349
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5

۵۷۰۲.التمحيص :رُوِيَ أنّ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله قالَ : لا يَكمُلُ المُؤمِنُ إيمانُهُ حَتّى يَحتَوِيَ عَلى مِئَةٍ وثَلاثِ خِصالٍ : فِعلٍ وعَمَلٍ ونِيَّةٍ وباطِنٍ وظاهِرٍ .
فَقالَ أميرُ المُؤمِنينَ عَلِيٌّ عليه السلام : يا رَسولَ اللّه ِ ما يَكونُ المِئَةُ وثَلاثُ خِصالٍ ؟
فَقالَ : يا عَلِيُّ ، مِن صِفاتِ المُؤمِنِ أن يَكونَ جَوّالَ الفِكرِ ، جَهوَرِيَّ الذِّكرِ ۱ ، كَثيرا عِلمُهُ ، عَظيما حِلمُهُ ، جَميلَ المُنازِعَةِ ، كَريمَ المُراجَعَةِ ، أوسَعَ النّاسِ صَدرا ، وأذَلَّهُم نَفسا ، ضِحكُهُ تَبَسُّما ، وَاجتِماعُهُ تَعَلُّما ، مُذَكِّرَ الغافِلِ ، مُعَلِّمَ الجاهِلِ ، لا يُؤذي مَن يُؤذيهِ ، ولا يَخوضُ فيما لا يَعنيهِ ، ولا يَشمَتُ بِمُصيبَةٍ ، ولا يَذكُرُ أحَدا بِغيبَةٍ ، بَريئا مِنَ المُحَرَّماتِ ، واقِفا عِندَ الشُّبُهاتِ ، كَثيرَ العَطاءِ ، قَليلَ الأَذى ، عَونا لِلغَريبِ ، وأبا لِليَتيمِ ، بِشرُهُ في وَجهِهِ ، وخَوفُهُ (حُزنُهُ) في قَلبِهِ ، مُستَبشِرا بِفَقرِهِ ، أحلى مِنَ الشَّهدِ ۲ ، وأصلَدَ مِنَ الصَّلدِ ۳ ، لا يَكشِفُ سِرّا ، ولا يَهتِكَ سِترا ، لَطيفَ الجِهاتِ ، حُلوَ المُشاهَدِةِ ، كَثيرَ العِبادَةِ ، حَسَنَ الوَقارِ ، لَيِّنَ الجانِبِ ، طَويلَ الصَّمتِ ، حَليما إذا جُهِلَ عَلَيهِ ، صَبورا عَلى مَن أساءَ إلَيهِ ، يُجِلُّ الكَبيرَ ، ويَرحَمُ الصَّغيرَ ، أمينا عَلَى الأَماناتِ ، بَعيدا مِنَ الخِياناتِ ، إلفُهُ التُّقى ، وخُلُقُهُ ۴ الحَياءُ ، كَثيرَ الحَذَرِ ، قَليلَ الزَّلَلِ ، حَرَكاتُهُ أدَبٌ ، وكَلامُهُ عَجَبٌ ، مُقيلَ العَثرَةِ ، ولا يَتَّبِعُ العَورَةَ ، وَقورا ، صَبورا ، رَضِيّا ، شَكورا ، قَليلَ الكَلامِ ، صَدوقَ اللِّسانِ ، بَرّا مَصوناً ، حَليما ، رَفيقا ، عَفيفا ، شَريفا ، لا لَعّانٌ ، ولا نَمّامٌ ، ولا كذّابٌ ، ولا مُغتابٌ ، ولا سَبّابٌ ، ولا حَسودٌ ، ولا بَخيلٌ ، هَشّاشا بَشّاشا ، لا حَسّاسٌ ۵ ، ولا جَسّاسٌ. ۶
يَطلُبُ مِنَ الاُمورِ أعلاها ، ومِنَ الأَخلاقِ أسناها ، مَشمولاً لِحِفظِ اللّه ِ ، مُؤَيَّدا بِتَوفيقِ اللّه ِ ، ذا قُوَّةٍ في لينٍ ، وعَزَمَةٍ في يَقينٍ ، لا يَحيفُ عَلى مَن يُبغِضُ ، ولا يَأثَمُ فيمَن يُحِبُّ ، صَبورٌ فِي الشَّدائِدِ ، لا يَجورُ ولا يَعتَدي ، ولا يَأتي بِما يَشتَهي .
الفَقرُ شِعارُهُ ، وَالصَّبرُ دِثارُهُ ، قَليلَ المَؤونَةِ ، كَثيرَ المَعونَةِ ، كَثيرَ الصِّيامِ ، طَويلَ القِيامِ ، قَليلَ المَنامِ ، قَلبُهُ تَقِيٌّ ، وعَمَلُهُ زَكِيٌّ ، إذا قَدَرَ عَفا ، وإذا وَعَدَ وَفى ، يَصومُ رَغَبا ويُصَلّي رَهَبا ، ويُحسِنُ في عَمَلِهِ كَأَنَّهُ يُنظَرُ إلَيهِ ، غَضَّ الطَّرفِ ، سَخِيَّ الكَفِّ ، لا يَرُدُّ سائِلاً ولا يَبخَلُ بِنائِلٍ ، مُتَواصِلاً إلَى الإِخوانِ ، مُتَرادِفا لِلإِحسانِ ، يَزِنُ كَلامَهُ ، ويُخرِسُ لِسانَهُ ، لا يُغرِقُ في بُغضِهِ ، ولا يَهلِكُ في مَحَبَّتِهِ ، لا يَقبَلُ الباطِلَ مِن صَديقِهِ ، ولا يَرُدُّ الحَقَّ مِن عَدُوِّهِ ، لا يَتَعَلَّمُ إلّا لِيَعلَمَ ، ولا يَعلَمُ إلّا لِيَعمَلَ .
قَليلاً حِقدُهُ ، كَثيرا شُكرُهُ ، يَطلُبُ النَّهارَ مَعيشَتَهُ ، ويَبكِي اللَّيلَ عَلى خَطيئَتِهِ ، إن سَلَكَ مَعَ أهلِ الدُّنيا كانَ أكيَسَهُم ، وإن سَلَكَ مَعَ أهلِ الآخِرَةِ كانَ أورَعَهُم ، لا يَرضى في كَسبِهِ بِشُبهَةٍ ، ولا يَعمَلُ في دينِهِ بِرُخصَةٍ ، يَعطِفُ عَلى أخيهِ بِزَلَّتِهِ ، ويَرعى ما مَضى مِن قَديمِ صُحبَتِهِ . ۷

