431
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5

4 . الخلق المُلكي للإنسان

أشرنا آنفا عند تعريف الإنسان إلى أن الإنسان كائن ذو بعدين وأنه مركب من الجسم والروح الإلهية ، أو هو تركيب من العقل والصورة ، أو العقل والشهوة ، أو العالم العلوي والعالم السفلي .
فالجسم والصورة والشهوة والعالم السفلي إشارة إلى بُعده المُلكي بينما تشير الروح الإلهية والعقل والعالم العلوي إلى جانبه الملكوتي .
وتنقسم الآيات والروايات التي تشير إلى البعد المُلكي للإنسان إلى أربعة أقسام :
المجموعة الاُولى : الآيات والروايات التي تحدثت عن خلق الإنسان من التراب . ۱
المجموعة الثانية : الآيات والروايات التي تشير إلى خلق الإنسان من الماء . ۲
المجموعة الثالثة : الآيات والروايات التي بينت المرحلة المتقدمة ( النطفة ) . ۳
المجموعة الرابعة : الآيات والروايات التي تشير إلى المراحل التكاملية من الجانب المُلكي للإنسان بدءً من التراب وحتى بلوغ البُعد الملكوتي . ۴

5 . الخلق الملكوتي للإنسان

يستخدم القرآن الكريم بشأن الخلق الملكوتي للإنسان فيما يتعلق بآدم عليه السلام تعبير « نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى »۵ وذلك بعد ذكر التسوية التي يُقصَد بها البعد الملكوتي وفيما يتعلق بنسله غيّر تعبيره من الخلق إلى الإنشاء بعد بيان مراحل الخلق المُلكي ( النطفة ، العلقة ، المضغة وغيرها ) ويذكر بمرحلة جديدة تختلف عن المراحل السابقة ، هذه المرحلة التي وقع الكلام فيها عن الحياة والعلم والقدرة . ورغم أن المراحل السابقة تتباين فيما بينها في الأوصاف والخصوصيات ، من اللون والطعم والشكل ، ولكنها تعتبر متجانسة ، في حين أن هذه المرحلة لا تعتبر متجانسة مع المراحل السابقة . واللّه ـ تعالى ـ أعطاه في هذه المرحلة ما لم يعطه في المراحل السابقة ۶ .

1.راجع : ص ۴۵۹ (خلق الإنسان من التراب) .

2.راجع : ص ۴۶۰ (خلق الإنسان من الماء) .

3.راجع : ص ۴۶۱ (خلق الإنسان من النطفة) .

4.راجع : ص ۴۶۲ (مراحل تطوّر الإنسان) .

5.الحجر : ۲۹ ، ص : ۷۲ .

6.دائرة معارف القرآن الكريم (بالفارسيّة) : ج ۴ ص ۴۸۸ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
430

3 . الإنسان قبل مجيئه إلى الدنيا

يقتضي التأمل في عدد من آيات القرآن وروايات أهل البيت عليهم السلام أن الإنسان قبل وجوده الدنيوي كان يتمتع بنوع آخر من الوجود في نشأة اُخرى ولذلك فقد روي عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى : « هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئا مَّذْكُورًا »۱ قوله :
كانَ مَذكورا فِي العِلمِ ولَم يَكُن مَذكورا فِي الخَلقِ . ۲
وتدل هذه الرواية على أن الإنسان كان موجودا في علم اللّه قبل الوجود الخارجي وأنه كان موجودا على شكل وجود علمي معلوم للّه تعالى ثم انتقل من عالم العلم إلى عالم العيان على إثر إرادة اللّه سبحانه فصار ذا وجود خارجي .
كما تدل آيات الميثاق ۳ على وجود الإنسان قبل نشأة الدنيا ، بل إن الآية : « وَ إِن مِّن شَىْ ءٍ إِلَا عِندَنَا خَزَآئِنُهُ وَ مَا نُنَزِّلُهُ إِلَا بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ »۴ تشعر بهذا المعنى وهو أن جميع الموجودات الدنيوية كانت تتمتع قبل نشأة الدنيا بنوع من الوجود .

1.الإنسان : ۱ .

2.راجع : ص ۴۴۳ ح ۵۹۱۸.

3.الأعراف : ۱۲۷ ويس : ۶۰ .

4.الحجر : ۲۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج5
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 198418
الصفحه من 606
طباعه  ارسل الي