189
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5

ب ـ صِفَةُ الإِسلامِ

وأمّا مَعنى صِفَةِ الإِسلامِ ، فَهُوَ الإِقرارُ بِجَميعِ الطّاعَةِ الظّاهِرِ الحُكمِ وَالأَداءِ لَهُ ، فَإِذا أقَرَّ المُقِرُّ بِجَميعِ الطّاعَةِ فِي الظّاهِرِ مِن غَيرِ العَقدِ عَلَيهِ بِالقُلوبِ ، فَقَدِ استَحَقَّ اسمَ الإِسلامِ ومَعناهُ ، وَاستَوجَبَ الوِلايَةَ الظّاهِرَةَ وإجازَةَ شَهادَتِهِ وَالمَواريثَ ، وصارَ لَهُ ما لِلمُسلِمينَ وعَلَيهِ ما عَلَى المُسلِمينَ فَهذِهِ صِفَةُ الإِسلامِ ، وفَرقُ ما بَينَ المُسلِمِ وَالمُؤمِنِ ، أنَّ المُسلِمَ إنَّما يَكونُ مُؤمِنا أن يَكونَ مُطيعا فِي الباطِنِ مَعَ ما هُوَ عَلَيهِ فِي الظّاهِرِ ، فَإِذا فَعَلَ ذلِكَ بِالظّاهِرِ كانَ مُسلِماً ، وإذا فَعَلَ ذلِكَ بِالظّاهِرِ وَالباطِنِ بِخُضوعٍ وتَقَرُّبٍ بِعِلمٍ كانَ مُؤمِنا ، فَقَد يَكونُ العَبدُ مُسلِما ولا يَكونُ مُؤمِنا إلّا وهُوَ مُسلِمٌ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
188

أ ـ صِفَةُ الإِيمانِ

قالَ عليه السلام : مَعنى صِفَةِ الإِيمانِ ، الإِقرارُ وَالخُضوعُ للّه ِِ بِذُلِّ الإِقرارِ وَالتَّقَرُّبُ إلَيهِ بِهِ ، وَالأَداءُ لَهُ بِعِلمِ كُلِّ مَفروضٍ مِن صَغيرٍ أو كَبيرٍ ، مِن حَدِّ التَّوحيدِ فَما دونَهُ إلى آخِرِ بابٍ مِن أبوابِ الطّاعَةِ أوَّلاً فَأَوَّلاً ، مَقرونٌ ذلِكَ كُلُّهُ بَعضُهُ إلى بَعضٍ مَوصولٌ بَعضُهُ بِبَعضٍ .
فَإِذا أدَّى العَبدُ ما فُرِضَ عَلَيهِ مِمّا وَصَلَ إلَيهِ عَلى صِفَةِ ما وَصَفناهُ ، فَهُوَ مُؤمِنٌ مُستَحِقٌّ لِصِفَةِ الإِيمانِ ، مُستَوجِبٌ لِلثَّوابِ ، وذلِكَ أنَّ مَعنى جُملَةِ الإِيمانِ الإِقرارُ ، ومَعنَى الإِقرارِ التَّصديقُ بِالطّاعَةِ ، فَلِذلِكَ ثَبَتَ أنَّ الطّاعَةَ كُلَّها صَغيرَها وكَبيرَها مَقرونَةٌ بَعضُها إلى بَعضٍ ، فَلا يَخرُجُ المُؤمِنُ مِن صِفَةِ الإِيمانِ إلّا بِتَركِ مَا استَحَقَّ أن يَكونَ بِهِ مُؤمِنا ، وإنَّمَا استَوجَبَ وَاستَحَقَّ اسمَ الإِيمانِ ومَعناهُ بِأَداءِ كِبارِ الفَرائِضِ مَوصولَةً ، وتَركِ كِبارِ المَعاصي وَاجتِنابِها .
وإن تَرَكَ صِغارَ الطّاعَةِ وَارتَكَبَ صِغارَ المَعاصي ، فَلَيسَ بِخارِجٍ مِنَ الإِيمانِ ولا تارِكٍ لَهُ ، ما لَم يَترُك شَيئا مِن كِبارِ الطّاعَةِ ولَم يَرتَكِب شَيئاً مِن كِبارِ المَعاصي ، فَما لَم يَفعَل ذلِكَ فَهُوَ مُؤمِنٌ لِقَولِ اللّه ِ : «إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا»۱ يَعنِي المَغفِرَةَ ما دونَ الكَبائِرِ ، فَإِن هُوَ ارتَكَبَ كَبيرَةً مِن كَبائِرِ المَعاصي ، كانَ مَأخوذا بِجَميعِ المَعاصي صِغارِها وكِبارِها ، مُعاقَبا عَلَيها مُعَذَّبا بِها ، فَهذِهِ صِفَةُ الإِيمانِ وصِفَةُ المُؤمِنِ المُستَوجِبِ لِلثَّوابِ .

1.النساء : ۳۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 177307
الصفحه من 606
طباعه  ارسل الي