أ ـ شريعة خاتم الأنبياء
إنّ المراد من الإيمان عندما يُذكر إلى جانب الأديان الأُخرى ، هو الشريعة الّتي جاء بها محمّد صلى الله عليه و آله من جانب اللّه ـ تعالى ـ لهداية المجتمع البشري ، نظير الآية التالية : «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالصَّابِئونَ وَالنَّصَارَى مَنْ ءَامَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْاخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ»۱ .
ب ـ الاعتقاد المقترن بالإقرار بالحقائق الدينية والعمل بها
إنّ المراد من الإيمان في الآيات التي مُدح فيها أهل الإيمان ، هو الاعتقاد القلبي المقترن بإقرار اللسان وعمل الجوارح ، مثل قوله تعالى : «وَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ بِاللَّهِ وَ رُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَ الشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَ نُورُهُمْ»۲ .
ج ـ الاعتقاد المقترن بالإقرار بالحقائق الدينية
لقد استخدمت هذه الكلمة في العقائد الدينية المقترنة بالاعتراف بها ، وذلك في الآيات الّتي طرح فيها «الإيمان» إلى جانب العمل الصالح ، مثل : «إِنَّ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَـئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ»۳ .
د ـ الإقرار اللساني بالحقائق الدينية
استُعمل الإيمان بمعنى الإقرار اللساني فقط ، في الآيات الّتي أطلقت فيها كلمة المؤمن على الّذين لا يلتزمون به من الناحية العملية ، أو طلب منهم الإيمان بها ، مثل : «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ فَانفِرُواْ ثُبَاتٍ أَوِ انفِرُواْ جَمِيعًا * وَإِنَّ مِنكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَىَّ إِذْ لَمْ أَكُن مَّعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَـئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِّنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَن لَّمْ تَكُن بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَالَيْتَنِى كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا»۴ .
روي عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير هذه الآيات :
لَو أنَّ هذِهِ الكَلِمَةَ قالَها أهلُ المَشرِقِ وَالمَغرِبِ لَكانوا بِها خارِجينَ مِنَ الإِيمانِ وَلكِن سَمّاهُمُ اللّه ُ مُؤمِنينَ بِإقرارِهِم . ۵
وكقوله تعالى : «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا ءَامِنُوا بِاللّه ِ وَرَسُولِهِ» . ۶
الإيمان الأوّل في هذه الآية بمعنى الإقرار باللسان ، والإيمان الثاني بمعنى التصديق القلبي ، كما استُخدم الإيمان في بعضٍ من الأحاديث بمعنى الإقرار باللسان فقط ، مثل ما نُقل عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه خاطب جماعةً من المسلمين قائلاً :
يا مَعشَرَ مَن آمَنَ بِلِسانِهِ ولَم يَخلُصِ الإيمانُ في قلبِهِ ، لا تَتَّبِعوا عَوراتِ المُؤمِنينَ . ۷