خامسا : الاختلاف بين الإيمان واليقين
اليقين لغةً : هو الاطلاع العميق والعلمي الّذي يقترن بِطمأنينة القلب وسكونه إلى المعلوم . ويُطلق في الأحاديث على الحالة الّتي في قمّة مراتب الإيمان ، فبعد اجتياز مرحلة التقوى نقطة تتجلّى فيها له حقائق الوجود ، فهذه المرحلة من الإيمان هي اليقين . على هذا الأساس ، فإنّ الشخص الّذي يصل إلى مرحلة اليقين العُليا ، يشاهد الحقائق غير المحسوسة في العالم بعين قلبه .
ويتبيّن من هذا الإيضاح المراد ممّا روي عن الإمام المجتبى عليه السلام في بيان الاختلاف بين الإيمان واليقين ، هذا هو نصّ الرواية :
لِأَنَّ الإِيمانَ ما سَمِعناهُ بِآذانِنا وَصَدَّقناهُ بِقُلوبِنا ، وَاليَقينَ ما أبصَرناهُ بِأَعيُنِنا وَاستَدلَلنا بِهِ عَلى ما غابَ عَنّا . ۱
بتعبير آخر : الإيمان يدخل القلب عن طريق الدليل والبرهان ، واليقين عن طريق الشهود والعرفان .