139
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5

۵۰۹۷.تاريخ الطبري عن جُندَب :لَمّا بَلَغَ عَلِيّا مُصابُ بَني ناجِيَةَ وقَتلُ صاحِبِهِم ، قالَ : هَوَت اُمُّهُ ! ما كانَ أنقَصَ عَقلَهُ ، وأَجرَأَهُ عَلى رَبِّهِ ! فإِنَّ جائِيا جاءَني مَرّةً فَقالَ لي : في أصحابِكَ رِجالٌ قَد خَشيتُ أن يُفارِقوكَ ، فَما تَرى فيهِم ؟
فَقُلتُ لَهُ : إنّي لا آخُذُ عَلَى التُّهَمَةِ ، ولا اُعاقِبُ عَلَى الظَّنِّ ، ولا اُقاتِلُ إلّا مَن خالَفَني وناصَبَني وأظهَرَ لِيَ العَداوَةَ ، ولَستُ مُقاتِلَهُ حَتّى أدعُوَهُ وأعذِرَ إلَيهِ ، فَإِن تابَ ورَجَعَ إلَينا قَبِلنا مِنهُ ، وهُوَ أخونا ، وإن أبى إلَا الاِعتِزامَ عَلى حَربِنَا استَعَنّا عَلَيهِ اللّه َ ، وناجَزناهُ ، فَكَفَّ عَنّي ما شاءَ اللّه ُ .
ثُمَّ جاءَنيمَرَّةً اُخرى فَقالَ لي: قَد خَشيتُ أن يُفسِدَ عَلَيكَ عَبدُ اللّه ِ بنُ وَهبٍ الراسِبِيُّ وزَيدُ بنُ حُصَينٍ ، إنّي سَمِعتُهُما يَذكُرانِكَ بِأَشياءَ لَو سَمِعتَها لَم تُفارِقهُما عَلَيها حَتّى تَقتُلَهُما أو تُوبِقَهُما ، فَلا تُفارِقهُما مِن حَبسِكَ أبَدا .
فَقُلتُ : إنّي مُستَشيرُكَ فيهِما ، فَماذا تَأمُرُني بِهِ ؟
قالَ : فَإِنّي آمُرُكَ أن تَدعُوَ بِهِما ، فَتَضرِبَ رِقابَهُما ، فَعَلِمتُ أنَّهُ لا وَرِعٌ ولا عاقِلٌ ، فَقُلتُ : وَاللّه ِ ما أظُنُّكَ وَرِعا ، ولا عاقِلاً نافِعا ، وَاللّه ِ لَقَد كانَ يَنبَغي لَكَ لَو أرَدتُ قَتلَهُم أن تَقولَ : اِتَّقِ اللّه َ ، لِمَ تَستَحِلُّ قَتلَهُم ولَم يَقتُلوا أحَدا ، ولَم يُنابِذوكَ ، ولَم يَخرُجوا مِن طاعَتِكَ ؟ ! ۱

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۱۳۱ ، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۳ ص ۱۴۸ عن حبيب ؛ الغارات : ج ۱ ص ۳۷۱ وفيهما «توثقهما» بدل «توبقهما» وكلاهما نحوه .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
138

۵۰۹۴.عنه عليه السلام :أنكَأُ الأَشياءِ لِعَدُوِّكَ ألّا تُعلِمَهُ أنَّكَ اتَّخَذتَهُ عَدُوّا . ۱

۵۰۹۵.عنه عليه السلامـ في الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ ـ :أقتَلُ الأَشياءِ لِعَدُوِّكَ ألّا تُعَرِّفَهُ أنَّكَ اتَّخَذتَهُ عَدُوّا . ۲

3 / 8

عَدَمُ العُقوبَةِ عَلَى الظِّنَّةِ والتُّهَمَةِ

۵۰۹۶.الجمل :دَخَلَ [ابنُ عَبّاسٍ] عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَابتَدَأَهُ عليه السلام وقالَ : يَابنَ عَبّاسٍ ، أعِندَكَ خَبَرٌ ؟
فَقالَ : قَد رَأَيتُ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ .
فَقالَ لَهُ : إنَّهُمَا استَأذَناني فِي العُمرَةِ ، فَأَذِنتُ لَهُما بَعدَ أنِ استَوثَقتُ مِنهُما بِالأَيمانِ ألّا يَغدِرا ولا يَنكُثا ولا يُحدِثا فَسادا . وَاللّه ِ يَابنَ عَبّاسٍ ما قَصَدا إلَا الفِتنَةَ ، فَكَأَنّي بِهِما وقَد صارا إلى مَكَّةَ لِيَستَعينا عَلى حَربي ، فَإِنَّ يَعلَى بنَ مُنيَةَ الخائِنَ الفاجِرَ قَد حَمَلَ أموالَ العِراقِ وفارِسَ لِيُنفِقَ ذلِكَ ، وسَيُفسِدُ هذانِ الرَّجُلانِ عَلَيَّ أمري ، ويَسفِكانِ دِماءَ شيعَتي وأنصاري .
فَقالَ عَبدُ اللّه ِ بنُ عَبّاسٍ : إذا كانَ عِندَكَ الأَمرُ كَذلِكَ فَلِمَ أذِنتَ لَهُما ؟ وهَلّا حَبَستَهُما وأوثَقتَهُما بِالحَديدِ ، وكَفَيتَ المُسلِمينَ شَرَّهُما ؟
فَقالَ لَهُ عليه السلام : يَابنَ عَبّاسٍ ، أ تَأمُرُني أن أبدَأَ بِالظُّلمِ وبِالسَّيِّئَةِ قَبلَ الحَسَنَةِ ، واُعاقِبَ عَلَى الظِّنَّةِ والتُّهَمَةِ وآخُذَ بِالفِعلِ قَبلَ كَونِهِ ؟ كَلّا ! وَاللّه ِ لا عَدَلتُ عَمّا أخَذَ اللّه ُ عَلَيَّ مِنَ الحُكمِ بِالعَدلِ ، ولَا القَولِ بِالفَصلِ . يَابنَ عَبّاسٍ ، إنَّنيأذِنتُ لَهُما وأعرِفُ ما يَكونُ مِنهُما ، لكِنَّنِي استَظهَرتُ بِاللّه ِ عَلَيهِما ، وَاللّه ِ لَأَقتُلَنَّهُما ولَيَخيبَنَّ ظَنُّهُما ، ولا يَلقَيانِ مِنَ الأَمرِ مُناهُما ، فَإِنَّ اللّه َ يَأخُذُهُما بِظُلمِهِما لي ، ونَكثِهِما بَيعَتي ، وبَغيِهِما عَلَيَّ . ۳

1.نثر الدرّ : ج ۱ ص ۲۹۳ .

2.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۲۰ ص ۲۸۳ ح ۲۴۴ .

3.الجمل : ص ۱۶۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 177403
الصفحه من 606
طباعه  ارسل الي