153
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5

و ـ التصديق العملي

كان المسلمون يصلّون أربعة عشر عاما بعد البعثة باتّجاه بيت المقدس ، ثلاثة عشر عاما منها تقريبا ۱ كان في مكّة والباقي في المدينة، وبعد هذه المدّة أصبحت الكعبة قبلة المسلمين بأمر اللّه تعالى ، وفي تلك الفترة كان السؤال المطروح هو : ما حكم الصلاة الّتي أدّوها باتّجاه بيت المقدس حتّى ذلك التاريخ ؟ وهل كانت مجزية ، أم باطلة ؟
يصرّح القرآن الكريم إجابةً على هذا السؤال أثناء طرح الآيات المتعلّقة بتغيير القبلة : «وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ» . ۲
وهنا ، قد استُعمل الإيمان بمعنى العمل بمقتضى العقيدة ، أي الصلاة ، وقد اعتُبر العمل جزء من الإيمان في رواياتٍ كثيرة أيضا . ۳

ز ـ تصديق الادّعاء

من المصاديق الأُخرى للإيمان في القرآن الكريم تصديق الادّعاء ، فعندما ألقى إخوة يوسف أخاهم في البئر وجاؤوا أباهم يبكون قالوا : «إِنَّا ذَهَبْنَا نَسْتَبِقُ وَ تَرَكْنَا يُوسُفَ عِندَ مَتَاعِنَا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَ مَآ أَنتَ بِمُؤْمِنٍ لَّنَا وَ لَوْ كُنَّا صَادِقِينَ» . ۴
فاستُخدم «الإيمان» في هذه الآية بمعنى «التصديق» ، أي : إنّك لا تصدّقنا ولو كنّا صادقين .

1.وقع الاختلاف بين المفسّرين في المدّة التي كان المسلمون يصلّون فيها في المدينة باتّجاه بيت المقدّس، وهم قائلون بين سبعة أشهر إلى سبعة عشر شهرا .

2.البقرة : ۱۴۳ .

3.راجع : ص ۱۷۰ ـ ۱۸۰ .

4.يوسف : ۱۷ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
152

ه ـ التصديق القلبي

استُعمل الإيمان في القرآن أحيانا بمعنى التقوية والتأييد والتصديق القلبي بالحقائق الدينية ، مثل : «أُوْلَـئِكَ كَتَبَ فِى قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَ أَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ»۱ .
فكتابة الإيمان في القلب ، ما هي إلّا تقويته بروحٍ وقوّةٍ من جانبه .

1.المجادلة : ۲۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 179179
الصفحه من 606
طباعه  ارسل الي