273
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5

موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
272

«وَ إِذَا مَـا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ» . ۱

«هُوَ الَّذِى أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِى قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُواْ إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَ لِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ كَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا» . ۲

«وَ مَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَا مَلَائِكَةً وَ مَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلَا فِتْنَةً لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ وَ يَزْدَادَ الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِيمَانًا» . ۳

«يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ * الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَوْاْ أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ» . ۴

«وَ لَمَّا رَءَا الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُواْ هَـذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ مَا زَادَهُمْ إِلَا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا» . ۵

الحديث

۵۴۱۳.الكافي عن أبي عمرو الزبيري عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال :قُلتُ لَهُ أيُّهَا العالِمُ ، أخبِرني أيُّ الأَعمالِ أفضَلُ عِندَ اللّه ِ؟
قالَ : ما لا يَقبَلُ اللّه ُ شَيئاً إلّا بِهِ . قُلتُ: وما هُوَ؟
قالَ : الإِيمانُ بِاللّه ِ الَّذي لا إلهَ إلّا هُوَ أعلَى الأَعمالِ دَرَجَةً وأشرَفُها مَنزِلَةً وأسناها حَظّاً .
قالَ : قُلتُ : ألا تُخبِرُني عَنِ الإِيمانِ ، أقَولٌ هُوَ وعَمَلٌ ، أم قَولٌ بِلا عَمَلٍ؟
فَقالَ : الإِيمانُ عَمَلٌ كُلُّهُ، وَالقَولُ بَعضُ ذلِكَ العَمَلِ ، بِفَرضٍ مِنَ اللّه ِ بَيَّنَ في كِتابِهِ ، واضِحٍ نورُهُ ، ثابِتَةٍ حُجَّتُهُ ، يَشهَدُ لَهُ بِهِ الكِتابُ ويَدعوهُ إلَيهِ .
قالَ : قُلتُ : صِفهُ لي جُعِلتُ فِداكَ حَتّى أفهَمَهُ .
قالَ : الإِيمانُ حالاتٌ ودَرَجاتٌ وطَبَقاتٌ ومَنازِلُ. فَمِنهُ التّامُّ المُنتَهى تَمامُهُ ، ومِنهُ النّاقِصُ البَيِّنُ نُقصانُهُ ، ومِنهُ الرّاجِحُ الزّائِدُ رُجحانُهُ .
قُلتُ : إنَّ الإِيمانَ لَيَتِمُّ ويَنقُصُ ويَزيدُ؟
قالَ : نَعَم. قُلتُ: كَيفَ ذلِكَ؟
قالَ: لِأَنَّ اللّه َ تَبارَكَ وتَعالى فَرَضَ الإِيمانَ عَلى جَوارِحِ ابنِ آدَمَ وقَسَّمَهُ عَلَيها وفَرَّقَهُ فيها فَلَيسَ مِن جَوارِحِهِ جارِحَةٌ إلّا وقَد وُكِّلَت مِنَ الإِيمانِ بِغَيرِ ما وُكِّلَت بِهِ اُختُها ، فَمِنها قَلبُهُ الَّذي بِهِ يَعقِلُ ويَفقَهُ ويَفهَمُ وهُوَ أميرُ بَدَنِهِ الَّذي لا تَرِدُ الجَوارِحُ ولا تَصدُرُ إلّا عَن رَأيِهِ وأمرِهِ ، ومِنها عَيناهُ اللَّتانِ يُبصِرُ بِهِما ، واُذُناهُ اللَّتانِ يَسمَعُ بِهِما، ويَداهُ اللَّتانِ يَبطِشُ بِهِما ، ورِجلاهُ اللَّتانِ يَمشي بِهِما وفَرجُهُ الَّذِي الباهُ مِن قِبَلِهِ، ولِسانُهُ الَّذي يَنطِقُ بِهِ ، ورَأسُهُ الَّذي فيهِ وَجهُهُ ، فَلَيسَ مِن هذِهِ جارِحَةٌ إلّا وقَد وُكِّلَت مِنَ الإِيمانِ بِغَيرِ ما وُكِّلَت بِهِ اُختُها بِفَرضٍ مِنَ اللّه ِ تَبارَكَ اسمُهُ ، يَنطِقُ بِهِ الكِتابُ لَها ويَشهَدُ بِهِ عَلَيها .
فَفَرَضَ عَلَى القَلبِ غَيرَ ما فَرَضَ عَلَى السَّمعِ، وفَرَضَ عَلَى السَّمعِ غَيرَ ما فَرَضَ عَلَى العَينَينِ ، وفَرَضَ عَلَى العَينَينِ غَيرَ ما فَرَضَ عَلَى اللِّسانِ ، وفَرَضَ عَلَى اللِّسانِ غَيرَ ما فَرَضَ عَلَى اليَدَينِ ، وفَرَضَ عَلَى اليَدَينِ غَيرَ ما فَرَضَ عَلَى الرِّجلَينِ، وفَرَضَ عَلَى الرِّجلَينِ غَيرَ ما فَرَضَ عَلَى الفَرجِ ، وفَرَضَ عَلَى الفَرجِ غَيرَ ما فَرَضَ عَلَى الوَجهِ .