1.في المصدر : «جوهري الذكر» ، وما في المتن أثبتناه من بحار الأنوار . قال العلّامة المجلسي قدس سره : «جوّال الفكر» أي فكره في الحركة دائما. «جهوريّ الذكر» فيالقاموس : كلام جهوريّ : أي عال ، أي يعلن ذكر اللّه ، أو ذكره عال في الناس. وفي بعض النسخ : «جوهريّ» وكأنّه كناية عن خلوص ذكره ونفاسته ،والظاهر أنّه تصحيف(بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۳۱۳).

2.الشهد : العسل في شمعها وجمعه : شِهاد (المصباح المنير : ص ۳۲۴ «شهد») .

3.الصلد ـ ويكسر ـ : الصلب الأملس ، وصلدت الأرض : صلبت (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۳۰۸ «صلد») .

4.في بحار الأنوار : «حِلفُهُ» .

5.الحس : الحيلة ، والقتل ، والاستئصال وبالكسر :الصوت ، والحاسوس :الجاسوس ، وحسست به بالكسر : أيقنت ، وأحسست : ظننت و وجدت وأبصرت ، والتحسسُّ : الاستماع لحديث القوم ، وطلب خبرهم في الخير . (بحار الأنوار : ج۶۷ ص۳۱۲)

6.الجسُّ : تفحس الأخبار كالتجسسّ ، ومنه الجاسوس . «ولا تجسسّوا» : أي خذوا ما ظهر ودعوا ما ستر اللّه عز و جل، أولا تفحصوا عن بواطن الاُمور، أو لاتبحثوا عن العورات (القاموس المحيط: ج ۲ ص۲۰۴ «جسّ»).

7.التمحيص : ص ۷۴ ح ۱۷۱ ، بحارالأنوار : ج ۶۷ ص ۳۱۰ ح ۴۵ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
348

