8 . أهم عوامل الصعود إلى قمة الكمالات الإنسانية
يمكننا أن نلخص أهم عوامل الصعود إلى قمة الكمالات الإنسانية في توظيف العقل ، العلم والحكمة ، الإيمان بالمبدأ والمعاد ، علو الهمة ، الأعمال الصالحة ومجاهدة النفس في ميولها وأهوائها . ۱
9 . أهمّ آفات الصعود إلى قمة الكمالات الإنسانيّة
أهمّ الآفات التي تحوّل دون تفتح الاستعدادات البشريّة وبلوغ قمة الإنسانيّة هي الجهل ، الغفلة ، اتباع الهوى وترك العمل بالعلم .
والآيات، والأحاديث الدالّة على هذا المعنى هي ممّا يستحقّ التأمل وتنطوي على الكثير من الدروس والعبر . ۲
10 . منزلة الإنسان الكامل
يصبح الإنسان في مسيرته التكاملية مظهرا للأسماء والصفات الإلهية حسب مستوى جهاده للنفس وامتثاله لأوامر اللّه ـ تعالى ـ وقربه من ساحة القرب الربوبي، وبعبارة اُخرى فإنه يصبح خليفة اللّه ـ عز و جل ـ وممثله وفي هذه الحالة فإن الملائكة تسجد له أحيانا وقد يصبح إمامها أحيانا اُخرى ، بل إن إرادته ستؤثر في عالم الوجود بإذن اللّه سبحانه ، ويصل إلى الولاية التكوينية بنسبة صعوده إلى ذروة التكامل كما جاء في الحديث القدسي :
عَبدي أطِعني أجعَلكَ مِثلي ، أنَا حَيٌّ لا أموتُ ، أجعَلُكَ حَيّا لا تَموتُ ، أنَا غَنِيٌّ لا أفتَقِرُ أجَعُلَك غَنِيّا لا تَفتَقِرُ ، أنَا مَهما أشَأ يَكُن ، أجعَلُك مَهما تَشَأ يَكُن . ۳
جدير ذكره أن هذه الرواية وكذلك ما جاء في كتاب مصباح الشريعة من أن « العبودية جوهرة كنهها الربوبية » ، لم يردا في كتب الحديث المعتبرة ولكن يمكن القول إن مضمونهما منسجم مع القرآن وعدد من الأحاديث الإسلامية .
وعلى أي حال ، فإن مكانة الإنسان الكامل ، هي مكانة الخلافة الإلهية وفي هذه الحالة فإن الإنسان الكامل لا يختلف في الظاهر عن الأشخاص الآخرين ولكنه في الحقيقة لا تمكن مقارنته مع أي شخص آخر ، كما جاء في الحديث النبوي :
لَيسَ شَيءٌ خَيرٌ مِن ألفٍ مِثلِهِ إلَا الإِنسانُ . ۴
لا نَعلَمُ شَيئا خَيرا مِن ألفٍ مِثلِهِ ، إلَا الرَّجُلَ المُؤمِنَ . ۵
ويبدو أن المراد من « المؤمن » و « الإنسان » في هذين الحديثين ، هو الإنسان الكامل أو السائر في طريق الكمال وعلى هذا الأساس فإن كلمة « ألف » هي من باب المثال لا أن يُعادلَ الأكثرُ من « الألف » الإنسانَ الكاملَ حقيقةً .