فَأَمّا ما فَرَضَ عَلَى القَلبِ مِنَ الإِيمانِ ، فَالإِقرارُ وَالمَعرِفَةُ وَالعَقدُ وَالرِّضا وَالتَّسليمُ بِأَن لا إلهَ إلَا اللّه ُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ ، إلهاً واحِداً لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَداً ، وأنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ صَلَواتُ اللّه ِ عَلَيهِ وآلِهِ، وَالإِقرارُ بِما جاءَ مِن عِندِ اللّه ِ مِن نَبِيٍّ أو كِتابٍ ، فَذلِكَ ما فَرَضَ اللّه ُ عَلَى القَلبِ مِنَ الإِقرارِ وَالمَعرِفَةِ وهُوَ عَمَلُهُ ، وهُوَ قَولُ اللّه ِ عز و جل : « إِلَا مَنْ أُكْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَـئِنُّ بِالْإِيمَانِ وَ لَـكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا »۶ ، وقالَ : « أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَـئِنُّ الْقُلُوبُ »۷ ، وقالَ ۸ : « الَّذِينَ قَالُواْ ءَامَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ »۹ وقالَ : « إِن تُبْدُواْ مَا فِى أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَ يُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ »۱۰ ، فَذلِكَ ما فَرَضَ اللّه ُ عز و جل عَلَى القَلبِ مِنَ الإِقرارِ وَالمَعرِفَةِ وهُوَ عَمَلُهُ وهُوَ رَأسُ الإِيمانِ .
وفَرَضَ اللّه ُ عَلَى اللِّسانِ القَولَ وَالتَّعبيرَ عَنِ القَلبِ بِما عَقَدَ عَلَيهِ وأقَرَّ بِهِ ، قالَ اللّه ُ تَبارَكَ وتَعالى : « وَ قُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْنًا »۱۱ وقالَ : « وَ قُولُواْ ءَامَنَّا بِالَّذِى أُنزِلَ إِلَيْنَا وَ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَ إِلَـهُنَا وَ إِلَـهُكُمْ وَاحِدٌ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ »۱۲ فَهذا ما فَرَضَ اللّه ُ عَلَى اللِّسانِ وهُوَ عَمَلُهُ .
وفَرَضَ عَلَى السَّمعِ أن يَتَنَزَّهَ عَنِ الاِستِماعِ إلى ما حَرَّمَ اللّه ُ وأن يُعرِضَ عَمّا لا يَحِلُّ لَهُ مِمّا نَهَى اللّه ُ عز و جل عَنهُ ، وَالإِصغاءِ إلى ما أسخَطَ اللّه َ عز و جل فَقالَ في ذلِكَ : « وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِى الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ ءَايَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِى حَدِيثٍ غَيْرِهِ»۱۳ ثُمَّ استَثنَى اللّه ُ عز و جل مَوضِعَ النِّسيانِ فَقالَ : « وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ »۱۴ وقالَ : « فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَ أُوْلَـئِكَ هُمْ أُوْلُواْ الْأَلْبَابِ »۱۵ وقالَ عز و جل : « قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِى صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَ الَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَ الَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَوةِ فَاعِلُونَ »۱۶ وقالَ : « وَ إِذَا سَمِعُواْ اللَّغْوَ أَعْرَضُواْ عَنْهُ وَ قَالُواْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَ لَكُمْ أَعْمَالُكُمْ »۱۷ وقالَ : « وَ إِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِرَامًا »۱۸ فَهذا ما فَرَضَ اللّه ُ عَلَى السَّمعِ مِنَ الإِيمانِ ألّا يُصغِيَ إلى ما لا يَحِلُّ لَهُ وهُوَ عَمَلُهُ وهُوَ مِنَ الإِيمانِ .
وفَرَضَ عَلَى البَصَرِ أن لا يَنظُرَ إلى ما حَرَّمَ اللّه ُ عَلَيهِ وأن يُعرِضَ عَمّا نَهَى اللّه ُ عَنهُ مِمّا لا يَحِلُّ لَهُ وهُوَ عَمَلُهُ وهُوَ مِنَ الإِيمانِ ، فَقالَ تَبارَكَ وتَعالى : « قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَ يَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ »۱۹ فَنَهاهُم أن يَنظُروا إلى عَوراتِهِم وأن يَنظُرَ المَرءُ إلى فَرجِ أخيهِ ويَحفَظَ فَرجَهُ أن يُنظَرَ إلَيهِ وقالَ : « وَ قُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ »۲۰ مِن أن تَنظُرَ إحداهُنَّ إلى فَرجِ اُختِها وتَحفَظَ فَرجَها مِن أن يُنظَرَ إلَيها وقالَ : كُلُّ شَيءٍ فِي القُرآنِ مِن حِفظِ الفَرجِ فَهُوَ مِنَ الزِّنا إلّا هذِهِ الآيَةَ فَإِنَّها مِنَ النَّظَرِ . ثُمَّ نَظَمَ ما فَرَضَ عَلَى القَلبِ وَاللِّسانِ وَالسَّمعِ وَالبَصَرِ في آيَةٍ اُخرى فَقالَ : « وَ مَا كُنتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَن يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَ لَا أَبْصَارُكُمْ وَ لَا جُلُودُكُمْ »۲۱ يَعني بِالجُلودِ الفُروجَ وَالأَفخاذَ وقالَ : « وَ لَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْـ?ولًا »۲۲ فَهذا ما فَرَضَ اللّه ُ عَلَى العَينَينِ مِن غَضِّ البَصَرِ عَمّا حَرَّمَ اللّه ُ عز و جلوهُوَ عَمَلُهُما وهُوَ مِنَ الإِيمانِ .
