ح ۴۶۳ ، رجال الطوسي : ص ۲۱۰ الرقم ۲۷۴۴ .

4.رجال الطوسي : ص ۳۳۷ الرقم ۵۰۱۰ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
210

الأئمّة السابقين ، أو عدم السعي لمعرفة الإمام اللاحق ، ولزوم تحصيل الاعتقاد الإجمالي به .
وأمّا الروايات الدالّة على عدم معرفة زرارة بإمامة الإمام الكاظم عليه السلام عند موته ۱ . فتوجد في هذا المجال بعض الملاحظات نعرضها فيما يلي :
1 . إنّ أكثر هذه الروايات لا تتمتع بأسانيد صحيحة ۲ ، نعم هناك روايتان منها تتمتعان بسند صحيح ، إلّا أنهما تدلّان على إرسال زرارة شخصا إلى المدينة للفحص عن خليفة الإمام الصادق عليه السلام ، وقد رحل عن هذه الدنيا مع إيمانه الإجمالي بإمامة الإمام الكاظم عليه السلام . ۳
2 . مع أخذ الخناق السياسي الحاكم في تلك الفترة بنظر الاعتبار ۴ ، فإنّ المصالح السياسية توجب عدم إعلان زرارة وإفصاحه عن إمامة الإمام الكاظم عليه السلام ، ولهذا فإنّ هدف زرارة من بعث ولده إلى المدينة هو معرفة وظيفته العملية ، وهل يجوز له أن يعمل شيئا يخالف المصالح السياسية ، أم لا ؟ وهذا ما صرح به الإمام الرضا عليه السلام في جواب سؤال إبراهيم بن محمّد الهمداني عندما سأله قائلاً :
يَابنَ رَسولِ اللّهِ أخبِرني عَن زُرارَةَ هَل كانَ يَعرِفُ حَقَّ أبيكَ عليه السلام ؟ فَقالَ : نَعَم . فَقُلتُ لَهُ : فَلِمَ بَعَثَ ابنَهُ عُبَيدا لِيَتَعَرَّفَ الخَبَرَ إلى مَن أوصَى الصّادِقُ جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ عليه السلام ؟ فَقالَ : إنَّ زُرارَةَ كانَ يَعرِفُ أمرَ أبي عليه السلام ونَصَّ أبيهِ عَلَيهِ ، وإنَّما بَعَثَ ابنَهُ لِيَتَعَرَّفَ مِن

1.راجع : ص ۲۰۷ ح ۴۰۶۳ و رجال الكشّي : ج ۱ ص ۳۷۱ ـ ۳۷۳ ح ۲۱ ـ ۲۶ و كمال الدين : ص ۷۵ .

2.معجم رجال الحديث : ج ۸ ص ۲۳۷ ـ ۲۳۹ .

3.رجال الكشّي : ص ۳۷۲ ح ۲۵۴ و ۲۵۵ وقد مرّت الاُولى منهما في ص ۲۰۷ ح ۴۰۶۳ .

4.لصيانة الإمام السابع (الكاظم عليه السلام ) عن الأخطار الاحتماليّة فقد اتّبع الإمام الصادق عليه السلام اُسلوب التغطية وذلك بأن ذكر خمسة أشخاص بعنوان أنّهم أوصياؤه ، أحدهم المنصور الدوانيقي ، وبذلك اُفشل خطّة المنصور لقتل الإمام السابع عليه السلام (الكافي : ج۱ ص ۳۱۰ ح ۱۳ و ۱۴ ، المناقب لابن شهرآشوب : ج ۳ ص ۴۳۴) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 154298
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي