دراسة حول خلقة زوج آدم
جاء في ثلاث آيات من القرآن أن اللّه خلق زوج آدم منه ، إلّا أنه قال في موضع :
« خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا » . ۱
وقال في آية اُخرى :
« خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا » . ۲
وصرّح في آية ثالثة :
«خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا» . ۳
يقول بعض المفسرين استنادا إلى بعض الروايات : كان آدم في الجنة وحيدا فسلط اللّه عليه النوم وخلق حواء من جانبه الأيسر ۴ ، ولكن الباحثين من المفسرين يرون أن المراد من هذه الآيات أن حواء خلقت من جنس آدم كي يأنس إليها كما يصرح القرآن : «وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا» كقوله تعالى : «خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُواْ إِلَيْهَا» . ۵
وأمّا روايات أهل البيت عليهم السلام فهي تؤيد هذا الرأي أيضا كما لاحظنا وترفض بشدة الروايات الدالة على الرأي الأول .
وقد حمل العلّامة المجلسي الروايات الدالة على خلق حواء من بدن آدم على التقية ۶ واعتبر المراغي هذه الروايات من الإسرائيليات . ۷
وممّا يجدر ذكره أن التوراة اعتبرت خلق حواء من ضلع آدم . ۸
1.الأعراف : ۱۸۹ .
2.الزمر : ۶ .
3.النساء : ۱ .
4.التفسير الكبير : ذيل الآية ۱ ، من سورة النساء .
5.الروم : ۲۱ .
6.بحار الأنوار : ج ۱۱ ص ۱۱۶ .
7.تفسير المراغي : ج ۴ ص ۱۷۴ .
8.الكتاب المقدّس : سفر التكوين ۲ ص ۲۱ .