159
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5

موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
158

رابعا : الفرق بين الإيمان والإسلام

لمصطلح الإسلام نوعان من الاستخدام في الكتاب والسنّة : فقد استُعمل أحيانا في الإسلام الحقيقيّ ، مثل : «إِنِّى أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ»۱ . أو ما روي عن الإمام عليّ عليه السلام في تعريف الإسلام :
الإِسلامُ هُوَ التَّسليمُ ، وَالتَّسليمُ هُوَ اليَقينُ ، وَاليَقينُ هُوَ التَّصديقُ ، وَالتَّصديقُ هُوَ الإِقرارُ ، وَالإِقرارُ هُوَ الأَداءُ ، وَالأَداءُ هُوَ العَمَلُ . ۲
وهذا يعني أنّ شدّة ارتباط الألفاظ السبعة الّتي ذُكرت ، تبلغ حدّا بحيث يمكن تفسير كلّ منها وتبيينه بالآخر .
والإسلام بهذا المعنى لا يختلف عن الإيمان ، ولكنّ للإسلام استخداما آخر في الكتاب والسنّة وهو الإسلام الظاهري ، مثل هذه الآية : «قَالَتِ الْأَعْرَابُ ءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَ لَـكِن قُولُواْ أَسْلَمْنَا وَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ وَ إِن تُطِيعُواْ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْـئا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ»۳ .
فالإسلام في هذه الآية يختلف عن الإيمان ، فهو عبارة عن الإقرار الظاهري دون الاعتقاد القلبي ، والإيمان هو الاعتقاد القلبي مع جميع لوازمه .
ويمكن تقسيم الروايات الّتي فسّرت هذه الآية أو استلهمت منها في بيان الاختلاف بين الإسلام والإيمان إلى سبع مجموعات :
المجموعة الاُولى : الأحاديث الدالّة على أنّ الإيمان شريك الإسلام ولكنّ الإسلام ليس شريكا للإيمان ، وتستنتج أنّ كلّ مؤمن مسلم وليس كلّ مسلم مؤمنا بالضرورة . ۴
المجموعة الثانية : الأحاديث الدالّة على أنّ الإيمان هو الاعتقاد القلبي الّذي تصدّقه الأعمال الصالحة ، والإسلام هو ما يجري على اللسان ويهيّئ الأرضية لتنفيذ أحكامه الظاهرية مثل صحّة الزواج . ۵
المجموعة الثالثة : الأحاديث الّتي تصرّح بأنّ الإيمان هو الإقرار المقترن بالعمل ، والإسلام هو الإقرار بدون عمل . ۶
المجموعة الرابعة : الأحاديث الدالّة على أنّ الإسلام هو الإقرار والقيام بضروريات الدين مثل الصّلاة والصوم والحجّ .
والإيمان يقتضي مضافا إلى ذلك ترك المعاصي وخاصّة الكبائر . ۷
المجموعة الخامسة : ما دلّ على أنّ الإيمان هو الإقرار والعمل والنيّة ، والإسلام هو الإقرار والعمل دون النيّة . ۸ والمراد من العمل بدون النيّة ، العمل بظواهر الإسلام دون الاعتقاد القلبي بها ؛ لأنّ النيّة تصدر من الاعتقاد القلبي .
المجموعة السادسة : الأحاديث الدالّة على أنّ الإسلام ظاهر والإيمان في القلب . ۹
المجموعة السابعة : الأحاديث الّتي ذكرت الاختلاف بين الإسلام والإيمان في آثاره ، أي تنفيذ الأحكام والقوانين في الدنيا ، والأجر في الآخرة . ۱۰
يتّضح من خلال التأمل في هذه الأحاديث أنّ اختلافها ظاهري ، وهي جميعا تشير إلى حقيقة واحدة .

1.الأنعام : ۱۴ .

2.نهج البلاغة : الحكمة ۱۲۵ ، معاني الأخبار : ص ۱۸۵ ح ۱ ، تفسير القمّي : ج ۱ ص ۱۰۰ ، بحارالأنوار : ج ۶۸ ص ۳۰۹ ح ۱ .

3.الحجرات : ۱۴ .

4.راجع : ص ۱۷۹ (الإيمان يشارك الإسلام ولا عكس) .

5.راجع : ص ۱۸۰ (الإيمان ما وقرته القلوب والإسلام ما جرى به اللسان) .

6.راجع : ص ۱۸۳ (الإيمان إقرار وعمل والإسلام إقرار بلا عمل) .

7.راجع : ص ۱۸۳ (اشتراط اجتناب الكبائر والصغائر في الإيمان) .

8.راجع : ص ۱۸۵ (الإيمان إقرار وعمل ونيّة والإسلام إقرار وعمل) .

9.راجع : ص ۱۸۵ (الإسلام علانية والإيمان في القلب) .

10.راجع : ص ۱۸۶ (الأحكام على الإسلام والثواب على الإيمان) .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 179363
الصفحه من 606
طباعه  ارسل الي