۵۷۰۰.حلية الأولياء عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه و آله أنه قال :يا مُعاذُ ، إنَّ المُؤمِنَ لَدَى الحَقِّ أسيرٌ ، يَعلَمُ أنَّ عَلَيهِ رَقيبا ، عَلى سَمعِهِ وبَصَرِهِ ولِسانِهِ ويَدِهِ ورِجلِهِ وبَطنِهِ وفَرجِهِ ، حَتَّى اللَّمحَةِ بِبَصَرِهِ وفَتاتِ الطّينِ بِإِصبَعِهِ وكُحلِ عَينَيهِ وجَميعِ سَعيِهِ ، إنَّ المُؤمِنَ لا يَأمَنُ قَلبُهُ ولا يَسكُنُ رَوعَتُهُ ولا يَأمَنُ اضطِرابُهُ ، يَتَوَقَّعُ المَوتَ صَباحا ومَساءً ، فَالتَّقوى رَقيبُهُ ، وَالقُرآنُ دَليلُهُ ، وَالخَوفُ حُجَّتُهُ ، وَالشَّرَفُ مَطِيَّتُهُ ، وَالحَذَرُ قَرينُهُ ، وَالوَجَلُ شِعارُهُ ، وَالصَّلاةُ كَهفُهُ ، وَالصِّيامُ جُنَّتُهُ ، وَالصَّدقَةُ فَكاكُهُ ، وَالصِّدقُ وَزيرُهُ ، وَالحَياءُ أميرُهُ ، ورَبُّهُ تَعالى مِن وَراءِ ذلِكَ كُلِّهِ بِالمِرصادِ .
يا مَعاذُ ، إنَّ المُؤمِنَ قَيَّدَهُ القُرآنُ عَن كَثيرٍ مَن هَوى نَفسِهِ وشَهَواتِهِ ، وحالَ بَينَهُ وبَينَ أن يَهلِكَ فيما يَهوى بِإِذنِ اللّه ِ .
يا مُعاذُ ، إنّي اُحِبُّ لَكَ ما اُحِبُّ لِنَفسي ، وأنهَيتُ إلَيكَ ما أنهى إلَيَّ جِبريلُ عليه السلام ، فَلا أعرِفَنَّكَ تُوافيني يَومَ القِيامَةِ وأحَدٌ أسعَدُ بِما آتاكَ اللّه ُ عز و جل مِنكَ . ۱

۵۷۰۱.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إنَّ مِن أخلاقِ المُؤمِنِ: قُوَّةً في دينٍ ، وحَزما في لينٍ ، وإيمانا في يَقينٍ ، وحِرصا في عِلمٍ ، وشَفَقَةً في مِقَةٍ ۲ ، وحِلما في عِلمٍ ، وقَصدا في غِنىً ، وتَجَمُّلاً في فاقَةٍ ، وتَحَرُّجا عَن طَمَعٍ ، وكَسبا في حَلالٍ ، وبِرّا في استِقامَةٍ ، ونَشاطا في هُدىً ، ونَهيا عَن شَهوَةٍ ، ورَحمَةً لِلمَجهودِ .
وإنَّ المُؤمِنَ مِن عِبادِ اللّه ِ لا يَحيفُ عَلى مَن يُبغِضُ ، ولا يَأثَمُ فيمَن يُحِبُّ ، ولا يُضَيِّعُ مَا استودِعَ ، ولا يَحسُدُ ، ولا يَطعَنُ ، ولا يَلعَنُ ، ويَعتَرِفُ بِالحَقِّ وإن لَم يُشهَد عَلَيهِ ، ولا يَتَنابَزُ بِالأَلقابِ ، فِي الصَّلاةِ مُتَخَشِّعا ، إلَى الزَّكاةِ مُسرِعا ، فِي الزَّلازِلِ وَقورا ، فِي الرَّخاءِ شَكورا ، قانِعا بِالَّذي لَهُ ، لا يَدَّعي ما لَيسَ لَهُ ، ولا يَجمَعُ فِي الغَيظِ ، ولا يَغلِبُهُ الشُّحُّ عَن مَعروفٍ يُريدُهُ ، يُخالِطُ النّاسَ كَي يَعلَمَ ، ويُناطِقُ النّاسَ كَي يَفهَمَ ، وإن ظُلِمَ وبُغِيَ عَلَيهِ صَبَرَ حَتّى يَكونَ الرَّحمنُ هُوَ الَّذي يَنتَصِرُ لَهُ . ۳

1.حلية الأولياء : ج ۱ ص ۲۶ ، تفسير ابن أبي حاتم : ج ۱۰ ص ۳۴۲۷ ، تفسير ابن كثير : ج ۸ ص ۴۱۹ كلاهمانحوه ، كنز العمّال : ج ۱ ص ۱۶۳ ح ۸۱۶ .

2.المِقَة : المَحَبَّة (النهاية : ج ۴ ص ۳۴۸ «مقا») .

3.كنز العمّال : ج ۱ ص ۱۴۰ ح ۶۶۹ نقلاً عن الترمذي في نوادر الاُصول عن جندب بن عبد اللّه ، وقد عثرنا عليه في الطبعة المعتمدة منه (ج۲ ص۲۶۲) ولكن لوجود بعض التصحيفات في المتن نقلناه من كنز العمّال.

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 214459
الصفحه من 606
طباعه  ارسل الي