181
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5

۵۱۶۹.الكافي عن حمران بن أعين عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال :سَمِعتُهُ يَقولُ : الإِيمانُ مَا استَقَرَّ فِي القَلبِ وأفضى بِهِ إلَى اللّه ِ عز و جل وصَدَّقَهُ العَمَلُ بِالطّاعَةِ للّه ِِ وَالتَّسليمِ لِأَمرِهِ ، وَالإِسلامُ ما ظَهَرَ مِن قَولٍ أو فِعلٍ وهُوَ الَّذي عَلَيهِ جَماعَةُ النّاسِ مِنَ الفِرَقِ كُلِّها ، وبِهِ حُقِنَتِ الدِّماءُ ، وعَلَيهِ جَرَتِ المَواريثُ وجازَ النِّكاحُ ، وَاجتَمَعوا عَلَى الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَالصَّومِ وَالحَجِّ فَخَرَجوا بِذلِكَ مِنَ الكُفرِ واُضيفوا إلَى الإِيمانِ ، وَالإِسلامُ لا يَشرَكُ الإِيمانَ وَالإِيمانُ يَشرَكُ الإِسلامَ ، وهُما فِي القَولِ وَالفِعلِ يَجتَمِعانِ ، كَما صارَتِ الكَعبَةُ فِي المَسجِدِ وَالمَسجِدُ لَيسَ فِي الكَعبَةِ ، وكَذلِكَ الإِيمانُ يَشرَكُ الإِسلامَ وَالإِسلامُ لا يَشرَكُ الإِيمانَ ، وقَد قالَ اللّه ُ عز و جل : «قَالَتِ الْأَعْرَابُ ءَامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُواْ وَ لَـكِن قُولُواْ أَسْلَمْنَاوَ لَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِى قُلُوبِكُمْ»۱ فَقَولُ اللّه ِ عز و جلأصدَقُ القَولِ .
قُلتُ : فَهَل لِلمُؤمِنِ فَضلٌ عَلَى المُسلِمِ في شَيءٍ مِنَ الفَضائِلِ وَالأَحكامِ وَالحُدودِ وغَيرِ ذلِكَ ؟
فَقالَ : لا ، هُما يَجرِيانِ في ذلِكَ مَجرى واحِدٍ ، ولكِن لِلمُؤمِنِ فَضلٌ عَلَى المُسلِمِ في أعمالِهِما وما يَتَقَرَّبانِ بِهِ إلَى اللّه ِ عز و جل .
قُلتُ : ألَيسَ اللّه ُ عز و جل يَقولُ : «مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا»۲ ، وزَعَمتَ أنَّهُم مُجتَمِعونَ عَلَى الصَّلاةِ وَالزَّكاةِ وَالصَّومِ وَالحَجِّ مَعَ المُؤمِنِ ؟
قالَ : ألَيسَ قَد قالَ اللّه ُ عز و جل : «يُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً»۳ ، فَالمُؤمِنونَ هُمُ الَّذينَ يُضاعِفُ اللّه ُ عز و جل لَهُم حَسَناتِهِم لِكُلِّ حَسَنَةٍ سَبعونَ ضِعفا ، فَهذا فَضلُ المُؤمِنِ ، ويَزيدُهُ اللّه ُ في حَسَناتِهِ عَلى قَدرِ صِحَّةِ إيمانِهِ أضعافا كَثيرَةً ، ويَفعَلُ اللّه ُ بِالمُؤمِنينَ ما يَشاءُ مِنَ الخَيرِ .
قُلتُ : أرَأَيتَ مَن دَخَلَ فِي الإِسلامِ ألَيسَ هُوَ داخِلاً فِي الإِيمانِ ؟
فَقالَ : لا ، ولكِنَّهُ قَد اُضيفَ إلَى الإِيمانِ وخَرَجَ مِنَ الكُفرِ ، وسَأَضرِبُ لَكَ مَثَلاً تَعقِلُ بِهِ فَضلَ الإِيمانِ عَلَى الإِسلامِ ، أرَأَيتَ لَو بَصُرتَ رَجُلاً فِي المَسجِدِ أكُنتَ تَشهَدُ أنَّكَ رَأَيتَهُ فِي الكَعبَةِ ؟ قُلتُ : لا يَجوزُ لي ذلِكَ . قالَ : فَلَو بَصُرتَ رَجُلاً فِي الكَعبَةِ أكُنتَ شاهِدا أنَّهُ قَد دَخَلَ المَسجِدَ الحَرامَ ؟ قُلتُ : نَعَم ! قالَ : وكَيفَ ذلِكَ ؟ قُلتُ : إنَّهُ لا يَصِلُ إلى دُخولِ الكَعبَةِ حَتّى يَدخُلَ المَسجِدَ . فَقالَ : قَد أصَبتَ وأحسَنتَ . ثُمَّ قالَ : كَذلِكَ الإِيمانُ وَالإِسلامُ . ۴

1.الحجرات : ۱۴ .

2.الأنعام : ۱۶۰ .

3.البقرة : ۲۴۵ .