وفَرَضَ اللّه ُ عَلَى اليَدَينِ أن لا يَبطِشَ بِهِما إلى ما حَرَّمَ اللّه ُ وأن يَبطِشَ بِهِما إلى ما أمَرَ اللّه ُ عز و جل وفَرَضَ عَلَيهِما مِنَ الصَّدَقَةِ وصِلَةِ الرَّحِمِ وَالجِهادِ في سَبيلِ اللّه ِ وَالطَّهورِ لِلصَّلاةِ فَقالَ : « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَوةِ فَاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ »۲۳ وقالَ : « فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَآ أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّواْ الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنَّا بَعْدُ وَ إِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا »۲۴ فَهذا ما فَرَضَ اللّه ُ عَلَى اليَدَينِ لِأَنَّ الضَّربَ مِن عِلاجِهِما .
وفَرَضَ عَلَى الرِّجلَينِ ألّا يَمشِيَ بِهِما إلى شَيءٍ مِن معاصِي اللّه ِ وفَرَضَ عَلَيهِمَا المَشيَ إلى ما يُرضِي اللّه َ عز و جل فَقالَ : « وَ لَا تَمْشِ فِى الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَ لَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا »۲۵ وقالَ : « وَ اقْصِدْ فِى مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ »۲۶ وقالَ فيما شَهِدَتِ الأَيدي وَالأَرجُلُ عَلى أنفُسِهِما وعَلى أربابِهِما من تَضييعِهِما لَما أمَرَ اللّه ُ عز و جل بِهِ وفَرَضَهُ عَلَيهِما : « الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْوَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُم بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ »۲۷ فَهذا أيضا مِمّا فَرَضَ اللّه ُ عَلَى اليَدَينِ وعَلَى الرِّجلَينِ وهُوَ عَمَلُهُما وهُوَ مِنَ الإِيمانِ.
وفَرَضَ عَلَى الوَجهِ السُّجودَ لَهُ بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ في مَواقيتِ الصَّلاةِ فَقالَ : « يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ ارْكَعُواْ وَ اسْجُدُواْ وَ اعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَ افْعَلُواْ الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ »۲۸ فَهذِهِ فَريضَةٌ جامِعَةٌ عَلَى الوَجهِ وَاليَدَينِ وَالرِّجلَينِ . وقالَ في مَوضِعٍ آخَرَ : « وَ أَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُواْ مَعَ اللَّهِ أَحَدًا »۲۹ وقالَ فيما فَرَضَ عَلَى الجَوارِحِ مِنَ الطَّهورِ وَالصَّلاةِ بِها وذلِكَ أنَّ اللّه َ عز و جل لَمّا صَرَفَ نَبِيَّهُ صلى الله عليه و آله إلَى الكَعبَةِ عَنِ البَيتِ المَقدِسِ فَأَنزَلَ اللّه ُ عز و جل : « وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ »۳۰ فَسَمَّى الصَّلاةَ إيماناً فَمَن لَقِيَ اللّه َ عز و جل حافِظا لِجَوارِحِهِ مُوفِيا كُلَّ جارِحَةٍ مِن جَوارِحِهِ ما فَرَضَ اللّه ُ عز و جلعَلَيها لَقِيَ اللّه َ مُستَكمِلاً لِاءِيمانِهِ وهُوَ مِن أهلِ الجَنَّةِ ومَن خانَ في شَيءٍ مِنها أو تَعَدّى ما أمَرَ اللّه ُ عز و جل فيها لَقِيَ اللّه َ ناقِصَ الإِيمانِ .
قُلتُ : قَد فَهِمتُ نُقصانَ الإِيمانِ وتَمامَهُ ، فَمِن أينَ جاءَت زِيادَتُهُ ؟
فَقالَ : قَولُ اللّه ِ عز و جل : «وَ إِذَا مَـا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ ءَامَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَ هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَ أَمَّا الَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ»۳۱ وقالَ : «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُم بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُواْ بِرَبِّهِمْ وَ زِدْنَاهُمْ هُدًى»۳۲ ولَو كانَ كُلُّهُ واحِدا لا زِيادَةَ فيهِ ولا نُقصانَ لَم يَكُن لِأَحَدٍ مِنهُم فَضلٌ عَلَى الآخَرِ ولَاستَوَتِ النِّعَمُ فيهِ ولَاستَوَى النّاسُ وبَطَلَ التَّفضيلُ ، ولكِن بِتَمامِ الإِيمانِ دَخَلَ المُؤمِنونَ الجَنَّةَ وبِالزِّيادَةِ فِي الإِيمانِ تَفاضَلَ المُؤمِنونَ بِالدَّرَجاتِ عِندَ اللّه ِ وبِالنُّقصانِ دَخَلَ المُفَرِّطونَ النّارَ. ۳۳

