231
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4

وَ مَايُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ» 1 .
فَصَبَرَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَتّى نالوهُ بِالعَظائِمِ ورَمَوهُ بِها ، فَضاقَ صَدرُهُ فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل : «وَ لَقَدْنَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَ كُن مِّنَ السَّاجِدِينَ» 2 ، ثُمَّ كَذَّبوهُ ورَمَوهُ ، فَحَزِنَ لِذلِكَ ، فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل : «قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِى يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِايَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِّن قَبْلِكَ فَصَبَرُواْ عَلَى مَا كُذِّبُواْ وَأُوذُواْ حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا» . 3
فَأَلزَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله نَفسَهُ الصَّبرَ ، فَتَعَدَّوا فَذَكَرُوا اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى وكَذَّبوهُ ، فَقالَ : قَد صَبَرتُ في نَفسي وأهلي وعِرضي ولا صَبرَ لي عَلى ذِكرِ إلهي ، فَأَنزَلَ اللّهُ عز و جل «وَ لَقَدْخَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَ مَا بَيْنَهُمَا فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ وَ مَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلَى مَايَقُولُونَ» 4 ، فَصَبَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله في جَميعِ أحوالِهِ ، ثُمَّ بُشِّرَ في عِترَتِهِ بِالأَئِمَّةِ ووُصِفوا بِالصَّبرِ ، فَقالَ جَلَّ ثَناؤُهُ : «وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ وَ كَانُواْ بِايَاتِنَايُوقِنُونَ» 5 ، فَعِندَ ذلِكَ قالَ صلى الله عليه و آله : «الصَّبرُ مِنَ الإيمانِ كَالرَّأسِ مِنَ الجَسَدِ». 6

۴۱۱۹.الإمام الصادق عليه السلامـ في خُطبَةٍ لَهُ يَذكُرُ فيها حالَ الأَئِمَّةِ عليهم السلام وصِفاتِهِم ـ :إنَّ اللّهَ عز و جلأوضَحَ بِأَئِمَّةِ الهُدى مِن أهلِ بَيتِ نَبِيِّنا عَن دينِهِ ، وأَبلَجَ ۷ بِهِم عَن سَبيلِ مِنهاجِهِ ، وفَتَحَ بِهِم عَن باطِنِ يَنابيعِ عِلمِهِ ، فَمَن عَرَفَ مِن اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله واجِبَ حَقِّ إمامِهِ ،

1.فصّلت : ۳۴ و ۳۵ .

2.الحِجر : ۹۷ و ۹۸ .

3.الأنعام : ۳۳ و ۳۴ .

4.ق : ۳۸ و ۳۹ .

5.السجدة : ۲۴ .

6.الكافي : ج ۲ ص ۸۸ ح ۳ ، تفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۹۶ نحوه ، مشكاة الأنوار : ص ۵۷ ح ۶۲ و فيه صدره إلى «ورموه بها» ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۲۰۲ح ۶۶ .

7.بَلَجَ : أسفَرَ وأنارَ ، وأبلجَ كذلك (المصباح المنير : ص ۶۰ «بلج») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
230

ويَكونُ عِندَهُ سِلاحُ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وسَيفُهُ ذُو الفَقارِ ، ويَكونُ عِندَهُ صَحيفَةٌ يَكونُ فيها أسماءُ شيعَتِهِ إلى يَومِ القِيامَةِ ، وصَحيفَةٌ فيها أسماءُ أعدائِهِ إلى يَومِ القِيامَةِ ، وتَكونُ عِندَهُ الجامِعَة، وهِيَ صَحيفَةٌ طولُها سَبعونَ ذِراعاً ، فيها جَميعُ ما يَحتاجُ إلَيهِ وُلدُ آدَمَ ، ويَكونُ عِندَهُ الجَفرُ الأَكبَرُ وَالأَصغَرُ : إهابُ ۱ ماعِزٍ وإهابُ كَبشٍ ، فيهِما جَميعُ العُلومِ حَتّى أرشُ ۲ الخَدشِ ، وحَتّى الجَلدَةُ ونِصفُ الجَلدَةِ وثُلُثُ الجَلدَةِ ، ويَكونُ عِندَهُ مُصحَفُ فاطِمَةَ عليهاالسلام. ۳

۴۱۱۷.الإمام الصادق عليه السلام :عَشرُ خِصالٍ مِن صِفاتِ الإِمامِ : العِصمَةُ ، وَالنُّصوصُ ، وأن يَكونَ أعلَمَ النّاسِ ، وأتقاهُم للّهِِ ، وأعلَمَهُم بِكِتابِ اللّهِ ، وأن يَكونَ صاحِبَ الوَصِيَّةِ الظَّاهِرَةِ ، ويَكونَ لَهُ المُعجِزُ وَالدَّليلُ ، وتَنامُ عَينُهُ ولا يَنامُ قَلبُهُ ، ولا يَكونُ لَهُ فَيءٌ ، ويَرى مِن خَلفِهِ كَما يَرى مِن بَينِ يَدَيهِ. ۴

4118.الكافي عن حفص بن غياث :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : يا حَفصُ ، إنَّ مَن صَبَرَ صَبَرَ قَليلاً ، وإنَّ مَن جَزَعَ جَزَعَ قَليلاً . ثُمَّ قالَ : عَلَيكَ بِالصَّبرِ في جَميعِ اُمورِكَ ، فَإِنَّ اللّهَ عز و جل بَعَثَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله فَأَمَرَهُ بِالصَّبرِ وَالرِّفقِ ، فَقالَ : «وَ اصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً * وَ ذَرْنِى وَ الْمُكَذِّبِينَ أُوْلِى النَّعْمَةِ» 5 ، وقالَ تَبارَكَ وتَعالى : «ادْفَعْ بِالَّتِى هِىَ أَحْسَنُ» السَّيِّئَةَ «فَإِذَا الَّذِى بَيْنَكَ وَ بَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِىٌّ حَمِيمٌ * وَ مَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُواْ

1.الإهابُ : الجِلْدُ قبل أن يدبغ ، وبعضهم يقول : الإهاب : الجلد (المصباح المنير : ص ۲۸ «أهب») .

2.أرش الجراحة : دِيَتُها (المصباح المنير : ص ۱۲ «أرش») .

3.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۴۱۸ ح ۵۹۱۴ ، الخصال : ص ۵۲۷ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۱۰۲ ح ۴ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۱۳ ح ۱ ، الاحتجاج : ج ۲ ص ۴۴۸ ح ۳۱۱ كلّها عن الحسن بن عليّ بن فضّال ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۱۶ ح ۱ .

4.الخصال : ص ۴۲۸ ح ۵ عن سليمان بن مهران ، بحار الأنوار : ج ۲۵ ص ۱۴۰ ح ۱۲ .

5.المزّمّل : ۱۰ و ۱۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 153323
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي