289
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5

موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
288

ج ـ اِستِعمالُ الرِّفقِ فِي الدَّعوَةِ

۵۴۶۴.الكافي عن عبد العزيز القراطيسي :قالَ لي أبو عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : يا عَبدَ العَزيزِ إنَّ الإِيمانَ عَشرُ دَرَجاتٍ بِمَنزِلَةِ السُّلَّمِ يُصعَدُ مِنهُ مِرقاةً ۱ بَعدَ مِرقاةٍ ، فَلا يَقولَنَّ صاحِبُ الاِثنَينِ لِصاحِبِ الواحِدِ لَستَ عَلى شَيءٍ حَتّى يَنتَهِيَ إلَى العاشِرِ ، فَلا تُسقِط مَن هُوَ دونَكَ فَيُسقِطَكَ مَن هُوَ فَوقَكَ ، وإذا رَأَيتَ مَن هُوَ أسفَلُ مِنكَ بِدَرَجَةٍ فَارفَعهُ إلَيكَ بِرِفقٍ ولا تَحمِلَنَّ عَلَيهِ ما لا يُطيقُ فَتَكسِرَهُ ، فَإِنَّ مَن كَسَرَ مُؤمِنا فَعَلَيهِ جَبرُهُ . ۲

۵۴۶۵.الخصال عن عمّار بن أبي الأحوص :قُلتُ لِأَبي عَبدِ اللّه ِ عليه السلام : إنَّ عِندَنا أقواما يَقولونَ بِأَميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ويُفَضِّلونَهُ عَلَى النّاسِ كُلِّهِم ، ولَيسَ يَصِفونَ ما نَصِفُ مِن فَضلِكُم ، أنَتَوَلّاهُم ؟ فَقالَ لي : نَعَم فِي الجُملَةِ ، ألَيسَ عِندَ اللّه ِ ما لَم يَكُن عِندَ رَسولِ اللّه ِ ، ولِرَسولِ اللّه ِ عِندَ اللّه ِ ما لَيسَ لَنا ، وعِندَنا ما لَيسَ عِندَكُم ، وعِندَكُم ما لَيسَ عِندَ غَيرِكُم ؟ إنَّ اللّه َ تَبارَكَ وتَعالى وَضَعَ الإِسلامَ عَلى سَبعَةِ أسهُمٍ : عَلَى الصَّبرِ وَالصِّدقِ وَاليَقينِ وَالرِّضا وَالوَفاءِ وَالعِلمِ وَالحِلمِ ، ثُمَّ قَسَّمَ ذلِكَ بَينَ النّاسِ ، فَمَن جَعَلَ فيهِ هذِهِ السَّبعَةَ الأَسهُمِ فَهُوَ كامِلُ الإِيمانِ مُحتَمِلٌ ، ثُمَّ قَسَّمَ لِبَعضِ النّاسِ السَّهمَ ولِبَعضٍ السَّهمَينِ ولِبَعضٍ الثَّلاثَةَ الأَسهُمِ ولِبَعضٍ الأَربَعَةَ الأَسهُمِ ولِبَعضٍ الخَمسَةَ الأَسهُمِ ولِبَعضٍ السِّتَّةَ الأَسهُمِ ولِبَعضٍ السَّبعَةَ الأَسهُمِ ، فَلا تَحمِلوا عَلى صاحِبِ السَّهمِ سَهمَينِ ، ولا عَلى صاحِبِ السَّهمَينِ ثَلاثَةَ أسهُمٍ ، ولا عَلى صاحِبِ الثَّلاثَةِ أربَعَةَ أسهُمٍ ، ولا عَلى صاحِبِ الأَربَعَةِ خَمسَةَ أسهُمٍ ، ولا عَلى صاحِبِ الخَمسَةِ سِتَّةَ أسهُمٍ ، ولا عَلى صاحِبِ السِّتَّةِ سَبعَةَ أسهُمٍ ، فَتُثقِلوهُم وتُنَفِّروهُم ، ولكِن تَرَفَّقوا بِهِم وسَهِّلوا لَهُمُ المَدخَلَ ، وسَأَضرِبُ لَكَ مَثَلاً تَعتَبِرُ بِهِ :
إنَّهُ كانَ رَجُلٌ مُسلِمٌ وكانَ لَهُ جارٌ كافِرٌ ، وكانَ الكافِرُ يُرافِقُ المُؤمِنَ ، فَأَحَبَّ المُؤمِنُ لِلكافِرِ الإِسلامَ ولَم يَزَل يُزَيِّنُ الإِسلامَ ويُحَبِّبُهُ إلَى الكافِرِ حَتّى أسلَمَ ، فَغَدا عَلَيهِ المُؤمِنُ فَاستَخرَجَهُ مِن مَنزِلِهِ فَذَهَبَ بِهِ إلَى المَسجِدِ لِيُصَلِّيَ مَعَهُ الفَجرَ في جَماعَةٍ ، فَلَمّا صَلّى قالَ لَهُ : لَو قَعَدنا نَذكُرُ اللّه َ عز و جلحَتّى تَطلُعَ الشَّمسُ ، فَقَعَدَ مَعَهُ فَقالَ لَهُ : لَو تَعَلَّمتَ القُرآنَ إلى أن تَزولَ الشَّمسُ وصُمتَ اليَومَ كانَ أفضَلَ ، فَقَعَدَ مَعَهُ وصامَ حَتّى صَلَّى الظُّهرَ وَالعَصرَ ، فَقالَ : لَو صَبَرتَ حَتّى تُصَلِّيَ المَغرِبَ وَالعِشاءَ الآخِرَةَ كانَ أفضَلَ ، فَقَعَدَ مَعَهُ حَتّى صَلَّى المَغرِبَ وَالعِشاءَ الآخِرَةَ ، ثُمَّ نَهَضا وقَد بَلَغَ مَجهودَهُ وحُمِلَ عَلَيهِ ما لا يُطيقُ ، فَلَمّا كانَ مِنَ الغَدِ غَدا عَلَيهِ وهُوَ يُريدُ بِهِ مِثلَ ما صَنَعَ بِالأَمسِ فَدَقَّ عَلَيهِ بابَهُ ثُمَّ قالَ لَهُ : اُخرُج حَتّى نَذهَبَ إلَى المَسجِدِ ، فَأَجابَهُ أنِ انصَرِف عَنّي فَإِنَّ هذا دينٌ شَديدٌ لا اُطيقُهُ .
فَلا تَخرَقوا بِهِم ، أما عَلِمتَ أنَّ إمارَةَ بَني اُمَيَّةَ كانَت بِالسَّيفِ وَالعَسفِ وَالجَورِ ، وأنَّ إمارَتَنا بِالرِّفقِ وَالتَّأَلُّفِ وَالوَقارِ وَالتَّقِيَّةِ وحُسنِ الخُلطَةِ وَالوَرَعِ وَالاِجتِهادِ ، فَرَغِّبُوا النّاسَ في دينِكُم وفيما أنتُم فيهِ . ۳

1.المرقاة : الدرجة (لسان العرب : ج ۱۴ ص ۳۳۲ «رقا») .

2.الكافي : ج ۲ ص ۴۵ ح ۲ ، الخصال : ص ۴۴۷ ح ۴۸ بزيادة «وكان المقداد في الثامنة وأبوذرّ في التاسعة وسلمان في العاشرة» في آخره و ح ۴۹ نحوه ،بحارالأنوار : ج ۲۲ ص ۳۵۱ ح ۷۵ .

3.الخصال : ص ۳۵۴ ح ۳۵ ، مشكاة الأنوار : ص ۱۶۴ ح ۴۲۸ ، بحارالأنوار : ج ۶۹ ص ۱۶۹ ح ۱۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 177401
الصفحه من 606
طباعه  ارسل الي