479
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4

قالَ : نَعَم ، فَاستَغفِروا لَهُ ، فَإِنَّهُ يُبعَثُ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ. ۱

۴۶۹۰.كمال الدين عن محمّد بن إسحاق بن يسار المدني :كانَ زَيدُ بنُ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ أجمَعَ عَلَى الخُروجِ مِن مَكَّةَ يَضرِبُ فِي الأَرضِ ويَطلُبُ الحَنيفِيَّةَ ـ دينَ إبراهيمَ عليه السلام ـ وكانَتِ امرَأَتُهُ صَفِيَّةُ بِنتُ الحَضرَمِيِّ كُلَّما أبصَرَتهُ قَد نَهَضَ إلَى الخُروجِ وأَرادَهُ ، آذَنَت بِهِ الخَطّابَ بنَ نُفَيلٍ .
فَخَرَجَ زَيدٌ إلَى الشّامِ يَلتَمِسُ ويطلُبُ في أهلِ الكِتابِ الأَوَّلِ دينَ إبراهيمَ عليه السلام ويَسأَلُ عَنهُ ، فَلَم يَزَل في ذلِكَ فيما يَزعُمونَ حَتّى أتَى المَوصِلَ وَالجَزيرَةَ كُلَّها ، ثُمَّ أقبَلَ حَتّى أتَى الشّامَ فَجالَ فيها حَتّى أتى راهِبا بِمَيفَعَةٍ ۲ مِن أرضِ البَلقاءِ ۳ ، كانَ يَنتَهي إلَيهِ عِلمُ النَّصرانِيَّةِ فيما يَزعُمونَ ، فَسَأَلَهُ عَنِ الحَنيفِيَّةِ دينِ إبراهيمَ عليه السلام ، فَقالَ لَهُ الرّاهِبُ : إنَّكَ لَتَسأَلُ عَن دينٍ ما أنتَ بِواجِدٍ لَهُ الآنَ مَن يَحمِلُكَ عَلَيهِ اليَومَ ، لَقَد دَرَسَ ۴ عِلمُهُ وذَهَبَ مَن كانَ يَعرِفُهُ ، ولكِنَّهُ قَد أظَلَّكَ خُروجُ نَبِيٍّ يُبعَثُ بِأَرضِكَ الَّتي خَرَجتَ مِنها بِدينِ إبراهيمَ الحَنيفِيَّةِ ، فَعَلَيكَ بِبِلادِكَ فَإِنَّهُ مَبعوثٌ الآنَ ، هذا زَمانُهُ .
ولَقَد كانَ سَئِمَ اليَهودِيَّةَ وَالنَّصرانِيَّةَ ، فَلَم يَرضَ شَيئا مِنهُما . فَخَرَجَ مُسرِعا ـ حينَ قالَ لَهُ الرَّاهِبُ ما قالَ ـ يُريدُ مَكَّةَ ، حَتّى إذا كانَ بِأَرضِ لَخمٍ ۵
عَدَوا عَلَيهِ فَقَتَلوهُ ،

1.كمال الدين : ص ۲۰۰ ح ۴۲ و ح ۴۳ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۵ ص ۲۰۵ ح ۲۲ ؛ مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۴۰۱ ح ۱۶۴۸ ، المعجم الكبير : ج ۱ص ۱۵۲ ح ۳۵۰ كلاهما عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل نحوه ، المستدرك على الصحيحين : ج ۳ ص ۴۹۷ ح ۵۸۵۶ ، تاريخ دمشق : ج ۱۹ ص ۵۱۱ ح۴۵۶۸ .

2.المَيفَعُ : المكان المُشرف . واليفاع : هو التلّ المشرف (لسان العرب : ج ۸ ص ۴۱۴ «يفع») .

3.البَلْقاءُ : كورة من أعمال دمشق بين الشام ووادي القُرى ، قصبتها عمّان وفيها قرى كثيرة ومزارع واسعة(معجم البلدان : ج ۱ ص ۴۸۹) .

4.دَرَسَ : عَفا وخَفِيَت آثارُه (المصباح المنير : ص ۱۹۲ «درس»).

5.لخم : أو المناذرة ، من قبائل العرب ، أسّسوا الدولة اللخميّة في الحيرة ـ العراق ـ (المنجد في الأعلام : ص۶۱۲ «لخم») .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
478

إنَّ فِي السَّماءِ لَخَبَراً ، وإنَّ فِي الأَرضِ لَعِبَرا ! ما لي أرَى النَّاسَ يَذهَبونَ ولا يَرجِعونَ ؟! أرَضوا بِالمُقامِ هُناكَ فَأَقاموا ، أم تُرِكوا فَناموا؟ يُقسِمُ بِاللّهِ قُسُّ بنُ ساعِدَةَ قَسَما بَرّا لا إثمَ فيهِ ، ما للّهِِ عَلَى الأَرضِ دينٌ أحَبُّ إلَيهِ مِن دينٍ قَد أضَلَّكُم زَمانُهُ ، وأدرَكَكُم أوانُهُ ، طوبى لِمَن أدرَكَ صاحِبَهُ فَتابَعَهُ ، ووَيلٌ لِمَن أدرَكَهُ فَفارَقَهُ . ثُمَّ أنشَأَ يَقولُ :

فِي الذّاهِبينَ الأَوَّليــنَ مِنَ القُرونِ لَنا بَصائِر
لَمّا رَأَيتُ مَوارِداًلِلمَوتِ لَيسَ لَها مَصادِر
ورَأَيتُ قَومي نَحوَهاتَمضِي الأَصاغِرُ وَالأَكابِر
لا يَرجِعُ الماضي إلَيكَ ولا مِنَ الماضينَ غابِر
أيقَنتُ أنّي لا مَحالَةَ حَيثُ صارَ القَومُ صائِر
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يَرحَمُ اللّهُ قُسَّ بنَ ساعِدَةَ ، إنّي لَأَرجو أن يَأتِيَ يَومَ القِيامَةِ اُمَّةً وَحدَهُ. ۱

14 / 4

زَيدُ بنُ عَمرِو بنِ نُفَيلٍ ۲

۴۶۸۹.كمال الدين عن محمّد بن عبد الرحمن بن عبد اللّه [بن]۳الحصين التميمي :كمال الدين عن محمّد بن عبد الرحمن بن عبد اللّه [بن] ۴ الحصين التميمي : إنَّ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ وسَعيدَ بنَ زَيدٍ قالا : يا رَسولَ اللّهِ ، أنَستَغفِرُ لِزَيدٍ ؟

1.الأمالي للمفيد : ص ۳۴۱ ح ۷ ، بحار الأنوار : ج ۱۵ ص ۲۲۸ ح ۵۱ ؛ مروج الذهب : ج ۱ ص ۶۹ نحوه .

2.زيد بن عمرو بن نفيل ، وهو ابن عمّ عمر بن الخطّاب ، وكان زيد يرغب عن عبادة الأصنام وعابها ، فأولع بهِ عمُّه الخطّاب سفهاء مكّة وسلّطهم عليه فآذوه ، فسكن كهفا بحراء ، وكان يدخل مكّة سِرّا ، وسار إلى الشام يبحث عن الدّين (مروج الذهب : ج ۱ ص ۷۰) .

3.ما بين المعقوفين أثبتناه من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج4
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 136654
الصفحه من 531
طباعه  ارسل الي