4 . الخلق المُلكي للإنسان
أشرنا آنفا عند تعريف الإنسان إلى أن الإنسان كائن ذو بعدين وأنه مركب من الجسم والروح الإلهية ، أو هو تركيب من العقل والصورة ، أو العقل والشهوة ، أو العالم العلوي والعالم السفلي .
فالجسم والصورة والشهوة والعالم السفلي إشارة إلى بُعده المُلكي بينما تشير الروح الإلهية والعقل والعالم العلوي إلى جانبه الملكوتي .
وتنقسم الآيات والروايات التي تشير إلى البعد المُلكي للإنسان إلى أربعة أقسام :
المجموعة الاُولى : الآيات والروايات التي تحدثت عن خلق الإنسان من التراب . ۱
المجموعة الثانية : الآيات والروايات التي تشير إلى خلق الإنسان من الماء . ۲
المجموعة الثالثة : الآيات والروايات التي بينت المرحلة المتقدمة ( النطفة ) . ۳
المجموعة الرابعة : الآيات والروايات التي تشير إلى المراحل التكاملية من الجانب المُلكي للإنسان بدءً من التراب وحتى بلوغ البُعد الملكوتي . ۴
5 . الخلق الملكوتي للإنسان
يستخدم القرآن الكريم بشأن الخلق الملكوتي للإنسان فيما يتعلق بآدم عليه السلام تعبير « نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى »۵ وذلك بعد ذكر التسوية التي يُقصَد بها البعد الملكوتي وفيما يتعلق بنسله غيّر تعبيره من الخلق إلى الإنشاء بعد بيان مراحل الخلق المُلكي ( النطفة ، العلقة ، المضغة وغيرها ) ويذكر بمرحلة جديدة تختلف عن المراحل السابقة ، هذه المرحلة التي وقع الكلام فيها عن الحياة والعلم والقدرة . ورغم أن المراحل السابقة تتباين فيما بينها في الأوصاف والخصوصيات ، من اللون والطعم والشكل ، ولكنها تعتبر متجانسة ، في حين أن هذه المرحلة لا تعتبر متجانسة مع المراحل السابقة . واللّه ـ تعالى ـ أعطاه في هذه المرحلة ما لم يعطه في المراحل السابقة ۶ .
1.راجع : ص ۴۵۹ (خلق الإنسان من التراب) .
2.راجع : ص ۴۶۰ (خلق الإنسان من الماء) .
3.راجع : ص ۴۶۱ (خلق الإنسان من النطفة) .
4.راجع : ص ۴۶۲ (مراحل تطوّر الإنسان) .
5.الحجر : ۲۹ ، ص : ۷۲ .
6.دائرة معارف القرآن الكريم (بالفارسيّة) : ج ۴ ص ۴۸۸ .