4.الكافي : ج ۲ ص ۲۶ ح ۵ ، بحارالأنوار : ج ۶۸ ص ۲۵۱ ح ۱۲ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
180

۵۱۶۵.الكافي عن أبي الصباح الكناني :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : أيُّهُما أفضَلُ : الإِيمانُ أوِ الإِسلامُ ؟ فَإِنَّ مَن قِبَلَنا يَقولونَ : إنَّ الإِسلامَ أفضَلُ مِنَ الإِيمانِ ، فَقالَ : الإِيمانُ أرفَعُ مِنَ الإِسلامِ . قُلتُ ؟ فَأَوجِدني ذلِكَ ، قالَ : ما تَقولُ فيمَن أحدَثَ فِي المَسجِدِ الحَرامِ مُتَعَمِّدا ؟ قالَ : قُلتُ : يُضرَبُ ضَربا شَديدا ، قالَ : أصَبتَ ، قالَ : فَما تَقولُ فيمَن أحدَثَ فِي الكَعبَةِ مُتَعَمِّدا ؟ قُلتُ : يُقتَلُ ، قالَ : أصَبتَ ، ألا تَرى أنَّ الكَعبَةَ أفضَلُ مِنَ المَسجِدِ وأنَّ الكَعبَةَ تَشرَكُ المَسجِدَ وَالمَسجِدَ لا يَشرَكُ الكَعبَةَ ، وكَذلِكَ الإِيمانُ يَشرَكُ الإِسلامَ وَالإِسلامُ لا يَشرَكُ الإِيمانَ . ۱

۵۱۶۶.الإمام عليّ عليه السلام :يَحتاجُ الإِسلامُ إلَى الإِيمانِ . ۲

۵۱۶۷.عنه عليه السلام :قَد يَكونُ الرَّجُلُ مُسلِما ولا يَكونُ مُؤمِنا ، ولا يَكونُ مُؤمِنا حَتّى يَكونَ مُسلِما . ۳

ب ـ الإِيمانُ ما وَقَرَتهُ القُلوبُ وَالإِسلامُ ما جَرى بِهِ اللِّسانُ

۵۱۶۸.مروج الذهب عن أبي دعامة :أتَيتُ عَلِيَّ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيِّ بنِ موسى عائِدا في عِلَّتِهِ الَّتي كانَت وَفاتُهُ مِنها في هذِهِ السَّنَةِ ، فَلَمّا هَمَمتُ بِالاِنصِرافِ قالَ لي : يا أبا دِعامَةَ قَد وَجَبَ حَقُّكَ ، أفَلا اُحَدِّثُكَ بِحَديثٍ تُسَرُّ بِهِ ؟ قالَ : فَقُلتُ لَهُ : ما أحوَجَني إلى ذلِكَ يَا ابنَ رَسولِ اللّه ِ ، قالَ : حَدَّثَني أبي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ ، قالَ : حَدَّثَني أبي عَلِيُّ بنُ موسى ، قالَ : حَدَّثَني أبي موسَى بنُ جَعفَرٍ ، قالَ : حَدَّثَني أبي جَعفَرُ بنُ مُحَمَّدٍ ، قالَ : حَدَّثَني أبي مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ ، قالَ : حَدَّثَني أبي عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ ، قالَ : حَدَّثَني أبِي الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ، قالَ : حَدَّثَني أبي عَلِيُّ بنُ أبي طالِبٍ عليهم السلام ، قالَ : قالَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : اُكتُب يا عَلِيُّ . قالَ : قُلتُ : وما أكتُبُ ؟ قالَ لي : اُكتُب بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، الإِيمانُ ما وَقَرَتهُ القُلوبُ وصَدَّقَتهُ الأَعمالُ ، وَالإِسلامُ ما جَرى بِهِ اللِّسانُ وحَلَّت بِهِ المُناكَحَةُ .
قالَ أبو دِعامَةَ : فَقُلتُ : يَا ابنَ رَسولِ اللّه ِ ، ما أدري وَاللّه ِ أيُّهُما أحسَنُ ، الحَديثُ أمِ الإِسنادُ ؟ فَقالَ : إنَّها لَصَحيفَةٌ بِخَطِّ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ بِإِملاءِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله نَتَوارَثُها صاغِرا عَن كابِرٍ . ۴

1.الكافي : ج ۲ ص ۲۶ ح ۴ ، المحاسن : ج ۱ ص ۴۴۴ ح ۱۰۲۹ ، بحارالأنوار : ج ۶۸ ص ۲۵۰ ح ۱۱ .

2.غرر الحكم : ج ۶ ص ۴۷۵ ح ۱۱۰۱۸ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۵۴۹ ح ۱۰۱۳۸ .

3.خصائص الأئمّة : ص ۱۰۰ ، نزهة الناظر : ص ۸۴ ح ۱۶۳ ، بحارالأنوار : ج ۵ ص ۳۲ .

4.مروج الذهب : ج ۴ ص ۱۷۱ ؛ بحارالأنوار : ج ۵۰ ص ۲۰۸ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 177360
الصفحه من 606
طباعه  ارسل الي