1.التوبة : ۱۲۴ .

2.الفتح : ۴ .

3.المدّثر : ۳۱ .

4.آل عمران : ۱۷۱ ـ ۱۷۳ .

5.الأحزاب : ۲۲ .

6.النحل : ۱۰۶.

7.الرعد : ۲۸.

8.وقع تصحيف من النسّاخ أو خطأ من الراوي في نقل هذه الآية الشريفة ، وصحّحناه طبقا للمصحف الشريف .

9.المائدة : ۴۱ .

10.البقرة : ۲۸۴.

11.البقرة : ۸۳ .

12.العنكبوت : ۴۶ .

13.النساء : ۱۴۰.

14.الأنعام : ۶۸.

15.الزمر : ۱۷ و ۱۸.

16.المؤمنون : ۱ـ۴.

17.القصص : ۵۵.

18.الفرقان : ۷۲.

19.النور : ۳۰.

20.النور : ۳۱.

21.فصّلت : ۲۲.

22.الإسراء : ۳۶.

23.المائدة : ۶.

24.محمّد: ۴.

25.الإسراء : ۳۷.

26.لقمان : ۱۹.

27.يس : ۶۵.

28.الحج : ۷۷.

29.الجنّ : ۱۸.

30.البقرة : ۱۴۳.

31.التوبة : ۱۲۴ و ۱۲۵ .

32.الكهف : ۱۳ .

33.الكافي : ج ۲ ص ۳۳ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۲۳ ح ۶ وراجع : تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۳۲۳ ح ۱۲ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 179459
الصفحه من 606
طباعه  ارسل الي