ثامنا : مبادئ الإيمان
تمتدّ جذور الإيمان في فطرة الإنسان من وجهة نظر الكتاب والسنّة ، وإنّ العقل والعلم والوحي تُسهم في ازدهار فطرة الإيمان في الظاهر والباطن . بالإضافة إلى ذلك ، فإنّ الأشخاص الّذين يتبعون حجّة العقل والوحي ، تشملهم الهداية الإلهيّة الخاصّة ، ويبلغون مراتب الإيمان العالية بتوفيق اللّه ـ تعالى ـ . سوف نلاحظ الآيات والروايات الدالّة على هذه الملاحظات في الفصل الرابع .
تاسعا : ثبات الإيمان وتزلزله
عن الملاحظة اللّافتة للانتباه والّتي حَظيت بالاهتمام في أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، تقسيم الإيمان إلى ثابت وغير ثابت .
فالإيمان الثابت ، هو الإيمان الّذي يرافق الإنسان دائما ويُسمّى الإيمان «المستقرّ» ، والإيمان غير الثابت ، هو الإيمان الّذي ينفصل عن الإنسان بعد فترة ، لذلك يُسمّى «المستودع» ۱ ، بمعنى أنّ جوهر الإيمان أودع لديه لفترة كأمانة ، ولكنّه فقده لأنّه لم يستطع المحافظة عليه كما ينبغي .
ومن خلال التأمّل في هذه الملاحظة ينكشف لنا سرّ سياسي تاريخي مهمّ ، وهو كيف أنّ الأشخاص المؤمنين المضحّين أعرضوا عن الإسلام الحقيقي بعد فترة ، بل إنّهم وقفوا في وجهه وفي وجه المدافعين الحقيقيّين عن الإسلام؟!
إنّ من عوامل ثبات الإيمان ـ من منظار أحاديث أهل البيت عليهم السلام ـ : الورع والانسجام بين الأقوال والأفعال والثبات والصمود في السير على طريق الحق والعمل الصالح ومساعدة البؤساء والاستمداد من اللّه ـ تعالى ـ .
كما أنّ من آفات الإيمان وعوامل تزلزله : الشرك والبدعة والغلوّ والعناد وترك التمسّك بولاية أهل البيت عليهم السلام وإفشاء أسرارهم عليهم السلام والكذب عليهم عليهم السلام وتحليل المحرّمات الإلهيّة والهلع وعدم الحياء والحسد وإيذاء أهل الإيمان وتتّبع هفواتهم وإيذاء الجارّ وأنواع الذنوب الأُخرى بشكلٍ عام .