237
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4

الصَّغيرِ ، وَمَفزَعُ العِبادِ فِي الدَّاهِيَةِ ۱ النَّآدِ ۲ .
الإِمامُ أمينُ اللّهِ في خَلقِهِ ، وحُجَّتُهُ عَلى عِبادِهِ ، وخَليفَتُهُ في بِلادِهِ ، وَالدّاعي إلَى اللّهِ ، وَالذّابُّ عَن حُرَمِ اللّهِ .
الإِمامُ المُطَهَّرُ مِنَ الذُّنوبِ ، وَالمُبَرَّأُ عَنِ العُيوبِ ، المَخصوصُ بِالعِلمِ ، المَوسومُ بِالحِلمِ ، نِظامُ الدّينِ ، وعِزُّ المُسلِمينَ ، وغَيظُ المُنافِقينَ ، وبَوارُ الكافِرينَ .
الإِمامُ واحِدُ دَهرِهِ ، لا يُدانيهِ أحَدٌ ، ولا يُعادِلُهُ عالِمٌ ، ولا يُوجَدُ مِنهُ بَدَلٌ ، ولا لَهُ مَثَلٌ ولا نَظيرٌ ، مَخصوصٌ بِالفَضلِ كُلِّهِ مِن غَيرِ طَلَبٍ مِنهُ لَهُ ولَا اكتِسابٍ ، بَلِ اختِصاصٌ مِنَ المُفضِلِ الوَهّابِ .
فَمَن ذَا الَّذي يَبلُغُ مَعرِفَةَ الإِمامِ ، أو يُمكِنُهُ اختِيارُهُ ! هَيهاتَ هَيهاتَ ، ضَلَّتِ العُقولُ ، وتاهَت الحُلومُ ۳ ، وحارَتِ الأَلبابُ ۴ ، وخَسَأَتِ ۵ العُيونُ ، وتَصاغَرَتِ العُظَماءُ ، وتَحَيَّرَتِ الحُكَماءُ ، وتَقاصَرَتِ الحُلَماءُ ، وحَصِرَتِ الخُطَباءُ ، وجَهِلَتِ الأَلِبّاءُ ، وكَلَّتِ الشُّعَراءُ ، وعَجَزَتِ الاُدَباءُ ، وعَيِيَتِ البُلَغاءُ ، عَن وَصفِ شَأنٍ مِن شَأنِهِ ، أو فَضيلَةٍ مِن فَضائِلِهِ ، وأَقَرَّت بِالعَجزِ وَالتَّقصيرِ .
وكَيفَ يُوصَفُ بِكُلِّهِ ، أو يُنعَتُ بِكُنهِهِ ، أو يُفهَمُ شَيءٌ مِن أمرِهِ ، أو يُوجَدُ مَن يَقومُ

1.الداهية : النائبة والنازلة ، والجمع : الدواهي (المصباح المنير : ص ۲۰۲ «دهى») .

2.النّآدُ : الداهية ، وداهية نآد : نُعِتَ به الداهية (لسان العرب : ج ۳ ص ۴۱۳ «نأد») .

3.الحِلْمُ : الأناة والعقلُ . . . وليس الحِلمُ في الحقيقة العقل ، لكن فسّروه بذلك لكونه من مسبّبات العقل (تاج العروس : ج ۱۶ ص ۱۶۷ «حلم») .

4.من المجاز : لُبُّ الرجل : ما جُعل في قلبه من العقل ؛ سمّي به لأنّه خلاصة الإنسان ، أو أنّه لا يُسَمّى ذلك إلّا خلُص من الهوى وشوائب الأوهام ، فعلى هذا هو أخصّ من العقل (تاج العروس : ج ۲ ص ۳۹۳ «لبب») .

5.خَسَأَ بَصَرُهُ : إذا كَلَّ وأعيا (لسان العرب : ج ۱ ص ۶۵ «خسأ») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
236

إنَّ الإِمامَةَ خِلافَةُ اللّهِ وخِلافَةُ الرَّسولِ صلى الله عليه و آله ، ومَقامُ أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، وميراثُ الحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهماالسلام ، إنَّ الإِمامَةَ زِمامُ الدّينِ ، ونِظامُ المُسلِمينَ ، وصَلاحُ الدُّنيا وعِزُّ المُؤمِنينَ ، إنَّ الإِمامَةَ اُسُّ الإِسلامِ النّامي ، وفَرعُهُ السّامي ، بِالإِمامِ تَمامُ الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَالصِّيامِ وَالحَجِّ وَالجِهادِ ، وتَوفيرِ الفَيءِ وَالصَّدَقاتِ ، وإمضاءِ الحُدودِ وَالأَحكامِ ، ومَنعِ الثُّغورِ وَالأَطرافِ .
الإِمامُ يُحِلُّ حَلالَ اللّهِ ، ويُحَرِّمُ حَرامَ اللّهِ ، ويُقيمُ حُدودَ اللّهِ ، ويَذُبُّ عَن دينِ اللّهِ ، ويَدعو إلى سَبيلِ رَبِّهِ بِالحِكمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ وَالحُجَّةِ البالِغَةِ .
الإِمامُ كَالشَّمسِ الطَّالِعَةِ المُجَلِّلَةِ بِنورِها لِلعالَمِ ، وهِيَ فِي الاُفُقِ بِحَيثُ لا تَنالُهَا الأَيدي وَالأَبصارُ .
الإِمامُ البَدرُ المُنيرُ ، وَالسِّراجُ الزّاهِرُ ، وَالنّورُ السّاطِعُ ، وَالنَّجمُ الهادي في غَياهِبِ ۱ الدُّجى ۲ ، وأجوازِ البُلدانِ وَالقِفارِ ، ولُجَجِ البِحارِ .
الإِمامُ الماءُ العَذبُ عَلَى الظِّماءِ ، وَالدالُّ عَلَى الهُدى ، وَالمُنجي مِنَ الرَّدى .
الإِمامُ النّارُ عَلَى اليَفاعِ ۳ ، الحارُّ لِمَنِ اصطَلَى بِهِ ، وَالدّليلُ فِي المَهالِكِ ، مَن فارَقَهُ فَهالِكٌ .
الإِمامُ السَّحابُ الماطِرُ ، وَالغَيثُ الهاطِلُ ۴ ، وَالشَّمسُ المُضيئَةُ ، وَالسَّماءُ الظَّليلَةُ ، وَالأَرضُ البَسيطَةُ ، وَالعَينُ الغَزيرَةُ ، وَ الغَديرُ وَالرَّوضَةُ .
الإِمامُ الأَنيسُ الرَّفيقُ ، وَ الوالِدُ الشَّفيقُ ، وَالأَخُ الشَّقيقُ ، وَالاُمُّ البَرَّةُ بِالوَلَدِ

1.الغَيْهَبُ : الظُّلمة (الصحاح : ج ۱ ص ۱۹۶ «غهب») .

2.دجا اللّيل : إذا تمّت ظُلمته (النهاية : ج ۲ ص ۱۰۲ «دجا») .

3.اليفاعُ : ما ارتفع من الأرض (الصحاح : ج ۳ ص ۱۳۱۰ «يفع») .

4.الهَطْلُ : تتابع المطر وانسيابه (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۵۰ «هطل»).

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 153260
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي